دولار أمريكي 3.66ريال
جنيه إسترليني 4.81ريال
يورو 4.22ريال

أكدت أن التنمية الاجتماعية والشمول عنصران أساسيان لبناء مجتمعات متينة

رئيسة الجمعية العامة: إعلان الدوحة خطوة حاسمة على طريق تحقيق التنمية

04/11/2025 الساعة 16:04 (بتوقيت الدوحة)
أنالينا بيربوك رئيسة الجمعية العامة للأمم المتحدة
أنالينا بيربوك رئيسة الجمعية العامة للأمم المتحدة
ع
ع
وضع القراءة

قالت سعادة السيدة أنالينا بيربوك، رئيسة الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة، إن اعتماد "إعلان الدوحة السياسي" اليوم، يمثل شوطا حاسما على طريق تحقيق التنمية الاجتماعية الشاملة التي لا يتخلف فيها أحد عن الركب، وإن الدوحة يجب أن تكون المرحلة الأخيرة على هذا المسار الذي بدأ في كوبنهاغن قبل ثلاثة عقود.

جاء ذلك في كلمة خلال الجلسة الافتتاحية لـمؤتمر القمة العالمي الثاني للتنمية الاجتماعية - الدوحة 2025، حيث استحضرت التجربة التي شكلها مؤتمر كوبنهاغن عام 1995، قائلة: "تعلمنا من كوبنهاغن أن التنمية الاجتماعية والشمول عنصران أساسيان لبناء مجتمعات متينة، واليوم يجب أن تكون الدوحة الشوط الأخير على هذا المسار، بحيث لا يتخلف أحد عن الركب، وهذا ما يسمح بوضع حد للظلم الاجتماعي وضمان كرامة الجميع".

تراجع البطالة

وأضافت بيربوك أن العقود الثلاثة الماضية "شهدت تقدما ملموسا"، إذ تراجعت البطالة العالمية "من مليار شخص عام 1995 إلى أدنى مستوياتها التاريخية بنسبة 5% في عام 2024"، كما انخفضت معدلات الفقر المدقع "من ثلث سكان العالم إلى نحو ملياري شخص فقط"، لافتة إلى أن "النمو الاقتصادي وحده لم يكن كافيا لانتشال الجميع من براثن الفقر"، إذ تتسع الفجوات وتترسخ الاختلالات الهيكلية التي تبقي الملايين على هامش التنمية.

أنالينا بيربوك: لا يزال 800 مليون إنسان يعانون من الفقر المدقع

وأشارت في معرض حديثها عن هذه الفجوات إلى أن الفتيات في كثير من الدول يجدن أنفسهن متخلفات عن الركب لأسباب خارجة عن إرادتهن، وأضافت: "لقد دفعت كوبنهاغن بالملايين إلى الأمام، لكن أعدادا كبيرة بقيت عالقة، وبعضها تراجعت إلى الوراء. فاليوم لا يزال 800 مليون إنسان يعانون من الفقر المدقع، وفي بعض البلدان نصف الفتيات لا يملكن فرصة الالتحاق بالمدرسة الابتدائية".

وتابعت بيربوك: "رغم أن البطالة العالمية تراجعت إلى 5%، إلا أن نسبها تتفاوت بشدة، فهي دون 1% في بعض البلدان وتصل إلى 20% في بلدان أخرى، بينما يبقى الشباب أكثر عرضة بثلاث مرات للبطالة، وتكسب المرأة في المتوسط 78 سنتا مقابل كل دولار يتقاضاه الرجل. هذه حقائق لا يمكن تجاهلها، ويجب أن نعمل من أجل عالم منصف للجميع، بغض النظر عن ظروف الميلاد أو مكانه".

تحديات مشتركة

وحول التحديات المشتركة، أكدت سعادتها على أن الأزمة المناخية هي العقبة الكبرى أمام التنمية الاجتماعية، مشيرة إلى أن الكوارث المناخية تتسبب بانهيار الخدمات الاجتماعية وتراجع الناتج المحلي فورا، وضربت مثالا على ذلك بعاصفة (ميليسا) التي اجتاحت الكاريبي الأسبوع الماضي وأدت إلى خسائر بلغت قيمتها ملياري دولار، موضحة أن ارتفاع درجات الحرارة يهدد الأمن الغذائي العالمي، إذ يمكن أن يؤدي ارتفاع درجتين مئويتين إلى معاناة 200 مليون شخص إضافي من انعدام الأمن الغذائي.

الجوع والفقر محركان للنزوح الذي يولد بدوره انعداما في الأمن والاستقرار

وقالت إن "الجوع والفقر هما محركان للنزوح، والنزوح بدوره يولد انعداما جديدا في الأمن والاستقرار، في حلقة مفرغة لا تنتهي"، مشددة على أن "الفرصة لا تزال قائمة للحد من الانبعاثات والحفاظ على ارتفاع الحرارة دون الدرجتين"، مؤكدة أن "الأمر لا يتعلق بحسن النية بل بالأمن والمصالح الذاتية لكل الدول".

كما دعت بيربوك إلى اعتماد حلول مترابطة للتنمية الاجتماعية، مشيرة إلى أن إعلان الدوحة وأهداف التنمية المستدامة يفرضان استراتيجيات شمولية، لأن القضاء على الجوع لا يمكن أن يتحقق بمعزل عن التعليم أو المساواة أو العمل اللائق، وأضافت أن الأهداف السبعة عشر ليست منفصلة بل مترابطة، والتقدم في هدف يعجل بالتقدم في هدف آخر.

العالم مترابط

وشددت على أهمية تجديد الالتزام بهذه الأهداف في القمم الدولية المقبلة، وذكرت على سبيل المثال "قمة المناخ في برلين، ودورة الجمعية العامة في نيويورك"، مشيرة إلى أن العالم مترابط إلى حد لا يسمح لأي بلد بأن يحقق مصالحه بمعزل عن الآخرين، وضربت أمثلة بالأحداث في البحر الأحمر التي أثرت على سلاسل الإمداد، والحرب الروسية الأوكرانية التي تسببت في تعطيل صادرات القمح، ما أدى إلى تفاقم انعدام الأمن الغذائي حول العالم.

تحقيق أهداف التنمية المستدامة يتطلب سد فجوة تمويلية قدرها 4 تريليونات دولار

كما تناولت رئيسة الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة التحديات التمويلية، مشيرة إلى أن تحقيق أهداف التنمية المستدامة يتطلب سد فجوة تمويلية قدرها أربعة تريليونات دولار، تشمل "تمويل التحول التكنولوجي والرقمي وتعميم منافعه على الجميع". وأضافت أن المشكلة ليست في نقص المال، بل في مكان وكيفية استثماره، داعية إلى بناء هيكلية مالية عالمية تتماشى مع متطلبات القرن الحادي والعشرين، وتخفف أعباء المديونية وتطلق العنان للابتكار.

شراكات مهمة

ورأت أن الشراكات بين القطاعين العام والخاص قادرة على خلق فرص عمل وتشييد المستشفيات وتزويد المدارس بالكهرباء، محذرة في الوقت ذاته من "إعادة إنتاج التحيزات السابقة في التكنولوجيا الجديدة"، مشددة على أن التمثيل المتساوي للمرأة في تصميم الأنظمة التقنية يضمن أن تكون التكنولوجيا أداة تمكين لا تمييز.

وختمت بيربوك كلمتها بالتأكيد على أن إعلان الدوحة صيغ بمشاركة الجميع، ولن يكون تنفيذه سهلا، لكن يجب أن نستلهم من الذين يواصلون السباق رغم العراقيل، مضيفة: "لقد قطعنا اليوم وعدا بتسوية أرضية الملعب لصالح الجميع، الآن وللأبد".

يشار إلى أن الجلسة الافتتاحية للمؤتمر شهدت إعلان رئيسة الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة، الاعتماد الرسمي لـ"إعلان الدوحة السياسي"، المتوافق عليه من خلال عملية تفاوض حكومية دولية جرت في الأمم المتحدة بنيويورك.

ويشكل هذا الإعلان، وفقا للأمم المتحدة، لحظة محورية في الجهد العالمي الرامي إلى تسريع التقدم الاجتماعي، والقضاء على الفقر، وبناء مجتمعات أكثر شمولا وعدلا واستدامة.

المصادر

جميع الحقوق محفوظة لمرسال قطر 2025

atyaf company logo