تستضيف مكتبة قطر الوطنية المؤتمر السادس والثلاثين للاتحاد العربي للمكتبات والمعلومات (اعلم) الذي يسلط الضوء على التأثير المتبادل بين العدالة الرقمية، والمواطنة العالمية، واقتصاد المعرفة في العالم العربي. ويقام المؤتمر في مركز الطلاب بالمدينة التعليمية "ملتقى" من 23 إلى 25 نوفمبر 2025 تحت شعار "العدالة الرقمية ومؤسسات المعلومات العربية: ترسيخ الشراكات والاستدامة والتحول الرقمي".
شهد حفل افتتاح المؤتمر حضور سعادة الشيخة هند بنت حمد آل ثاني، نائب رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر ورئيس مجلس أمناء مكتبة قطر الوطنية، وسعادة الدكتور حمد بن عبد العزيز الكواري، وزير الدولة ورئيس مكتبة قطر الوطنية، والدكتور نبهان الحراصي، رئيس الاتحاد العربي للمكتبات والمعلومات، بالإضافة إلى مشاركة نخبة من أخصائيي المعلومات والأكاديميين وخبراء التكنولوجيا وصانعي السياسات من مختلف الدول العربية الذين سيبحثون في جلسات المؤتمر سُبُل تمكين المكتبات العربية من تسخير التقنيات الناشئة لتعزيز الإتاحة الشاملة والمستدامة للمعرفة.

تعزيز المحتوى العربي
وخلال كلمته الافتتاحية بالمؤتمر قال سعادة الدكتور حمد بن عبد العزيز الكواري: "يعكس شعار المؤتمر هذا العام بدقة طبيعة المرحلة المفصلية التي نعيشها؛ فالعدالة الرقمية باتت ضرورة ملحة لحماية هويتنا، وتعزيز حضور المحتوى العربي وضمان انتقال منطقتنا من استهلاك المعرفة إلى إنتاجها ونشرها. ولتحقيق هذه الغاية، نحن بحاجة ماسة إلى صياغة استراتيجيات عربية موحدة لا تكتفي بتعزيز المحتوى العربي على الإنترنت فحسب، بل تؤسس لسياسات مشتركة تتبنى الإتاحة الحرة للعلوم، بما يضمن حق الجميع في الوصول إلى المعرفة".
وأضاف سعادته قائلاً: "نتطلع لأن يكون هذا المؤتمر محطةً مفصلية في مسيرة التعاون والتكامل بين مؤسسات المعلومات العربية، وأن يبث دفقة جديدة من الحماس في الجهود المبذولة نحو تحقيق أهدافنا المشتركة في تعزيز العدالة الرقمية، وتطوير المحتوى العربي، ودعم العمل المهني المستدام".
وعلى مدار برنامج المؤتمر الذي يستمر ثلاثة أيام، يناقش المشاركون ستة محاور مركزية، هي: العدالة الرقمية والإتاحة العادلة للمعرفة في مؤسسات المعلومات العربية؛ والممارسات المستدامة لتحقيق العدالة الرقمية؛ والعلوم المفتوحة ودورها في تعزيز العدالة الرقمية؛ والمواطنة العالمية من خلال التمكين الرقمي؛ والمعلوماتية والتداخل البيني مع مختلف التخصصات لتعزيز العدالة الرقمية؛ وأخيرًا التجارب العربية لتحقيق العدالة الرقمية وتشكيل مستقبل رقمي شامل ومستدام.

توفير فرص متكافئة
تنصب المناقشات حول الآليات التي تمكن المكتبات ومؤسسات المعلومات في العالم العربي من الاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعي، والبيانات الضخمة، والعلوم المفتوحة، ومنصات البيانات المفتوحة لسد الفجوة الرقمية، ومعالجة التحيز الخوارزمي، وتوفير فرص متكافئة وعادلة في الوصول إلى المعلومات. ويبحث المشاركون أهمية التعاون بين قطاع المعلومات وقطاعات التعليم والرعاية الصحية والاقتصاد والثقافة من أجل ممارسات رقمية مستدامة وشاملة.
من جانبها، قالت السيدة عبير سعد الكواري، مديرة شؤون المجموعات الوطنية والمبادرات الخاصة في مكتبة قطر الوطنية، إن التزام المكتبة بالرقمنة لا يهدف فقط إلى مواكبة التطورات العالمية، بل يسعى أيضًا إلى تمكين المكتبات العربية لتكون جزءاً فاعلاً في المشهد الرقمي العالمي، بما يسهم في إثراء المحتوى العربي على شبكة الإنترنت.

وأضافت: "نرى أنفسنا في مكتبة قطر الوطنية جزءًا لا يتجزأ من نسيجنا المعرفي العربي، وقد حرصت قيادتنا الرشيدة في قطر على أن نكون طرفًا فاعلًا ونشيطًا في محيطنا العربي انطلاقًا من اعتزازنا بهويتنا وثقافتنا، وانطلاقًا من رؤية طموحة تستشرف المستقبل وتتجاوز الحدود الجغرافية المحلية".
يسلط المؤتمر الضوء على الدور المتطور للمكتبات بصفتها مراكز لتجاوز الأمية الرقمية، وتحقيق الاستدامة والتفاهم بين الثقافات، فضلاً عن دورها في تعزيز الوصول إلى المعرفة، وتشجيع العلوم المفتوحة، ودعم التمكين الرقمي للمجتمعات في جميع أنحاء المنطقة.

