أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية (IAEA)، بالتعاون مع وزارة البيئة والتغير المناخي، ممثلة بإدارة الوقاية من الإشعاع، عن اعتماد مؤسسة حمد الطبية مركزا تعاونيا دوليا "مركز مرساة - Anchor Center" في مجال الطب الإشعاعي.
جاء ذلك خلال حفل رسمي أقيم بمقر الوكالة في العاصمة النمساوية فيينا، مؤخرا على هامش أعمال المؤتمر العام التاسع والستين للوكالة.
تعاون مستمر
ويأتي هذا الإنجاز ثمرة للتعاون الوثيق والمستمر بين وزارة البيئة والتغير المناخي، ممثلة بإدارة الوقاية من الإشعاع، ومؤسسة حمد الطبية، في إطار الجهود المشتركة لتطوير التطبيقات السلمية للتكنولوجيا النووية في مجالات الرعاية الصحية والتشخيص والعلاج، بما يسهم في تحقيق المزيد من التقدم العلمي والطبي لصالح المجتمع القطري والإنسانية جمعاء.
وفي هذا السياق، أكد السيد يوسف الحمر وكيل الوزارة المساعد لشؤون البيئة بوزارة البيئة والتغير المناخي، أن اعتماد مؤسسة حمد الطبية، كمركز دولي تعاوني مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية يعد إنجازا كبيرا يضاف إلى سجل دولة قطر الحافل في مجالات التعاون الدولي واستخدام التكنولوجيا النووية للأغراض السلمية، ويعكس الثقة الكبيرة التي تحظى بها مؤسسات الدولة لدى المنظمات الدولية المتخصصة.
وأشار السيد الحمر إلى أن هذا التعاون المثمر يبرز التزام دولة قطر بتمكين كوادرها الوطنية وبناء القدرات البشرية في مجالات الطب الإشعاعي والوقاية من الإشعاع، من خلال برامج البحث والتدريب والتطوير المهني، بما يواكب تطلعات رؤية قطر الوطنية 2030 نحو تنمية بشرية وصحية مستدامة.
اعتراف دولي
وأوضح أن هذا الإنجاز يعد اعترافا دوليا بكفاءة الكوادر الوطنية القطرية، وبالبنية التحتية المتقدمة التي تمتلكها الدولة في مجال التطبيقات الإشعاعية والطبية، كما يعكس التزام دولة قطر الراسخ باستخدام الطاقة النووية للأغراض السلمية، وإسهامها في تعزيز قدرات القطاع الصحي في تشخيص وعلاج أمراض السرطان وفق أحدث المعايير العالمية.
ويعد هذا الاعتماد إنجازا وطنيا بارزا يعزز من مكانة دولة قطر في مجالات الطب النووي وعلاج السرطان، ضمن مبادرة "أشعة الأمل" التي أطلقتها الوكالة الدولية للطاقة الذرية لتوفير العلاج الإشعاعي لمرضى السرطان، ولاسيما في البلدان النامية.
ويأتي هذا الإنجاز في إطار الترتيبات العملية الموقعة بين وزارة الصحة العامة في دولة قطر والوكالة الدولية للطاقة الذرية في نوفمبر 2023، خلال زيارة نائب المدير العام للتعاون التقني في الوكالة، السيد هوا ليو، إلى الدوحة، بما يسهم في تعزيز منظومة الرعاية الصحية المتقدمة في الدولة.
ويجسد هذا الحدث التزام دولة قطر بدعم الجهود الدولية الرامية إلى مكافحة السرطان، ويؤكد دورها الفاعل في تقديم الخبرات والخدمات الطبية المتخصصة على المستويين الإقليمي والعالمي.
كما يعكس هذا التعاون الوثيق بين وزارة البيئة والتغير المناخي، ممثلة بإدارة الوقاية من الإشعاع - بصفتها نقطة الاتصال الوطنية مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومؤسسات الدولة المعنية - في دعم تحقيق الأهداف التنموية المستدامة، وتطوير القدرات الوطنية في مجالات الطب الإشعاعي والتكنولوجيا النووية السلمية، بما يرسخ مكانة دولة قطر في دعم المبادرات الدولية الهادفة إلى توظيف التقنيات النووية لخدمة الإنسان.