نفذ الوفد الطبي القطري خلال زيارته الأخيرة إلى العاصمة القرغيزية بيشكيك، 53 عملية زراعة قوقعة إلكترونية للأشخاص الذين يعانون من فقدان السمع، وذلك كمرحلة جديدة من برنامج عمليات زراعة القوقعة الإلكترونية للأطفال فاقدي السمع، بتمويل من المصرف الوقفي للرعاية الصحية التابع للإدارة العامة للأوقاف بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، وبالتعاون مع وزارة الصحة العامة ومؤسسة حمد الطبية.
وذكرت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، أن هذه العمليات جاءت بعد فحص 69 حالة أعدها الفريق الطبي القرغيزي مسبقا للتأكد من جاهزيتها وحاجتها الفعلية للتدخل الجراحي.
عطاء مستدام
وأكد المهندس عبدالله بن محمد المير مساعد المدير العام للإدارة العامة للأوقاف ورئيس لجنة دعم عمليات زراعة القوقعة، أن لجنة دعم عمليات زراعة القوقعة تعمل على تطوير البرنامج من خلال تدريب الكوادر الطبية المحلية لضمان استمرارية الخدمات بجودة عالية، مشيرا إلى أن المصرف الوقفي للرعاية الصحية يواصل دعمه للمشروعات التي تخدم الفئات الأكثر حاجة للرعاية، مجسدا رسالة الأوقاف في العطاء المستدام.
وكشف المير أن اللجنة نجحت خلال زياراتها السابقة إلى بيشكيك في مساعدة 231 حالة أجريت لهم عمليات زراعة قوقعة أو جراحات للأذن أو تركيب أجهزة سمعية وتأهيلية، ليصل العدد الإجمالي للمستفيدين من البرنامج حتى الآن إلى 284 حالة، بتمويل مباشر من المصرف الوقفي للرعاية الصحية.
وأكد أن الأثر الإنساني لهذه المبادرة يتجاوز الجانب الطبي إلى أبعاد نفسية واجتماعية عميقة، إذ تعيد العمليات الأمل والفرح إلى الأسر التي كانت تعاني من صعوبة التواصل، حيث بدأت الحالات بعد العملية بالنطق وسماع الأصوات للمرة الأولى، في مشهد مؤثر يجسد رسالة الوقف الإسلامي في الرحمة والعطاء.
من جانبه، أوضح الدكتور عبدالسلام القحطاني نائب رئيس لجنة دعم عمليات زراعة القوقعة ورئيس قسم الأنف والأذن والحنجرة بمؤسسة حمد الطبية، أن الزيارة حققت نتائج طبية وإنسانية ملموسة، مشيرا إلى أن الفريق الطبي قدم حلولا سمعية بديلة للحالات التي خضعت للعمليات، كما عمل على تقييم فعالية برنامج التأهيل السمعي لضمان تحقيق أقصى استفادة من الجراحة.
رعاية متقدمة
وأضاف القحطاني أن اللجنة أوصت خلال الزيارة بمجموعة من الخطوات المستقبلية، من أبرزها: دعم تدريب الأطباء المحليين على إجراء عمليات زراعة القوقعة، وتعزيز برامج تأهيل الأطفال بعد العمليات لضمان اندماجهم السمعي والاجتماعي، وتطوير آليات ترشيح الحالات والفحوصات المسبقة لضمان الاستفادة المثلى من فرص الزراعة.
ويأتي هذا المشروع في إطار اتفاقية التعاون بين وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية ووزارة الصحة العامة، التي تهدف إلى توفير الرعاية الطبية المتقدمة للحالات التي تعاني من ضعف السمع العميق، وتمكينها من السمع والتواصل الطبيعي، بما يسهم في اندماجهم التعليمي والمجتمعي.
ويعد مشروع زراعة القوقعة أحد أبرز البرامج الوقفية الرائدة التي تشرف عليها وزارة الأوقاف ممثلة في الإدارة العامة للأوقاف، من خلال المصرف الوقفي للرعاية الصحية، الذي يعمل على دعم وتطوير الخدمات الطبية وتوفير العلاج والأجهزة الصحية للفئات المحتاجة؛ تحقيقا لرغبات الواقفين وتنفيذا لشروطهم الوقفية.
وتجسد وقفية زراعة القوقعة الدور الإنساني الرائد لدولة قطر في دعم التنمية الصحية المستدامة، حيث تحول هذه المبادرة الحالات من فاقدي السمع إلى أفراد قادرين على السمع والتحدث والتفاعل الإيجابي في المجتمع، مما يعزز فرصهم في المشاركة المجتمعية.
