دولار أمريكي 3.63ريال
جنيه إسترليني 4.84ريال
يورو 4.22ريال

متاحف قطر تقدم معرضين ضخمين احتفاء بحياة المعماري آي. إم. باي

15/10/2025 الساعة 19:38 (بتوقيت الدوحة)
ع
ع
وضع القراءة

أعلنت متاحف قطر، اليوم الأربعاء، عن تقديم معرضيْن رائديْن يحتفيان بحياة ومسيرة آي. إم. باي (إيوه مينغ باي،1917-2019)، المعماري الذي صمّم متحف الفن الإسلامي، وهو أحد أبرز المعماريين المؤثرين في القرن العشرين وذلك في 30 أكتوبر الجاري.

ويتخذ المعرض عنوان آي إم باي: العمارة تُشكِّل الحياة، وسيتم عرضه في جاليري متاحف قطر الرواق، بالتعاون مع متحف الثقافة البصرية "M+" في هونغ كونغ، وهو أول معرض استعادي شامل يرصد المسيرة المهنية لباي التي امتدت لسبعة عقود. أما معرض إي. إم. باي وتصميم متحف الفن الإسلامي: من المربع إلى المثمّن ومن المثمّن إلى الدائرة، الذي ينظّمه متحف الفن الإسلامي بالتعاون مع متحف مطاحن الفن المزمع افتتاحه مستقبلًا، فيقدّم قراءة معمّقة لتصميم المعماري لأحد أبرز معالم الدوحة الثقافية.

رؤية ثنائية

وسيمنح المعرضان جمهورهما رؤية ثنائية غير مسبوقة حول هذا المعماري العالمي ذائع الصيت، حيث أشرف "M+" على التقييم الفني لـ "معرض آي. إم. باي": العمارة تُشكّل الحياة المتنقل ونظّمه عام 2024، وهو يضم أكثر من 400 قطعة من المعروضات، تشمل رسومات تخطيطية أصلية، ونماذج معمارية، وصورًا فوتوغرافية، وأفلامًا، ومواد أرشيفية من مقتنيات مؤسسات وجهات خاصة، تكشف عن الرؤية الفريدة لهذا المعماري العبقري.

امتدت إنجازات باي على نطاق عالمي؛ من المبنى الشرقي للمعرض الوطني للفنون في واشنطن العاصمة، إلى تحديث متحف اللوفر الكبير في باريس، وبرج بنك الصين في هونغ كونغ، ومتحف الفن الإسلامي في الدوحة، وكلها أعمال حاضرة بشكل بارز في المعرض.

وقالت سعادة الشيخة ريم آل ثاني، نائب الرئيس التنفيذي لمتاحف قطر بالوكالة للمعارض والفن العام ورباعية قطر، في تصريح اليوم: "يشرّفنا في متاحف قطر أن نستضيف "آي. إم. باي: العمارة تُشكّل الحياة"، وهو معرض بارز يقدّم رؤى معمّقة حول حياة أحد أعظم المعماريين في العصر الحديث وأثره.

وأشادت سعادتها بمتحف الثقافة البصرية "M+" في هونغ كونغ على دورهم المحوري في إحضار هذا المعرض إلى الدوحة، في تجسيد حيّ لروح التعاون الدولي وتبادل الأفكار بين الثقافات.

حوار عالمي

وأضافت: "من خلال استعراض أعمال باي في قلب المشهد الثقافي المتطوّر في قطر، نؤكد التزامنا الراسخ بتعزيز الحوار العالمي في مجاليْ الفن والعمارة. كما يسُرّنا أن نعلن عن إطلاق سلسلة من ورشات العمل المعمارية بالتعاون مع معماريين مرموقين وجامعات رائدة، ما يُتيح فرصًا تعليمية فريدة، تركز على توسيع إدراك البعد التحويلي للعمارة وقدرتها على تشكيل الفضاء ومقومات المجتمع معًا".

‏ أما معرض إي. إم. باي وتصميم متحف الفن الإسلامي، فيلقي الضوء على رحلة المعماري في سعيه إلى استكشاف "جوهر العمارة الإسلامية"، وعلى العملية الإبداعية التي قادته إلى ابتكار تصميم المتحف، والذي تولى تشييده عام 1999 بتكليف من صاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني. ومن خلال رسومات ونماذج أصلية، وصور فوتوغرافية، ووثائق أرشيفية، وعدد من أوائل المقتنيات من مجموعة المتحف، وفيلم جديد أُنتج خصيصًا بهذه المناسبة، يرصد المعرض مراحل تصوّر العمل وإنجازه.

من جانبها، قالت السيدة شيخة ناصر النصر، مدير متحف الفن الإسلامي في معرِض حديثها عن "إي. إم. باي وتصميم متحف الفن الإسلامي": "أصبح المتحف، باعتباره تحفة معمارية أبدعها آي. إم. باي، مصدر إلهام ومحط إعجاب لكل من ولج فضاءاته البديعة، وأضحى اليوم رمزًا عالميًا تتمايز به الدوحة " معربة عن شديد الامتنان لجميع المساهمين في إنجاز هذا المعرض، الذين أتاحوا فرصة سرد حكاية مبنى أصبح ركيزة أساسية، ليس لمتحفنا فحسب، بل للعالم أجمع.

وسيصاحب المعرضين، المستمرّين حتى 14 فبراير 2026، برنامج عام متكامل يضم سلسلة من المحاضرات يقدمها معماريون وباحثون في المجال، إلى جانب جولات يشرف عليها قيّمو المعرضين، وورشات عمل متخصصة، فضلًا عن أنشطة تعليمية موجهة للعائلات وطلاب المدارس.

فرصة استثنائية

وتمنح هذه الفعاليات معًا فرصة استثنائية للتعرّف على الإرث الإبداعي الشامل لآي. إم. باي، ابتداءً من ممارسته العالمية ذات الطابع التحويلي، وصولًا إلى بصمته الراسخة في قطر.

ويُقدَّم معرض آي. إم. باي: العمارة تُشكّل الحياة، في ستة أقسام موضوعية، تستكشف كيف انخرط باي في عمله ضمن سياقات اجتماعية وثقافية وحياتية متباينة، والأقسام هي كالآتي: أسس باي العابرة للثقافات، العقارات وإعادة تطوير المدن، الفن والطابع المدني، السلطة والسياسة والرعاية، الابتكار في المواد والبنية، ثم إعادة تفسير التاريخ من خلال التصميم.

وأطلق متحف الثقافة البصرية "M+" معرض "آي إم باي: العمارة تُشكِّل الحياة " الذي نُظّم أول مرة في هونغ كونغ من يونيو 2024 إلى يناير 2025، ثم بدأ بعد ذلك جولته العالمية في متحف "محطة كهرباء الفن" في شنغهاي من أبريل إلى أغسطس 2025، محققًا أكثر من 163,000 زيارة.

وأعربت السيدة سوهانيا رافيل، مدير متحف الثقافة البصرية "M+"، عن فخرها بمواصلة المعرض رحلته في الدوحة بالتعاون مع متاحف قطر، منوهة بأن للمعرض في الدوحة وقعا خاصا، إذ يبرز أحد أهم مشاريع باي، وهو متحف الفن الإسلامي، الذي يعكس حسّه العميق بالمكان والثقافة.

وأوضحت أن هذه الشراكة الدولية تؤكد التزاما بنقل إرث باي عالميًا، وتعزيز حوارات ثقافية هادفة، وإلهام جماهير جديدة، بما يتناغم مع رسالة متحف الثقافة البصرية "M+".

تقييم فني

أما معرض آي. إم. باي وتصميم متحف الفن الإسلامي: من المربع إلى المثمن، ومن المثمن إلى الدائرة، فيأخذ الزوار في جولة إلى كواليس واحد من أكثر التحف المعمارية شهرة في القرن الحادي والعشرين، يأتي الحدث بتقييم فني لأوريليان ليمونييه، قيّم متحف مطاحن الفن للعمارة والتصميم والحدائق، وزميلته في نفس المتحف زهرة خان، قيّم الفن الحديث والمعاصر، بتعاون وثيق مع الدكتورة منية شخاب أبو دية، نائب مدير متحف الفن الإسلامي للشؤون المتحفية.

كما يستعرض الرحلة الإبداعية التي خاضها باي، ساعيًا لاستخلاص "جوهر العمارة الإسلامية" وتجسيده في تصميم متحف الفن الإسلامي، عند افتتاحه عام 2008، من خلال نماذج معمارية، ووثائق أرشيفية، وأعمال فنية خالدة، ومقابلات مصورة كُلِّف بإجرائها خصيصًا لهذه المناسبة.

يقدم معرض آي. إم. باي وتصميم متحف الفن الإسلامي نظرة غير مسبوقة على الرؤية الجريئة والدقة الحِرفية التي شكّلت هذا المعلم الثقافي في الخليج.

يتوزع العرض على سبعة أقسام، يبدأ بالمواد النادرة من مسابقة العمارة الدولية لعام 1997، التي أُجرِبت لاختيار معماري لتصميم متحف الفن الإسلامي، بما في ذلك الرسومات والصور الأرشيفية لمقترحات زها حديد، وتشارلز كوريا، وراسم بدران، وجاءت رحلته البحثية عن الإلهام لتشمل مختلف أنحاء العالم الإسلامي.

كما يضم معرض آي. إم. باي وتصميم متحف الفن الإسلامي: من المربع إلى المثمن، ومن المثمن إلى الدائرة، أيضًا لوحات وصورًا فوتوغرافية من مقتنيات متاحف قطر تمثل المواقع التاريخية التي غذّت رؤية باي ودرسها بدقة، منها لوحة مائية تعود للقرن التاسع عشر بعنوان "بوابة فتحبور سيكري"، وصورة مطبوعة بالألبومين للملك ناصر الدين شاه بعنوان "ضريح زبيدة زوجة هارون الرشيد".

ومن أبرز المعروضات الأخرى رسومات تخطيطية أصلية ونماذج أولية لباي، أُعيد اكتشافها في مكتبه بنيويورك وتبرعت بها مؤسسة إرث آي. إم. باي لمتاحف قطر، بما في ذلك نموذج مقطعي مفصّل لمتحف الفن الإسلامي ونموذج جزئي لواجهة المدخل الرئيسي، لتُظهر كيف حوّل المعماري المفهوم إلى شكل ملموس.

ويقدم المعرض مجموعة من أوائل هذه المقتنيات التي تجسد عمق الفن الإسلامي وغناه، وتُبرِز رؤية المتحف في تقديم "جوهر" هذا الفن، ومنها: أسطرلاب يعود إلى القرن العاشر، ويعدّ من أقدم النماذج المسجلة المعروفة في العالم، من مجموعة المقتني جاسم الحميضي؛ وقطعة شطرنج منحوتة ببراعة من العاج النورماندي تعود للقرن الثاني عشر من صقلية، ومشكاة مسجد أنيقة صُنعت للسلطان الناصر محمد بن قلاوون في القاهرة، خلال القرن الرابع عشر، بالإضافة إلى نسخة متميزة من كتاب صور الكواكب الثابتة لعبْد الرحمن الصوفي.

وبالتزامن مع معرض "آي. إم. باي: العمارة تُشكل الحياة"، سيتم إطلاق برنامج جديد بعنوان "العمارة والتصميم – تحويل الرؤية إلى حوار عالمي" في سلسلة من البرامج التي تُشكّل منصة متاحف قطر الجديدة للنقاش المعماري، ويضم البرنامج باقة متنوعة من المعارض، وورشات العمل، والمحاضرات، والعروض السينمائية، والشراكات الأكاديمية، ليؤسس ملتقى معماريا عالميا يحتفي بالعمارة، ويفتح آفاق النقاش، ويعيد استكشاف حدود الممكن، ويستشرف المستقبل.

يُقدَّم كل من معرض "آي. إم. باي: العمارة تُشكل الحياة" ومعرض "آي. إم. باي وتصميم متحف الفن الإسلامي: من المربع إلى المثمن، ومن المثمن إلى الدائرة" ضمن فعاليات حملة أمة التطور، وهي حملة تستمر 18 شهرًا تُكرّم المسيرة الثقافية لقطر على مدار الخمسين عامًا الماضية، منذ تأسيس متحف قطر الوطني، وبتنظيم "قطر تُبدِع"، الحركة الوطنية التي تُرسّخ مكانة قطر كمركز عالمي للفن والثقافة والإبداع، تُسلّط حملة "أمة التطور" الضوء على المحطات الثقافية للدولة وتطلعاتها المستقبلية، ويُقام المعرضان ضمن إطار مبادرة الأعوام الثقافية التي تحتفي برؤية المعماري باي العابرة للثقافات، حيث يُمثّل متحف الفن الإسلامي في الدوحة الذي صممه رمزًا للتبادل الثقافي بين قطر والعالم.

المصادر

جميع الحقوق محفوظة لمرسال قطر 2025

atyaf company logo