استعرض مؤتمر MWC25 الدوحة، اليوم الثلاثاء، خلال قمة "مستقبل الجيل الخامس"، مسار التطور من شبكات الجيل الخامس المستقلة (5G SA)، إلى الجيل الخامس المتقدم (5G-Advanced)، فضلا عن الملامح الأولية لتقنيات الجيل السادس (6G)، وذلك بمشاركة نخبة من الخبراء الإقليميين والدوليين وممثلي كبرى الشركات العالمية في قطاع الاتصالات.
وسلطت القمة، الضوء على الدور المحوري لمنطقة الخليج في قيادة التحول العالمي في قطاع الاتصالات، واستعرضت نماذج جاهزية البنية التحتية، وفرص تحقيق الإيرادات، وتطوير المنظومات الداعمة للانتقال نحو عصر 5G-Advanced والخدمات المستقبلية.
سوق عالمي
وفي هذا الإطار، ناقشت الجلسة الأولى، التي أدارها هنري كالفرت رئيس قسم الشبكات في رابطة GSMA، تسارع نشر شبكات الجيل الخامس المستقلة في الشرق الأوسط، وانعكاساتها على الخدمات الاستهلاكية مثل الألعاب السحابية، والواقعين المعزز والافتراضي، والبث فائق الدقة، والمنازل الذكية.
وأكد كالفرت أن الطلب على الشبكات والابتكار في قطاع الاتصالات يسير بشكل جيد، لافتا إلى أن الشركات العالمية مثل FICO وSkydome وTata وElisa توضح بشكل واضح متطلباتها من المشغلين، سواء في الأسواق المحلية أو الإقليمية أو العالمية.
وأضاف أن جناح GSMA في المؤتمر، يعرض أمثلة حية على هذه المتطلبات، بما في ذلك السيارات ذاتية القيادة ومحاكيات السباق التي تعمل عبر الشبكات الخاصة بالجيل الخامس.
من جهته، قال تيموس تسوكانيس، رئيس التكنولوجيا والمعلومات لمجموعة "أريد القطرية"، إن أجهزة إنترنت الأشياء (IoT) تتطلب تركيزا عاليا وسعة كبيرة وقابلية للتوسع مع استهلاك منخفض للطاقة، مشيرا إلى أن شبكات الجيل الخامس توفر هذه الحلول بشكل مدمج وطبيعي عبر بروتوكولاتها الأساسية.
تجارب أولية
وأوضح أن الجيل الخامس يتيح إنتاج أجهزة متصلة بأسعار منخفضة على نطاق واسع، مع دعم الفيديو بجودة 4K وسرعات رفع عالية، وإدارة فعالة للطاقة، بالإضافة إلى إمكانيات التحكم في التجمعات والأماكن العامة، مضيفا أن الشبكة تتحول اليوم إلى منتج قائم بذاته، بناء على مواصفات أداء الشبكة الفعلية مثل السرعة والكمون، وليس مجرد حزم بيانات أو دقائق اتصال.
ونوه إلى إثبات تجارب أولية على شبكات 5G SA في بعض الأسواق نتائج مبهرة من حيث الأداء والكمون وإدارة الطاقة، وكل ذلك تم بدون الحاجة لأي أجهزة أو برامج إضافية، ما يعكس أن هذه التجارب هي البداية فقط، وما هو قادم أفضل بكثير، مؤكدا أن مجموعة أريد القطرية، لديها استراتيجية واضحة لتطوير هذه الشبكات وتوسيع إمكاناتها في المستقبل القريب.
بدوره، قال جادوي الريامي المدير العام لشركة "أبراج هيليوس عمان"، إن شركته تقدم خدماتها لمئات الملايين من المشتركين في المنطقة، وأن عدد الأبراج في السوق العماني وصل إلى 2619 برجا، مع إضافة نحو 170 برجا جديدا خلال عام واحد في ظل تضاريس صعبة.
وبين أن نسبة استخدام الأبراج ارتفعت من 1.7 إلى 1.72 بالمئة، خلال نفس الفترة، لافتا إلى أن هذه البنية التحتية تمثل أساسا لدعم شبكات الجيل الخامس (5G) وتمكين خدمات مبتكرة من البث المباشر إلى الحلول الذكية داخل المباني.
وفي الجلسة الثانية، تناول المشاركون أحدث تطورات نشر 5G-Advanced في المنطقة، وكيف تعزز ميزاته خصوصا تحسين أداء الرفع (Uplink) من قدرات الخدمات الصناعية، مثل البث المباشر متعدد الكاميرات والرؤية الآلية والتفتيش بالطائرات المسيرة، وناقش الخبراء دور الشبكات الخاصة وتقنيات الحوسبة الطرفية وتجزئة الشبكات (Network Slicing) في دعم التحول الرقمي للقطاعات وتسريع تطبيقات الجيل الرابع الصناعي (Industry 4.0).
