ناقشت جلسة بعنوان "قمة الأقمار الصناعية والشبكات غير الأرضية"، عقدت اليوم ضمن فعاليات مؤتمر MWC25 الدوحة، الاتجاهات الجديدة في عالم الاتصالات ودور التكامل بين الشبكات الأرضية والفضائية في إعادة تشكيل مشهد الاتصال العالمي.
واستعرض المشاركون في الجلسة فرص النمو المتزايدة في قطاعات إنترنت الأشياء والذكاء الاصطناعي المدمج، إضافة إلى التحديات التنظيمية التي تواجه الصناعة مع توسع الخدمات الفضائية، كما تطرقت لتجارب دولية، أبرزها إطلاق خدمة الاتصال المباشر للهاتف في أوكرانيا قبل يومين بالتعاون مع "ستارلينك"، والتي جذبت أكثر من 300 ألف مستخدم خلال 24 ساعة، مع خطط للتوسع في كازاخستان العام المقبل لتوفير خدمات أكثر مرونة في حالات الطوارئ والكوارث.
وأكد المتحدثون خلال الجلسة، أن العالم يقف أمام ثورة اتصالية جديدة تقودها الشراكات بين مشغلي الاتصالات ومزودي الحلول الفضائية، وانتقال الصناعة من مرحلة التجارب إلى الإطلاقات التجارية الفعلية، حيث تشير التوقعات إلى موجة واسعة من خدمات الاتصال المباشر للأجهزة مستقبلا، في ظل منافسة قوية بين الشركات العالمية العاملة في هذا المجال.
وأشاروا إلى أن السوق الممكنة بالأقمار الصناعية تمثل واحدة من أكبر الفرص المستقبلية لقطاع الاتصالات، إذ تشمل جميع المستخدمين والأجهزة التي يمكن أن تستفيد من خدمات الاتصال الفضائي سواء لتعويض ضعف التغطية الأرضية أو لتوسيع نطاق الخدمات الرقمية.
وتشير التقديرات إلى أن هذه السوق تستهدف ما بين 500 و600 مليون شخص يعيشون خارج تغطية الشبكات التقليدية، إلى جانب نحو 300 مليون شخص في مناطق تغطية ضعيفة أو غير مستقرة، كما تشمل هذه السوق أكثر من مليارين من أجهزة إنترنت الأشياء مثل الحساسات وأنظمة المراقبة وأجهزة تتبع الأصول التي تحتاج إلى اتصال مستمر ولا يتوفر لها ذلك دائما عبر الشبكات الأرضية.
ونوه المشاركون في الجلسة بأن دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية تشهد حراكا واسعا، إذ تضم حتى منتصف 2025 نحو 10 شراكات في مجال الاتصال الفضائي أو الخدمات المباشرة للأجهزة.
وتأتي هذه المبادرات لدعم تغطية أوسع للمشتركين وتطوير حلول تجوال متقدمة وتمكين إنترنت الأشياء في القطاعات الحيوية مثل اللوجستيات والزراعة الذكية، في حين تشير التوقعات إلى أن انتشار شبكات الجيل الخامس سيغطي 95 في المئة من سكان الخليج بحلول 2030، ما يجعل المنطقة منصة ملائمة لتطوير تقنيات الاتصال الفضائي والتنقل الذكي.
وتطرقت الجلسة إلى التحديات التنظيمية المرتبطة بتخصيص الطيف الترددي، حيث تتنافس نماذج مختلفة بين إعادة استخدام الترددات أو تخصيص نطاقات خاصة للأقمار الصناعية المتنقلة. وأوضح الخبراء أن نجاح المنظومة المستقبلية يتطلب توازنا بين الخيارات التقنية والتنظيمية.
ويشير مفهوم السوق الممكنة بالأقمار الصناعية إلى أن الأقمار الصناعية لن تكون مجرد بديل احتياطي للشبكات المتعثرة، بل جزءا أساسيا من منظومة اتصالات هجينة تربط بين الأرض والفضاء بهدف تلبية الطلب المتزايد على البيانات، ومع التوسع في التطبيقات الصناعية والزراعية واللوجستية، تتوقع الشركات أن يتحول هذا السوق الواسع إلى مصدر إيرادات جديد ومستدام، يعوض تباطؤ نمو الخدمات التقليدية للهواتف المحمولة والبيانات في العديد من المناطق حول العالم.
