شكلت الجماهير الجزائرية والتونسية لوحة جميلة في استاد البيت المونديالي بمدينة الخور في المباراة النهائية لكأس العرب FIFA قطر 2021 التي أسدل ستارها اليوم السبت بعد منافسات مثيرة بمشاركة 16 منتخبًا بإشراف الاتحاد الدولي لكرة القدم.
واحتفلت الجماهير الجزائرية عقب فوز منتخب بلادها باللقب العربي الأول في تاريخه على حساب المنتخب التونسي بهدفين دون رد على طريقتها الخاصة، وعمت الأفراح المدرجات وسط احتفالات رائعة على أنغام الطبول والأهازيج التي هللت لهذا الانتصار وهتفت للاعبين لاعبا لاعبًا وأشادت بالمردود الكبير الذي قدموه على مدار الأشواط الأربعة في مباراة امتدت لـ 120 دقيقة.
وعقب صافرة النهاية توجه جميع لاعبي المنتخب الجزائري للاحتفال مع الجماهير في أجواء كرنفالية مثيرة وهتفت الجماهير طويلا للاعبين والمدرب مجيد بوقرة الذي قاد المنتخب للفوز بلقب كأس العرب، كما هتفت الجماهير للجهاز الفني، معربة عن سعادتها الغامرة بالتتويج.
تكاتف تونسي
من جهتها لم تكتف الجماهير التونسية بمشاهدة احتفالات المنتخب الجزائري بل صفقت للاعبي فريقها على الروح القتالية التي قدموها، وأعربت عن رضاها عن الأداء الذي قدموه.
وكانت الجماهير التونسية والجزائرية قد أشعلت منطقة الفعاليات الخاصة بالجماهير (الفان زون) وقدمت لوحات رائعة قبل ساعات من انطلاق المباراة، وحرصت جماهير المنتخبين على التوافد بكثافة إلى محيط استاد البيت المونديالي، وشهدت تلك المنطقة تجمعًا كبيرًا للجماهير التي استمتعت بالأجواء التشجيعية من خلال العروض الفلكلورية والموسيقة الشعبية التي قدمتها الجماهير العربية خارج محيط الاستاد، وتميزت المنطقة الجماهيرية (الفان زون) بحضور كبير من قبل الجاليات العربية من خلال مجموعة من الفعاليات المقدمة بطابع يعكس الموروث الثقافي لديهم.
روابط جماهيرية مختلفة
فيما كان الجمهور الجزائري بمختلف الروابط الجماهيرية يعبر عن مساندته لمنتخب بلادهم ووقوفهم بجانبه، بالإضافة لمتابعة كبيرة من قبل شبكة قادة المشجعين التابعة للجمهور الجزائري والتي تمحور دورها في تقديم الارشاد والتنسيق للهتافات التشجيعية داخل الملعب.
من جانبها، حشدت الجماهير التونسية جهودها لمساندة منتخب بلادها وقدمت العديد من العروض التي تعكس الثقافة التونسية سواء من خلال التنسيق بين الجالية التونسية المقيمة في الدوحة أو الروابط الجماهيرية، وتميزت منطقة المشجعين بأجواء غلب عليها طابع الأشقاء بين الجماهير التونسية والجزائرية من خلال العلاقة الوطيدة بينهما في مشهد رائع، وقدمت الجماهير الجزائرية والتونسية لوحة جميلة قبل دخول الفريقين أرض الملعب على طريقتها الخاصة سواء عبر تشجيع بعض النجوم المفضلين لديهم والهتافات التشجيعية التقليدية.
وقد أعرب عدد من الجماهير التونسية عن حزنهم للخسارة وعدم تحقيق اللقب الثاني في تاريخ الكرة التونسية على الصعيد العربي، حيث قال محمد بن ماجد أحد قادة المشجعين وهو مقيم في قطر إن المنتخب الجزائري استحق اللقب عن جدارة، مثنيًا على الروح العالية للمنتخب التونسي، وأضاف "بلا شك الأجواء أكثر من رائعة بين الجماهير"، مؤكدًا على أن كأس العرب FIFA قطر 2021 كانت تجربة رائعة لجميع الجماهير والتي تمكنت من أن تعيش أجواء المونديال بنكهة عربية.
فرحة جزائرية
فيما عبر عبدالواحد جميل وهو عضو شبكة قادة المشجعين الجزائريين عن سعادته لنجاح منتخب بلاده بالظفر باللقب العربي الأول في مسيرة المنتخب، مؤكدا أن البطولة تركت إرثا كبيرا لدى الجميع وخاصة على الصعيد الجماهيري.
وأضاف عبدالواحد "الجمهور الجزائري لن ينسى هذه البطولة ولا بد من أن نشيد بالجهود الكبيرة المبذولة من قبل القائمين على شبكة قادة المشجعين والتي ستساعد جمهور كرة القدم في أنحاء العالم في التعرف أكثر على شعبية اللعبة في قطر وتاريخ الساحرة المستديرة في الدولة التي ستنظم النسخة المقبلة من المونديال العام المقبل"، مشيرًا إلى أنه يشعر بالفخر لانتمائه لهذه الشبكة والتي منحته فرصة التعرف عن قرب على ملاعب المونديال التي استضافت منافسات كأس العرب.
يشار إلى أن اللجنة العليا للمشاريع والإرث أطلقت شبكة قطر لقادة المشجعين في وقت سابق من العام الجاري، بالتعاون مع الاتحاد القطري لكرة القدم، وتضم مجموعة من الأفراد المتحمسين لكرة القدم من أنحاء العالم، والذين يشاركون مع الجمهور في بلدانهم معلومات أساسية عن قطر وبطولة كأس العالم FIFA قطر 2022، بهدف تعزيز الحماس لدى جمهور كرة القدم حول المونديال، وضمان خوض الجميع تجربة استثنائية خلال النسخة الأولى من البطولة في العالم العربي والشرق الأوسط.
وتتعاون اللجنة العليا مع قادة المشجعين للتفاعل مع الجمهور وتلبية متطلباتهم وإعداد محتوى للنشر حول كأس العالم FIFA قطر 2022، كما يشاركون في حلقات نقاشية واستبيانات شهرية، لمساعدة الجهود المتواصلة في قطر لتقديم تجربة استثنائية للجمهور في 2022، وتضم الشبكة 410 من قادة المشجعين من 51 دولة.
