أكدت سعادة الدكتورة حنان محمد الكواري وزيرة الصحة العامة أن دولة قطر تعمل بتوجيهات حكيمة من حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى على دعم الدول والمنظمات من أجل تجاوز جائحة (كوفيد-19)، مشيرة إلى أن قطر قدمت مساعدات لعشرات الدول لدعم جهودها في مواجهة الجائحة.
وأضافت سعادتها في كلمة دولة قطر أمام اجتماع جمعية الصحة العالمية في دورتها الرابعة والسبعين أن دولة قطر قد خصصت كذلك مساهمة بقيمة 20 مليون دولار للتحالف العالمي للقاحات والتحصين (غافي)، بالإضافة إلى توقيع اتفاقية مساهمة أساسية مع منظمة الصحة العالمية بقيمة 10 ملايين دولار أمريكي لدعم برنامج العمل الثالث عشر للمنظمة ومبادرة تسريع إتاحة أدوات مكافحة فيروس كورونا في الدول الأكثر احتياجاً.
نظامنا الصحي عالي الجودة وضع خططا فعالة للتأهب للطوارئ والقدرة على الصمود أمام هذا التحدي العالمي
وأشارت إلى أن جائحة (كوفيد-19) أظهرت بجلاء أن الأمن الصحي يعتبر مسؤولية مشتركة، وأن العمل الجاد مسألة أساسية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة. كما أكدت أن دولة قطر عملت على تنفيذ استراتيجية شاملة لحماية السكان من خطر فيروس (كوفيد-19) وقالت سعادتها في هذا السياق "لقد أدركنا منذ بداية تفشي الجائحة أهمية تبني نهج شامل على مستوى كافة مؤسسات الدولة، وتطبيق السياسات الفعالة للحوكمة، والاعتماد على العلم والحقائق، وإشراك الجمهور، ولقد وضع نظامنا الصحي عالي الجودة، والقائم على التغطية الصحية الشاملة، خططا فعالة للتأهب للطوارئ والقدرة على الصمود، وتفاعل مع هذا التحدي بتصميم والتزام . وعلى الرغم من أننا نواجه موجات وبائية شديدة جدا، فقد تمكنا من احتواء أعداد الوفيات إلى مستويات منخفضة".
قطر الوطني للتطعيم يسير بوتيرة متسارعة .. وتطعيم أكثر من نصف السكان البالغين في قطر بجرعة واحدة من اللقاح على الأقل
وتابعت قائلة "يسير برنامج قطر الوطني للتطعيم ضد (كوفيد-19)، والذي يعطي الأولوية لكبار السكان والمجموعات السكانية الأكثر عرضة للخطر، بوتيرة متسارعة، حيث تم تطعيم أكثر من نصف السكان البالغين في دولة قطر بجرعة واحدة من اللقاح على الأقل".
كما أكدت سعادة الدكتورة حنان محمد الكواري أنه مع استمرار ظهور سلالات جديدة من الفيروس، فإن العمل على تطوير اللقاحات والعلاج وكذلك التعاون العلمي المشترك يعتبر أمراً أساسياً "وطوال فترة التصدي للوباء، كانت قراراتنا وخياراتنا تسترشد بالنهج العلمي، وقمنا في عدد من الحالات بتطبيق قرارات مبتكرة في مجال مكافحة الوباء تماشيا مع الممارسات والبروتوكولات الدولية، ومثال ذلك فترة عزل المصابين، والمعايير الزمنية لإنهاء العزل، واستخدام الحمل الفيروسي لتوجيه إدارة الحالات المصابة".
على منظمة الصحة العالمية والمجتمع الدولي دعم الاستجابة الصحية في فلسطين ليتمكن الفلسطينيون من تلقي الخدمات الصحية التي يحتاجون إليها
وأضافت سعادتها قائلة "كما ساهم علماؤنا على نطاق واسع في تحسين فهم الوباء على الصعيد الدولي. وبفضل قاعدة بياناتنا الواسعة من السجلات الطبية الإلكترونية، تم إجراء العديد من البحوث العلمية والتي تم نشرها في مجلات دولية مرموقة. وكمثال على تلك البحوث، فعالية اللقاح ضد السلالات الجديدة ومدة المناعة".
وأوضحت سعادة وزيرة الصحة العامة أنه في ظل هذه الظروف الصعبة، لا يجب أن تضعف الأنظمة الصحية أو تتعرض للخطر . ودعت منظمة الصحة العالمية والمجتمع الدولي إلى دعم الاستجابة الصحية في فلسطين ليتمكن الفلسطينيون من تلقي الخدمات الصحية التي يحتاجون إليها، وتوفير الإمدادات والمستلزمات اللازمة.
واختتمت الكلمة بالتأكيد على أن جائحة (كوفيد-19) مثلت تحديا غير مسبوق لجميع دول العالم مضيفة "لقد واجهنا جميعا هذه الجائحة بالعمل الدؤوب، واتخاذ الخيارات، والتعلم المستمر. وانطلاقا من مسؤولياتنا العالمية، علينا أن نبذل كل ما في وسعنا لمنع انتشار الوباء المقبل وإدارته على نحو أفضل مما فعلنا هذه المرة. ولهذا السبب، ترحب قطر باستنتاجات وتوصيات الفريق المستقل المعني بالتأهب لمواجهة الأوبئة والاستجابة لها، وتتطلع إلى عملية استكمال استعراضه، ولا سيما توضيح أدوار ومسؤوليات مختلف أصحاب المصلحة لضمان تحقيق التغييرات والتدابير اللازمة التي تم تسليط الضوء عليها. لقد واجهنا الوباء معا، وسنخرج منه معا ونكفل تجنب حدوث أية أزمات مستقبلية".
وتترأس سعادة الدكتورة حنان محمد الكواري، وزير الصحة العامة. وفد دولة قطر في الاجتماعات، علما أن جمعية الصحة العالمية انتخبت سعادتها نائبا لرئيس الجمعية في دورتها الرابعة والسبعين.
