دولار أمريكي 3.64ريال
جنيه إسترليني 4.78ريال
يورو 4.21ريال

أكدت وجود 800 مليون مصاب بالمرض حول العالم

ممثل الصحة العالمية: قطر لديها استراتيجية متكاملة لمكافحة السكري

11/11/2025 الساعة 13:41 (بتوقيت الدوحة)
سعادة الدكتورة ريانة بوحاقة ممثل منظمة الصحة العالمية بقطر
سعادة الدكتورة ريانة بوحاقة ممثل منظمة الصحة العالمية بقطر
ع
ع
وضع القراءة

يشهد العالم تزايدا مقلقا في معدلات الإصابة بالأمراض المزمنة وغير الانتقالية بسبب عدة عوامل منها أنماط الحياة غير الصحية، مثل قلة الحركة والنشاط، والتدخين، والسمنة، والتوتر وضغوط الحياة عموما، ما يؤدي إلى مخاوف كبيرة وكثيرة، لها تداعياتها وأعباؤها البشرية والمادية على الدول وأنظمتها الصحية.

ومن أكثر الأمراض المزمنة "السارية أو غير الانتقالية" ارتفاعا في عدد حالات الإصابة بها حول العالم وفقا لمنظمة الصحة العالمية، داء السكري، الذي تحتفل الأسرة الدولية بيومه العالمي في 14 نوفمبر سنويا، منذ أن اعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 2007.

800 مليون مصاب

وتقول سعادة الدكتورة ريانة بوحاقة ممثل منظمة الصحة العالمية بدولة قطر في حوار خاص أجرته معها وكالة الأنباء القطرية “قنا”، إن نحو 800 مليون مصاب ومشخصين بمرض السكري يتوزعون حاليا في جميع أنحاء العالم، لافتة إلى أن إقليم شرق البحر الأبيض المتوسط الذي يضم 22 دولة منها دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، يستأثر بأعلى معدل انتشار إقليمي للسكري وبنسبة 17.6% في صفوف البالغين ممن تتراوح أعمارهم بين 20 و79 سنة.

ونوهت إلى أن في الإقليم ذاته يوجد ما يقرب من 85 مليون شخص بالغ وبمعدل واحد من كل 6 أشخاص، متعايشين مع السكري، وتوقعت أن يرتفع هذا الرقم بنسبة 92% ليصل إلى 163 مليونا بحلول عام 2050، ما يشكل عبئا متزايدا على المدى القريب والبعيد، رغم الجهود المبذولة في مجالات التوعية والتثقيف الصحي بالمرض وتطوير الأدوية وأساليب العلاج.

د. ريانة بوحاقة: لدى الإقليم أعلى نسبة وفيات مرتبطة بالسكري تبلغ 21.6%

ورأت الدكتورة ريانة أن ما يثير القلق هو أن لدى الإقليم أيضا أعلى نسبة من الوفيات 21.6% والمرتبطة بالسكري بين الأفراد في سن العمل " أقل من 60 عاما " وبالتحديد من 25 إلى 60 سنة، في وقت يظل فيه نحو ثلث حالات الإصابة بالسكري دون تشخيص، ما يسلط الضوء على الثغرات الكبيرة في الكشف عن المرض ورعاية المصابين به، الأمر الذي يحد بدوره من العيش بعمر لسنوات صحية أكثر.

وكشفت عن نطاق الإصابة بالسكري في إقليم شرق الأبيض المتوسط، وحددت في هذا السياق معدل الانتشار المجمع بين الأفراد لمضاعفات المرض الرئيسية، وهي اعتلال الشبكية بنسبة 25%، واعتلال الكلى بنسبة 23%، واعتلال الأعصاب بنسبة 6% وشذوذ شحميات الدم بنسبة 56%، وارتفاع ضغط الدم بنسبة 59%، ومرض القلب الإفقاري بنسبة 25%، ومرض الشريان التاجي بنسبة 15 بالمائة، ومضاعفات القدم المرتبطة بالسكري بنسبة 6%.

مصابو السكري بالخليج

ونبهت ردا على سؤال أن نسبة المصابين بالسكري في دول الخليج تتراوح بين 10 و15% من عدد السكان المشخصين بالمرض، موضحة أن بعض مناطق العالم قد تصل فيها هذه النسبة إلى 20%، لأسباب عددة منها ما يتعلق بالاستجابة والاستعداد الشخصي والنفسي للإصابة ونمط الحياة والتغذية غير السليمة وغيرها.

وحذرت ممثل منظمة الصحة العالمية في قطر، من أنه في حال استمرت الأمور على هذا النحو عالميا، يصعب الوصول للهدف الثالث من أهداف التنمية المستدامة بحلول عام 2030 ، والمتمثل في خفض الأمراض المزمنة بنسبة الثلث، أو ما يعادل 33% حسب كل دولة.

كما لفتت إلى أنه في حال استمرت الأمور كما هي عليه الآن، فلن يتحقق من تلك الأهداف سوى نسبة 11% فقط بحلول التاريخ المذكور، وهو معدل قالت إنه دون مستوى الطموح، ما يحتم العناية والاهتمام أكثر بطرق الوقاية والتوعية والتشخيص المبكر وبرامج الوقاية والوصول للخدمات ذات الصلة.

دول إقليم شرق البحر المتوسط أحرزت بعض التقدم الملموس

ونوهت الدكتورة ريانة إلى أن دول إقليم شرق البحر المتوسط أحرزت بعض التقدم الملموس، رغم أن بعضها يعاني من أزمات وحروب، لكنها بينت أنه حتى بالنسبة للدول الأخرى التي لا تعاني فإن نسبة تطبيق البرامج والإرشادات المرتبطة بالوقاية من السكري وتجنب مضاعفاته لا تتعدى 50%، وذلك لعدة أسباب أهمها ما يتعلق بنشر المعرفة اللازمة بالمرض لدى المريض وعائلته.

قطر ومكافحة السكري

ونوهت ممثل منظمة الصحة العالمية في قطر، الإستراتيجية الوطنية لمكافحة مرض السكري في دولة قطر ومحاورها المختلفة، وبالأخص ما يعنى بالتوعية وبرامج الوقاية والتثقيف الصحي، وبتركيزها المتكامل على الوقاية، وزيادة الوعي، وتحسين جودة الرعاية الصحية، وتطوير النظم البحثية والمعلوماتية.

المنظومة الصحية في قطر متقدمة والخدمات متاحة ومتكاملة والعلاج والتشخيص متوفران

ولفتت في هذا الصدد إلى تخصيص قطر يوما للرياضة كل عام، وبتوفير أجهزة ممارسة النشاط الرياضي في مناطق مختلفة من البلاد، مثمنة جهود عدد من الجهات المعنية بالدولة ومنها الجمعية القطرية للسكري، وأكدت أن المنظومة الصحية في قطر متقدمة والخدمات متاحة ومتكاملة، والعلاج والتشخيص متوفران مع تشجيع مستمر لتغيير السلوكيات والتركيز على الشباب في هذا الصدد.

وأشارت إلى أن منظمة الصحة العالمية تحاول تبني مبادرات واستحداث برنامج "أون لاين" مفتوح للجميع ومجانا يعنى بالتثقيف الصحي بداء السكري، مشابه لما هو في قطر، ويستهدف توعية المريض من حيث التشخيص المبكر والمتابعة وإلزام نفسه بتناول الأدوية في مواعيدها وبالمتابعة وتعليمات الطبيب المعالج.

وقالت إن دولارا واحدا يتم صرفه على الوقاية من مرض السكري وخفض البدانة في أي دولة يعطي عائدا استثماريا يقلل كلفة العلاج بما يعادل 23 دولارا، كما أن تخصيص دولار واحد للوقاية من الأمراض المزمنة الأخرى يعود بفائدة استثمارية تساوي 7 دولارات.

كما ثمنت دعم دولة قطر لبرامج المنظمة الصحية، ما يسهم في تعزيز الخدمات المستهدفة وتوفير العلاج، ورأت أن من المهم على الدول ضمن برامجها لمعالجة السكري وتجنب مخاطره ومضاعفاته وتسهيل وصول المرضى أكثر للخدمات، الدخول في عمليات شراء موحد للأدوية بهدف خفض أسعارها حتى تكون في متناولهم.

يوجد توازن في معدلات الإصابة بالسكري لدى كل من الرجال والنساء

رأت سعادة الدكتورة ريانة بوحاقة ممثل منظمة الصحة العالمية بدولة قطر في حوارها مع وكالة الأنباء القطرية “قنا”، وجود توازن في معدلات الإصابة بالسكري لدى كل من الرجال والنساء، غير أنها ذكرت أن بعض الدراسات ترجح مضاعفات المرض أكثر لدى الرجال نتيجة أسباب عدة، وخاصة من حيث الإصابة بالنوع الثاني من السكري، عندما لا يستطيع الجسم استخدام الأنسولين بشكل صحيح، أو لا ينتج كمية كافية منه، ما يؤدي إلى تراكم السكر "الجلوكوز" في الدم.

الفحوصات الدورية مطلوبة

وأكدت بوحاقة ضرورة الحرص على إجراء الفحوص الطبية، وبخاصة لمن هم فوق عمر 35 سنة، وحتى بدون ظهور أعراض الإصابة عليهم بالسكري وغيره، كون هناك أمراض صامتة مضاعفاتها خطيرة.

وختمت بالقول: إن العالم يطمح أن يكون 80% من المصابين بالسكري وكذا 80 بالمائة ممن يعانون الإصابة بضغط الدم بحلول عام 2030 مشخصين ويدركون أنهم مصابون بالمرض، وأن يكون في نفس الوقت مستوى السكر في الدم والضغط عندهم تحت السيطرة، وأن يلتزم 60% ممن هم فوق سن 40 عاما بأخذ أدويتهم بانتظام، وأن يتمكن كل مصاب بالسكري من النوع الأول المعتمد على الإنسولين، من الحصول عليه، والمراقبة والسيطرة على المرض بنسبة 100%، مؤكدة أن المسئولية مشتركة، وتتطلب تضافر الجميع حكومات ومؤسسات ومجتمعات وأفراد.

يشار إلى أن اليوم العالمي للسكري هو حدث سنوي يقام في 14 نوفمبر، ويهدف إلى رفع الوعي بمرض السكري، وتشجيع التشخيص المبكر، والتأكيد على أهمية اكتشاف المرض في مراحله الأولى، وتقديم الدعم للمرضى وعائلاتهم، فضلا عن تسليط الضوء على تأثير مرض السكري على المجتمع وأهمية الوقاية منه وإدارته.

المصادر

جميع الحقوق محفوظة لمرسال قطر 2025

atyaf company logo