أعلنت مؤسسة الدوحة للأفلام، اليوم الأربعاء، عن إطلاق برامج متخصصة في التدريب المهني، بالشراكة مع اثنتين من أبرز مدارس السينما والفنون الإبداعية في العالم، وهما "لافيميس" و"غوبيلان باريس"، وذلك في إطار جهود المؤسسة الهادفة إلى دعم المواهب الإبداعية في المنطقة.
وأوضحت المؤسسة أنه تم تطوير هذه البرامج التدريبية المتخصصة بدعم من متاحف قطر والمعهد الفرنسي في قطر، حيث تشكل البرامج ركيزة أساسية في استراتيجية المؤسسة على المدى الطويل لتعزيز الوصول إلى التعليم العملي وابتكار مسارات بديلة لصناع الأفلام وفناني الرسوم المتحركة الناشئين والمهنيين الإبداعيين الصاعدين.
تطوير المواهب
وأضافت أنه تم تصميم البرامج بأسلوب عملي يرتكز على المشاريع، بهدف تزويد المشاركين بتدريب نظري وعملي في مجالات التصوير السينمائي والرسوم المتحركة، وربطهم بمدرسين محترفين وخبراء دوليين مرموقين.
ومن خلال الاستثمار في التعليم المهني وبناء شراكات عالمية متينة، تؤكد المؤسسة على دورها كجهة رائدة في المنطقة لرعاية المواهب وصياغة مستقبل السينما وفن الرسوم المتحركة، كما تلتزم بتطوير الصناعات الإبداعية من خلال التركيز على المهارات والتدريب والتطبيق العملي، وتمكين الشباب وتزويدهم بالأدوات والخبرات والحضور العالمي الذي يحتاجونه للتميز والتفوق في هذا المجال.
وقالت السيدة فاطمة حسن الرميحي الرئيس التنفيذي لمؤسسة الدوحة للأفلام، في تصريح لها: "إن التدريب المهني هو مستقبل التعليم. ففي عالم سريع التغير، يجب علينا تمكين الشباب وتزويدهم بتعليم عملي ومرن ومرتبط بفرص حقيقية على أرض الواقع. ولهذا تشكل شراكاتنا مع لافيميس وغوبيلان باريس إضافة قيمة إلى ورش العمل والجلسات الإرشادية التي نقدمها على مدار العام، والتي ساهمت عبر السنوات الماضية في بناء منظومة إبداعية مزدهرة في قطر والمنطقة".
وأضافت: "المهارات والإبداع والخبرة العملية هي الركائز الرئيسية التي نعتمدها لإعداد الجيل القادم من صناع الأفلام، والمسارات التي تقود إلى القطاع الإبداعي وبناء روابط مع الشبكات العالمية، وتحفيز الإبداع في منطقتنا".
وتهدف البرامج التدريبية التي تقدمها مؤسسة الدوحة للأفلام إلى دعم تطور المنظومة الإبداعية بالمنطقة والمساهمة في نمو الاقتصاد الإبداعي في قطر عبر برامج تدريبية مكثفة وورش عمل متخصصة طوال العام المقبل.
تدريب مكثف
ومن بين البرامج المتخصصة للمؤسسة، برنامج "شهادة لافيميس للتصوير السينمائي"، وهو دورة تدريبية مكثفة لمدة أربعة أشهر تنطلق في يونيو 2026، مخصصة للمواهب الشابة الراغبة في تعميق معرفتها الفنية والتقنية في مجال التصوير السينمائي.
وتم تصميم البرنامج، بالتعاون مع لافيميس، ويقدم من خلال إطار يجمع بين النظريات والتمارين العملية والجلسات الحضورية وعبر الإنترنت، لتمكين المشاركين من بناء أسس متينة في مجال التصوير السينمائي، حيث يتعرف المتدربون على المهام الإبداعية والتقنية لمدير التصوير ويكتسبون الأدوات اللازمة للانطلاق بثقة في هذا القطاع.
وتضم البرامج كذلك برنامج "شهادة غوبيلان باريس في الرسوم المتحركة وفنون التحريك" الذي يقدم للمواهب الصاعدة أساسيات الرسوم المتحركة وتحريك الشخصيات والسرد القصصي البصري ضمن ورش تدريبية منظمة تمتد لتسعة أشهر تنطلق في سبتمبر 2026.
ومن خلال ثلاثة محاور تعليمية تجمع بين المحاضرات وورش العمل العملية في الدوحة وجلسات المتابعة عبر الإنترنت، يرتقي مستوى المشاركين تدريجيا نحو إتقان المبادئ الأساسية للرسوم المتحركة ثنائية الأبعاد، على أن يختتم كل محور في هذا البرنامج بمشروع نهائي، ويحصل الخريجون على "شهادة إنجاز من غوبيلان".
ويعد البرنامج مكملا لشهادة "تون بوم" التي تقدمها مؤسسة الدوحة للأفلام، ليشكل مسارا تدريبيا متكاملا لفناني الرسوم المتحركة في المنطقة.
وتؤكد المؤسسات المشاركة، من خلال هذه الشراكات، على التزامها المشترك برعاية المواهب الإبداعية، وتوسيع الوصول إلى تدريب عالمي المستوى، ودعم نمو منظومة حيوية في مجالات السينما وفنون التحريك في قطر والمنطقة.
وتواصل مؤسسة الدوحة للأفلام مسيرتها في الارتقاء بمستوى الإبداع عبر بناء الشراكات وبرامج التعليم المستمرة، كما أن برامجها ومبادراتها تم تصميمها للمبتدئين والراغبين في صقل مهاراتهم، بهدف دعم مسيرتهم المهنية وربطهم بمجتمع عالمي من المدربين والزملاء.
