أعلنت صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر رئيس مجلس إدارة مؤسسة التعليم فوق الجميع، اليوم الثلاثاء، عن تحقيق برنامج "صلتك" التابع للمؤسسة هدفه الذي أطلق في عام 2019، المتمثل في توفير فرص عمل لخمسة ملايين مستفيد.
وقالت صاحبة السمو، في كلمة ألقتها خلال مشاركة سموها في الجلسة رفيعة المستوى التي نظمتها المؤسسة بعنوان "كل شيء يبدأ بالتعليم: سبل الوصول إلى الفرص" ضمن فعاليات مؤتمر القمة العالمي للابتكار في التعليم "وايز 2025" في مركز قطر الوطني للمؤتمرات، "يسرني أن أعلن اليوم باعتزاز أن برنامج صلتك قد تجاوز بالتزاماته التعاقدية خمسة ملايين مستفيد"، موضحة أنه "ما كان لهذا الإنجاز أن يتحقق لولا الإيمان العميق برسالتنا، والعمل الدؤوب لشركائنا، والصمود الذي ظهرت عليه المجتمعات التي نخدمها".
تمكين الشباب
وأبرزت صاحبة السمو أن الاهتمام المبكر بتنمية وتمكين الشباب كان دافعا لإطلاق مبادرة مؤسسة "صلتك" عام 2008 انطلاقا من إدراك الحاجة الملحة في العالم العربي إلى خلق فرص عمل واسعة للشباب، منوهة إلى تقرير التنمية البشرية الصادر عن البنك الدولي عام 2007 الذي أظهر حاجة المنطقة العربية إلى استحداث نحو مئة مليون وظيفة بحلول عام 2020، وهو ما شكل نقطة تحول في وعيها بأهمية الاستثمار في الشباب.
وذكرت صاحبة السمو، بالمناسبة، أن الفئة العمرية بين 15 و29 عاما تمثل نحو ثلث سكان الوطن العربي، أي طاقته التنموية، إلا أنها ينظر إليها غالبا "كعبء اقتصادي ونقمة ديموغرافية"، مؤكدة أن مؤسسة "صلتك" انطلقت كمبادرة استباقية لمواجهة هذه التحديات، وقد واجهت صعوبات كبيرة دفعتها إلى بناء شراكات فعالة مع منظمات غير حكومية في عدد من الدول التي تعاني من عدم الاستقرار.
واختتمت صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر رئيس مجلس إدارة مؤسسة التعليم فوق الجميع، كلمتها، بالتأكيد على ضرورة مواصلة العمل لتخفيض نسب البطالة، قائلة في هذا السياق "من هنا أدعو إلى عدم التوقف عند الرقم خمسة ملايين طموحا، وأشدد على الدعوة إلى تكاتف الجهود للانخراط في عمل جماعي يمكننا من تخفيض نسبة البطالة بالقدر الذي يتناسب مع حجم التحدي، وهذا هو جوهر الاستثمار الحقيقي في الشباب والمستقبل".
وشهدت الجلسة النقاشية بحث دور التعليم في تعزيز التنمية المستدامة ومعالجة فجوات عدم المساواة، إلى جانب مناقشة السبل الكفيلة بربط التعليم بالفرص الاقتصادية.
دعم التعليم
وشاركت في النقاش كل من سعادة السيدة لطيفة الدروبي حرم فخامة رئيس الجمهورية العربية السورية، وسعادة السيدة نعمت عون حرم فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية، وسعادة السيدة أولوريمي تينوبو حرم فخامة رئيس جمهورية نيجيريا الاتحادية.
وأكدت سعادة السيدة لطيفة الدروبي حرم فخامة رئيس الجمهورية العربية السورية، أن التعليم يمثل ركنا أساسيا في إعادة بناء بلادها وتعافي شعبها، مشيدة بدعم صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر للتعليم والتنمية البشرية.
وأوضحت سعادتها أن الشعب السوري أظهر، رغم التحديات الناجمة عن الحروب وتضرر المدارس والبنية التعليمية، إصرارا على مواصلة التعلم، مشيرة إلى أن أكثر من مليوني ونصف المليون طفل يوجدون خارج التعليم، وأن نحو 8 آلاف مدرسة تضررت أو دمرت بالكامل، غير أن الحكومة تقوم بجهود لإصلاح المدارس وتطوير التعليم عن بعد والاستفادة من الخبرات الدولية في استثمار الموارد البشرية، لقناعتها بأن الإنسان هو الثروة الحقيقية لأي دولة، وأن التعليم والابتكار يشكلان أساسا لمستقبل مستدام لسوريا.
من جانبها، شددت سعادة السيدة نعمت عون حرم فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية، على أن حماية مستقبل الأبناء وصقل مهاراتهم يمثل جوهر الرؤية الوطنية للتربية والتعليم في بلادها، منوهة إلى مشروع "مدرسة المواطنية" الذي أطلق في لبنان بهدف ترسيخ قيم المواطنية داخل المدارس الرسمية والخاصة بالتعاون مع الوزارات والجامعات والمنظمات الدولية و"اليونسكو"، من خلال التدريب والتجهيز والتقييم وفق مؤشر للمواطنية.
تنمية شاملة
وأشارت سعادتها إلى أن المشروع يعزز مهارات الطلاب العملية والاجتماعية، مثل التعاون وتحمل المسؤولية والريادة، مؤكدة أن هذه المهارات تعد أساسية للاندماج في سوق العمل، وتمثل جوهر مهارات الحياة.
وأضافت أن التربية على المواطنية تشكل الأساس لبناء اقتصاد عصري أخضر قائم على الابتكار والتكنولوجيا، مع وضع الإنسان والقيم الإنسانية في قلب هذا الاقتصاد، متطلعة إلى أن تكون التربية على المواطنية وسيلة لتعزيز الانتماء الوطني وإعادة الإنسان إلى صميم العملية التعليمية.
بدورها، أكدت سعادة السيدة أولوريمي تينوبو حرم فخامة رئيس جمهورية نيجيريا الاتحادية، أن الشباب يشكلون أكثر من 60% من سكان نيجيريا البالغ عددهم أكثر من 250 مليون نسمة، مشيرة إلى دورهم القيادي في قطاعات التعليم والموضة وصناعة السينما والزراعة.
وأبرزت سعادتها ما توليه حكومة الرئيس بولا أحمد تينوبو من اهتمام بالغ للابتكار الرقمي والتعليم التكنولوجي باعتبارهما وقود تطوير رأس المال البشري، مشيرة إلى أهداف برنامج الوكالة الوطنية لتطوير تكنولوجيا المعلومات (NITDA) للتمكين الرقمي ببلوغ نسبة 70% بحلول عام 2027.
وأشارت سعادتها للمبادرة الوطنية "الأمل المتجدد" التي مكنت الشباب والنساء، خصوصا الأمهات الشابات ذوات الدخل المحدود، من الاستفادة من التكنولوجيا لتعزيز أعمالهن، مؤكدة أن الإنسان يجب أن يظل القائد للتكنولوجيا وليس العكس، مع الحفاظ على القيم الإنسانية في قلب التطور الرقمي.
