احتفت جامعة "كارنيجي ميلون" في قطر، اليوم الاثنين، بكتاب "مما قرأت ورأيت وسمعت - قطر التي عشناها- تاريخها وشعبها وحكامها" لمؤلفه سعادة الشيخ فيصل بن قاسم آل ثاني، باللغتين العربية والإنجليزية، من خلال تنظيم حفل مناقشة بعنوان "إرث قطر: حوار حول الوحدة والتراث"، وإطلاق "مبادرة الراوي وتحدي القراءة"، تلاه حفل توقيع الكتاب، بحضور عدد من الأكاديميين وأساتذة وطلاب الجامعة.
وقال سعادة الشيخ فيصل بن قاسم آل ثاني، مؤلف الكتاب، ومؤسس ورئيس مجلس إدارة مؤسسة الفيصل العالمية للثقافة والمعرفة، أثناء الجلسة النقاشية، إن تأليف كتاب "قطر التي عشناها"، جاء رغبة في التأريخ بالوثائق والصور النادرة لمسيرة قطر منذ نشأتها إلى اليوم الاثنين، بالاعتماد على مصادر موثوقة، مؤكدا أن الكتاب يبرز الدور الكبير الذي قام به أهل قطر وقادتها لتحقيق ما يشبه المعجزة.
مسيرة تقدم
وأوضح سعادته، أثناء جلسة نقاشية، أن الكتاب يسلط الضوء على كيفية تمكن قطر من التغلب على العديد من التحديات والصعاب، حتى وصلت إلى ما وصلت إليه اليوم من تقدم ورقي ، وتطور في مختلف المجالات، مشيرا إلى أن مؤلفه يقدم دليلا للأجيال القادمة وللزوار والوافدين الجدد في قطر للتعرف على تاريخ الدولة وأساسيات العلاقة الوثيقة بين الشعب والحكام، ويبرز اهتمام قطر الكبير بمجالات التعليم والصحة والرياضة والثقافة، فضلا عن دورها في حل النزاعات وتعزيز السلام.
من جانبه، أكد الدكتور مايكل تريك عميد الجامعة، في كلمته، أن غالبية خريجي الجامعة يواصلون مسيرتهم المهنية، ويساهمون في بناء اقتصاد المعرفة في قطر، لافتا أن الهدف من هذه الفعالية، هو تزويد الطلاب بالخلفية والتاريخ والفهم الثقافي والكفاءة اللغوية للمساهمة بشكل هادف في نهضة قطر عند تخرجهم.
من جهتها، قالت الدكتورة الزهراء مفيد، أستاذة مادتي اللغة العربية واللغة الفرنسية بجامعة كارنيجي ميلون في قطر، لوكالة الأنباء القطرية قنا، إن الهدف من اللقاء هو خلق حوار استثنائي بين طلبة الجامعة، وسعادة الشيخ فيصل بن قاسم آل ثاني، والخوض في الرؤى العميقة لكتابه "قطر التي عشناها"، وكذلك من أجل تعريف الحضور على الروايات المعقدة لتاريخ قطر وهويتها الثقافية، وتعزيز الحوار الذي يربط التجارب السابقة بالواقع الحالي، مما يعكس التزام "كارنيجي ميلون في قطر" بالاحتفاء بالتراث الأدبي لدولة قطر وتعزيزه، مع تنمية شغف القراءة والتفكير النقدي داخل المجتمع.
وأوضحت أن الحدث كان مناسبة أيضا لإطلاق "مبادرة الراوي وتحدي القراءة" التي تهدف إلى تعزيز أهمية الدراسات العربية والاحتفاء بتراث دولة قطر مع تعزيز المشاركة الأدبية ومحو الأمية الثقافية داخل المجتمع.
فصول قطر
ويقع كتاب "مما قرأت ورأيت وسمعت - قطر التي عشناها- تاريخها وشعبها وحكامها"، الصادر عن دار جامعة حمد بن خليفة للنشر (الطبعة الثانية)، ومؤسسة الفيصل العالمية للثقافة والمعرفة، في 575 صفحة من الحجم الكبير، ويضم عشرة فصول، حيث يستعرض الفصل الأول نشأة قطر وتاريخها، والأسرة الحاكمة، ونظام الحكم.
أما الفصل الثاني، فتناول حكام قطر وفترات حكمهم، وغير ذلك من التاريخ المهم، فيما استعرض الفصل الثالث الفترة من 1913 إلى 1995، بينما تطرق الفصل الرابع إلى عهد صاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، وما شهدته البلاد في عهد سموه من قفزات كبيرة في الاقتصاد، حتى حققت طفرة في العمران وأصبحت منارة للثقافة.
كما خصص الكتاب الفصلين الخامس والسادس للحديث عن حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، مستعرضا سيرة سموه الذاتية من حيث النشأة والدراسة، وصولا إلى تولي سموه مقاليد الحكم، وما تحقق في عهد سموه من إنجازات كبيرة برؤية ثاقبة ودبلوماسية مشهودة.
أما الفصل السابع فقد تطرق إلى أهل قطر وأصول المجتمع المعاصر والمهن والعادات الأصيلة والتعليم وتطوره مع الوقوف عند بعض الأماكن والأسماء فيما تناولت بقية الفصول (الثامن والتاسع والعاشر)، التراث والعادات والتقاليد ومكارم الأخلاق التي يتحلى بها هذا المجتمع، خاصة فيما يتعلق بمجالس الضيافة، والصيد والقنص وسباقات الخيل والهجن والتراث الشعبي والعرضة وليلة "القرنقعوه"، كما تحدثت عن فرسان قطر، وقدمت معلومات حول الدولة وأبرز ملامحها وشعارها ويومها الوطني وأهم المدن والمناخ والحياة البرية والعملة والنشيد الوطني واليوم الرياضي للدولة وغيره.
