أكد السيد جاسم محمد البديوي، الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، أن دول المجلس تولي التحول الرقمي أولوية استراتيجية في رؤاها الوطنية، إدراكا منها لأهمية التكنولوجيا الحديثة في تعزيز النمو الاقتصادي، وتحقيق التنمية المستدامة، وتمكين المجتمعات من الوصول المتكافئ إلى فرص المستقبل.
جاء ذلك خلال مداخلة للأمين العام لمجلس التعاون في الجلسة التي نظمتها منظمة التعاون الرقمي بعنوان: "سد الفجوة الرقمية في العالم"، على هامش أعمال مؤتمر القمة العالمي الثاني للتنمية الاجتماعية بالدوحة، بمشاركة عدد من ممثلي الدول والمنظمات الإقليمية والدولية، إلى جانب نخبة من الخبراء والمختصين في مجال التحول الرقمي.
دور رائد
وفي مستهل كلمته، أشاد الأمين العام بالدور الرائد الذي تضطلع به منظمة التعاون الرقمي، مشيرا إلى ما تمثله مبادرة تقرير مؤشر الاقتصاد الرقمي التي أطلقتها المنظمة من خطوة مهمة على المستوى العالمي في رصد وتقييم التقدم المحرز في مجال التحول الرقمي، وقياس جاهزية الدول لتبني الاقتصاد القائم على المعرفة، وأوضح أن مثل هذه المبادرات تسهم في صياغة سياسات رقمية أكثر فعالية، وتدعم بناء مجتمعات أكثر ارتباطا وتوازنا في الوصول إلى التقنيات الحديثة.
وأشار البديوي إلى أن دول مجلس التعاون الخليجي تمثل نموذجا متقدما في الاستثمار في الاقتصاد الرقمي، من خلال جهودها المتواصلة في تطوير البنية التحتية للاتصالات، ودعم الابتكار وريادة الأعمال التقنية، وتعزيز التكامل بين الأسواق الرقمية الخليجية، بما يسهم في بناء سوق رقمية موحدة قادرة على المنافسة عالميا وفتح آفاق جديدة للنمو المستدام.
وأضاف أن دول المجلس تعمل على تحقيق التحول الرقمي الشامل عبر تبني استراتيجيات وطنية متقدمة في مجالات الذكاء الاصطناعي، والبيانات الضخمة، والخدمات الحكومية الذكية، بما يضمن شمولية التنمية الرقمية وتمكين الأفراد والمؤسسات من الاستفادة من التقنيات الحديثة في مختلف القطاعات.
تقليص الفجوة الرقمية
واختتم الأمين العام كلمته، بالتأكيد على أن مجلس التعاون سيواصل دعمه للمبادرات الدولية الرامية إلى تقليص الفجوة الرقمية بين الدول والمجتمعات، وتعزيز الشراكات الإقليمية والدولية في هذا المجال الحيوي، انسجاما مع تطلعات قادة دول المجلس نحو بناء مستقبل رقمي مزدهر ومستدام يواكب متطلبات العصر ويخدم الإنسان في المقام الأول.
وأشار إلى أن الاستثمار في التحول الرقمي لا يمثل مجرد خيار اقتصادي، بل هو مسار استراتيجي لمستقبل المنطقة، يقوم على الابتكار، والمعرفة، والتمكين البشري، ويعزز موقع دول مجلس التعاون كقوة إقليمية مؤثرة في الاقتصاد الرقمي العالمي.
