ضمن فعاليات النسخة الثانية عشرة من مؤتمر القمة العالمي للابتكار في التعليم، التابع لمؤسسة قطر، عقدت مؤسسة قطر اتفاقية شراكة مع الرابطة الدولية للشؤون والخدمات الطلابية بهدف تعزيز شبكات الدعم التي ترتقي بالحياة الجامعية للطلاب في المنطقة.
وتنص الشراكة على تأسيس رابطة إقليمية للنهوض بشؤون وخدمات الطلاب في مناطق الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وجنوب آسيا، تُديرها مؤسسة قطر.
وستقوم مؤسسة قطر والرابطة بمنح شهادات متخصصة في القيادة والتطبيقات العملية ذات الصلة بشؤون الطلاب، بما يُعزز قدرة المؤسسات على تقديم خدمات أساسية في الحياة الجامعية، مثل الإرشاد الأكاديمي، وتنمية المهارات، وتنظيم النشاطات اللامنهجية، والفعاليات الثقافية والرياضية، علاوةً على التوجيه المهني والشخصي.
ورش عمل
وفي إطار هذه الشراكة، ستعقد كل من مؤسسة قطر والرابطة الدولية للشؤون والخدمات الطلابية ورشات عمل لدعم شؤون الطلاب والخدمات في المنطقة، إضافة إلى تعزيز الحوار والتبادل المعرفي من خلال مشروعات بحثية وندوات مشتركة في الجنوب العالمي.
وقد جرى توقيع مذكرة التفاهم في مركز قطر الوطني للمؤتمرات، الذي يحتضن فعاليات قمة "وايز" في نسختها الثانية عشرة. يشار إلى أن قمة "وايز" هي منصة دولية تُعقد مرة كل عامين، بمشاركة ثلة من الخبراء في المجال التعليمي من مختلف دول العالم.

وبهذه المناسبة، أشاد فرانسيسكو مارموليخو، رئيس التعليم العالي ومستشار التعليم بمؤسسة قطر بهذه الشراكة قائلًا: "تُمثل مذكرة التفاهم نقلة نوعية في مؤسسة قطر ومنطقتنا". وأضاف: "في مؤسسة قطر، نعتبر شؤون الطلاب حجر الزاوية في أي منظومة تعليمية مزدهرة. وتمثل هذه الشراكة فرصة للاطلاع على أفضل الممارسات الدولية، ونقل خبرات ومعارف قطر إلى العالم.
وسنعمل معًا على تعزيز معايير الممارسة العملية، وتوسيع مشاركة الطلاب، وتقوية برامج الدعم، والارتقاء بمهنة شؤون الطلاب في مؤسسات التعليم العالي داخل قطر وخارجها، وفي منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا".
بدورها، قالت الدكتورة والبروفيسورة بريجيت شرايبر، مدير الرابطة الدولية للشؤون والخدمات الطلابية: "تفخر الرابطة بإطلاق هذه الشراكة الرسمية مع مؤسسة قطر، والتي تؤكد التزامنا المشترك بتعزيز العدالة الاجتماعية من خلال الارتقاء بشؤون الطلاب والخدمات في جميع أنحاء المنطقة".
وتابعت: "نحرص، بصفتنا منظمة دولية، على تعزيز المبادرات المحلية ودمج الأصوات الإقليمية في جهودنا لدعم الطلاب والمؤسسات. نبني معًا مسارات للتطوير المهني والبحوث والقيادة، ونمكّن المؤسسات في الجنوب العالمي، مع دعم ابتكارات تضع الطالب في قلب العملية التعليمية".
دعم الطلاب
وقال الدكتور عبدالناصر التميمي، المدير التنفيذي لخدمات الطلاب بمؤسسة قطر: "يُجسّد توقيع مذكرة التفاهم التزام مؤسسة قطر بتعزيز الدعم والخدمات المقدمة لطلابنا في المدينة التعليمية وفي جميع أنحاء المنطقة".
وأضاف: "يوفر تعاوننا مع الرابطة الدولية للشؤون والخدمات الطلابية فرصًا لتبادل الخبرات مع القادة العالميين، وتطبيق أفضل الممارسات، وتعزيز البرامج التي تركز على الطالب.

كما أننا نسعى من خلال هذه الشراكة إلى بناء مجتمع مترابط لشؤون الطلاب في قطر والمنطقة، بما يعزز نمو الطلاب ورفاهيتهم في بيئة متغيرة ومعقدة".
قبيل انعقاد قمة "وايز 12"، استضافت مؤسسة قطر الاجتماع السنوي لقادة الرابطة الدولية للشؤون والخدمات الطلابية في المدينة التعليمية، وشارك في الاجتماع رؤساء ومسؤولون تنفيذيون وممثلون رفيعي المستوى من رابطات شؤون الطلاب والخدمات الطلابية حول العالم، ليكون بذلك منصة لتبادل المعارف والموارد، ومناقشة التحديات، وبناء العلاقات للنهوض بمهارات الطلاب ودعمهم على الصعيد الدولي.
وقد سلطت جلسة عُقدت بالمناسبة الضوء على كيفية تأثير التوترات الجيوسياسية، بما في ذلك الصراعات وقيود التأشيرات والتزعزع الإقليمي، على حرية تنقل الطلاب والحصول على التعليم. وفي هذا الصدد، قالت الدكتورة فانتا أو، مدير رابطة المعلمين الدوليين: "إن التميز الأكاديمي وحده لا يصنع جامعة قوية؛ فلابد من بيئة شاملة تدعم الطالب في كل خطوة وتمنحه ما يحتاجه ليحقق النجاح".
فرص تعليمية
وأكدت الدكتورة فانتا على أهمية توسيع نطاق الشمولية والفرص التعليمية بقولها: "يعد التنوع خطوة مهمة، لكنه ليس معيارًا للإنصاف ولا دليلًا على الشمولية، لهذا يجب أن تمثّل الشمولية محور عملنا، ففتح الأبواب أمام الطلاب لا يضمن مشاركتهم ولا تحقيق غاياتهم".
كما تناولت جلسة نقاشية أخرى دور القادة العاملين في مجال شؤون الطلاب والخدمات الطلابية في الحفاظ على استقرار الحرم الجامعي، وضمان شموليته، ودعم الطلاب في ظل التغيرات المعقدة التي يشهدها العالم. وفي هذا الإطار، تحدث رايان ماكلوهون، العميد المساعد لشؤون الطلاب والخدمات الأكاديمية في جامعة تكساس إي أند أم في قطر، إحدى الجامعات الدولية الشريكة لمؤسسة قطر، خلال الجلسة عن أوجه التأثير الممتد لجائحة كوفيد-19 على الطلاب على الرغم من انقضاء الجائحة.

وقال رايان: "إن أحد أصعب التحديات التي واجهناها – كإداريين وأعضاء هيئة تدريس وطلاب – هو الانتقال بعد كوفيد إلى ما قد نعتبره بيئة "طبيعية". لقد كانت تلك البيئة غير مألوفة على الإطلاق بالنسبة للعديد من الطلاب الذين أنهوا المرحلة الثانوية ثم بدأوا رحلتهم الجامعية عن بُعد، فعاشوا شعور العزلة وتراجع التفاعل. ومع انتهاء الجائحة بشكل مفاجئ، انتظرنا منهم أن يعودوا للتصرف كما كان يفعل الطلاب قبل سنوات، وهو أمر لم يكن ملائمًا لهم".
قال الدكتور عبدالناصر: "شكّلت استضافة اجتماع قادة الرابطة الدولية للشؤون والخدمات الطلابية في المدينة التعليمية مصدر فخر لمؤسسة قطر. على مدار يومين من النقاشات والتعاون المثمر، لمسنا التزام القادة الراسخ بدعم تطوير الطلاب ونجاحهم ورفاهيتهم. فقد سلّطت المحادثات التي جرت هنا في الدوحة الضوء على التحديات المشتركة، وعزّزت التعاون الدولي وفتحت آفاقًا جديدة له. نحن فخورون بدور قطر ومؤسسة قطر كمنصتين رائدتين لرسم ملامح مستقبل شؤون الطلاب في المنطقة والعالم".
