حذرت الهيئة الاتحادية لحماية الدستور في ألمانيا من تصاعد النشاط الدعائي للجماعات اليمينية المتطرفة على الإنترنت، مؤكدة أن هذه الجماعات باتت تستخدم منصات أجنبية مغلقة وشبكات مشفرة لتوسيع انتشار خطاب الكراهية واستهداف المهاجرين والمسلمين.
وقالت الهيئة في تقريرها الصادر اليوم: إن اليمين المتطرف في ألمانيا يوظف أدوات الذكاء الاصطناعي لتوليد مواد دعائية مصورة ومكتوبة، ويعتمد بعضها على منصات تواصل بديلة غير خاضعة للقوانين الأوروبية، ما يصعب تعقب نشاطها.
وأضاف التقرير أن التحولات التكنولوجية سمحت لتلك الجماعات ببناء بيئات رقمية مغلقة تشبه المجتمعات الافتراضية، حيث تتداول مقاطع فيديو ورسائل مشفرة تحرض على العنف ضد الأجانب والمسلمين وتروج لنظريات المؤامرة بشأن سياسات الهجرة واللجوء.
وأكد توماس هالدنفانغ، رئيس الهيئة، أن حماية الفضاء الرقمي أصبحت أولوية وطنية، موضحا أن الأجهزة الأمنية الألمانية ستعمل على تعزيز التعاون مع منصات التواصل الاجتماعي وشركات التقنية العالمية لإزالة المحتوى المتطرف وملاحقة القائمين عليه.
وقال هالدنفانغ: "إن الجماعات اليمينية المتطرفة أصبحت أكثر تنظيما وتنسيقا في العالم الرقمي"، مشيرا إلى أن الهيئة رصدت محاولات ممنهجة لاستقطاب الشباب عبر محتوى ترفيهي يقدم بواجهة سياسية أو ثقافية.
وأشار التقرير إلى أن بعض المجموعات تسعى إلى التحايل على قوانين الرقابة الأوروبية من خلال نقل نشاطها إلى منصات لا تلتزم بمعايير الاتحاد الأوروبي، فيما تستخدم مجموعات أخرى تطبيقات تراسل مشفرة يصعب مراقبتها.
