افتتح الدكتور خالد بن إبراهيم السليطي المدير العام للمؤسسة العامة للحي الثقافي "كتارا" معرض "خروج عن النص" للمعماري العراقي طه الهيتي، وذلك في مبنى 47 – قاعة 1، بحضور سعادة السيد محمد جعفر الصدر سفير جمهورية العراق لدى الدولة وعدد من الجالية العراقية المقيمة في قطر.
ويستمر المعرض الذي تنظمه المؤسسة العامة للحي الثقافي كتارا بالتعاون مع سفارة الجمهورية العراقية لدى الدولة حتى 28 نوفمبر الجاري، مستقبلاً الزوار يوميًا من 10 صباحًا حتى 10 مساءً.
ويأتي تنظيم هذا المعرض كجزء من مساعي كتارا لتعزيز المشهد الفني في قطر، حيث تحرص المؤسسة على دعم المبادرات الثقافية والفنية بالتعاون مع مختلف السفارات المعتمدة لدى الدولة، وتوفير منصات متعددة للمبدعين لعرض أعمالهم للجمهور.
كما يأتي التعاون مع السفارة العراقية امتدادًا للعلاقات الثقافية المتينة بين الجانبين، وسعيًا لإبراز التجارب الفنية العراقية المتقدمة، وتقديمها في إطار يفتح آفاقًا جديدة للتبادل والإلهام.
وأعرب سعادة السيد محمد جعفر الصدر سفير جمهورية العراق لدى الدولة في كلمته خلال الافتتاح، عن سعادته بإقامة هذا المعرض في الحي الثقافي كتارا، مشيدا بالتعاون الثقافي والفني، ومؤكدًا أن أعمال طه الهيتي تعكس عمق الهوية الثقافية العراقية، وتبرهن على قدرة الفن والمعمار على جمع الجمال بالمعرفة، وفتح آفاق جديدة للحوار بين الثقافات.
وأضاف أن المعرض يمثل جسرًا فنيًا يربط بين بغداد والدوحة، ويبرز الدور الريادي للفنانين العراقيين في المحافل الدولية.
من جانبه، أشار المعماري والفنّان طه الهيتي إلى أن المعرض يضم 34 لوحة قدم من خلالها أفكارا مختلفة تجمع المعنى بالخط العربي، معبرا عن سعادته بإقامة معرضه "خروج عن النص" في الحي الثقافي كتارا. وهو يُعدُّ معرضه الشخصي الثامن الذي جسَّد من خلاله ثنائية العمارة والخط العربي. مؤكدا في الوقت نفسه، أنه يمثِّل رحلة بحث جديدة في جوهر الحرف العربي، ومحاولة لإعادة اكتشافه بعيدًا عن القوالب التقليدية.
وقال: "أردت أن يختبر الزائر العلاقة بين الحرف والفراغ، بين المعمار والمفهوم، وأن يشعر بأنَّ الخط ليس شكلًا جماليًا فقط، بل بنية حيّة تنبض بالمعنى والحركة، موضحا أنَّ الأعمال المعروضة تهدف إلى فتح مساحات للحوار بين الماضي والمستقبل، بين التراث والتجريب.
ويقدّم الهيتي في هذا المعرض نسيجًا من الأفكار والبُنى الجديدة، متكئًا على حسّه المعماري العميق، حيث تتشكّل أعماله من منظور يتحدى الحدود التقليدية للخط العربي الكلاسيكي، ويأخذ الشكل إلى أبعاد مكانية ومفهومية جديدة دون أن ينفصل عن جذوره.
ويأتي معرض "خروج عن النص" ليكرّم تراث الخط الإسلامي ويعيد تقديمه بروح معاصرة، إذ تمتد الأعمال بجرأة نحو آفاق تعبيرية حديثة، تعكس ثنائية العمارة بوصفها مأوى واستفزازًا في آن واحد.
