بدأت بلديات قطاع غزة، بالتعاون مع اللجنة القطرية لإعادة إعمار غزة، في إعادة افتتاح شوارع غزة الرئيسية، ورفع الركام والأنقاض وتسهيل حركة المواطنين الفلسطينيين فيها، وذلك عقب انسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي، وتوقف العدوان بعد توقيع اتفاق وقف إطلاق النار بين الكيان الإسرائيلي وحركة المقاومة الإسلامية "حماس" يوم الجمعة الماضي.
وشرعت آليات وجرافات وشاحنات وفرتها المساعدات القطرية في رفع الركام وأنقاض المنازل والدمار الذي يغلق الشوارع الرئيسية في مدينة غزة، ويمنع الفلسطينيين من الحركة فيها، خاصة في ظل استمرار عودة آلاف النازحين من جنوبي قطاع غزة إلى شماله مع توقف العدوان الإسرائيلي.
وبهذا الخصوص، أكد المهندس يحيى السراج رئيس بلدية غزة، أنه منذ توقف إطلاق النار بدأت بلدية غزة وجميع بلديات القطاع بحملة كبيرة لفتح الشوارع والطرقات، للسماح بعودة النازحين إلى أماكن سكناهم ومخيمات الإيواء الخاصة بهم بسهولة، وحرية الحركة في ظل الدمار الكبير الذي سببه العدوان الإسرائيلي.
الحملة مستمرة
وقال في حديث مع وكالة الأنباء القطرية "قنا": إن الحملة مستمرة وتنطلق بقوة جديدة من خلال دعم اللجنة القطرية لإعادة إعمار غزة "المساعدات القطرية"، بعدد كبير من الجرافات والشاحنات لاستمرار عمل فتح الطرقات الرئيسية في مدينة غزة.
وعبر السراج عن تقديره العالي وشكره لدولة قطر على دعمها الكبير الذي استمر على مدى سنوات عديدة في جميع المجالات، وطالب باستمرار هذا الدعم لإعادة الإعمار بشكل كامل، وأضاف: "هذه الحملة التي تقودها المساعدات القطرية تستمر لمدة شهر كامل، وستؤدي إلى فتح العديد من الطرقات والشوارع، وتسهيل الحياة على الشعب الفلسطيني ووصولهم إلى أماكن السكن، والبدء بإحياء ما تبقى من مدينة غزة".
م. يحيى السراج: هذه المساعدة ليست غريبة على الشقيقة قطر التي نقدم لها الشكر والتحية أميرا وحكومة وشعبا
وقال إن هذه المساعدة ليست غريبة على الشقيقة قطر، التي نقدم لها الشكر والتحية أميرا وحكومة وشعبا، وجميع المؤسسات القطرية العاملة بهمة ونشاط في دعم الشعب الفلسطيني، وهذه المساعدة القطرية لها أهمية كبيرة، خاصة في ظل تدمير ما يزيد عن 85 بالمئة من إمكانات بلدية غزة من آليات ثقيلة وشاحنات وأدوات نقل وخدمات بفعل العدوان الإسرائيلي الذي قضى على كل شيء في غزة خلال عامين متواصلين.
ولفتت بأن البلديات تعتمد الآن بشكل كبير على القطاع الخاص الذي يوفر لها ما تبقى لديه من إمكانيات شحيحة وقليلة ومتهالكة، وهذا لا يكفي لإنجاز الأعمال المطلوبة بشكل سريع وعاجل لخدمة المواطنين.
المرحلة التالية
وأفاد رئيس بلدية غزة لـ"قنا" بأن المرحلة التالية من الإعمار بعد فتح الشوارع والطرقات التي يجب أن تبدأ هي لتوفير خيام الإيواء والمساكن المؤقتة لحماية الأطفال والنساء من الشتاء ومن البرد القادم خلال الأسابيع القليلة القادمة، وإعمار الجانب الاقتصادي والمصانع وعودة الحياة، وأيضا البدء بإعمار الأسواق التجارية ليعود العمل فيها خدمة للمواطنين.
وأشار إلى أن جهات دولية وعربية عدة، تواصلت مع بلديات القطاع لتوفير ما يمكن توفيره من مواد وآليات عمل لها، لكن حتى الآن لم يسمح الاحتلال بإدخال المطلوب من تلك الاحتياجات العاجلة والطارئة، مؤكدا أن البلديات تحتاج إلى قطع غيار للمركبات والآليات ومولدات الكهرباء والطاقة الشمسية بمختلف أنواعها، والبطاريات، وإطارات السيارات، وزيوت المحركات حيث يوجد نقص كبير جدا في هذا المجال.
البلديات في حاجة ماسة إلى خزانات المياه والصرف الصحي وهي شحيحة وغير متوفرة
ونبه إلى حاجة البلديات الماسة إلى خزانات المياه والصرف الصحي، وهي شحيحة وغير متوفرة، وتوفير السيارات للحركة والتنقل والشاحنات والآليات الثقيلة لرفع الركام الذي لا تستطيع البلديات رفعه من الشوارع أو المباني.
وطالب السراج بفتح جميع المعابر والمنافذ في قطاع غزة، لإدخال كل ما تحتاجه بلديات القطاع والفلسطينيين من مأوى وطعام وقطع غيار، وعدم التقييد إطلاقا في دخول كل ما تحتاجه البلديات من إمكانيات، خاصة الشاحنات والآليات الثقيلة بديلا عن تلك التي تم تدميرها.
ودعا إلى ضرورة توفير مواد البناء، خاصة الإسمنت لتمكين البلديات من تنفيذ أعمالها الخاصة بتسهيل حياة الفلسطينيين، لافتا إلى حاجة البلديات إلى ما لا يقل عن ألف طن من الإسمنت بشكل عاجل، لمساعدتها في إعادة تشغيل وتأهيل آبار المياه، ومياه الصرف الصحي وصيانة بعض مناطق خدمات البلدية لخدمة المواطنين.
غياب الخدمات
وتعاني القطاعات الخدمية والبلدية من الدمار الكبير الذي لحق بها خلال العدوان الإسرائيلي الذي استمر عامين، حيث تعمد الاحتلال إلى تدمير المنشآت والمباني والمقرات التابعة لبلديات القطاع، وقتل 4 رؤساء بلديات باستهداف مباشر لهم، فيما دمر بغارات جوية الآليات والمركبات المخصصة لعملها، وألحق دمارا هائلا بآبار المياه والصرف الصحي وشبكات الطاقة والكهرباء.
وكان اتفاق وقف إطلاق النار بين حركة المقاومة الإسلامية "حماس" والكيان الإسرائيلي، والذي تم التوصل إليه في مدينة شرم الشيخ المصرية، دخل حيز التنفيذ ظهر الجمعة الماضي، عقب إعلان الاحتلال مصادقة حكومته عليه، وبدء انسحاب جيشه من المواقع والمناطق المأهولة في القطاع، وبدء عودة النازحين إلى شمال القطاع، وذلك في إطار المرحلة الأولى من مبادرة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإنهاء الحرب على غزة.