افتتح سعادة السيد منصور بن إبراهيم آل محمود وزير الصحة العامة، اليوم، أعمال المؤتمر الدولي السادس للرعاية الصحية الأولية الذي تنظمه مؤسسة الرعاية الصحية الأولية على مدى ثلاثة أيام، بمشاركة واسعة تُقدّر بحوالي ألف خبير وطبيب ومتخصص من عدة دول، ما يجعله واحدًا من أبرز التجمعات العلمية في المنطقة، ومنصة مهمة لتبادل الخبرات والمعرفة.
ويستعرض المؤتمر مجموعة واسعة من الموضوعات المتقدمة في مجال الرعاية الصحية الأولية، عبر جلسات نقاشية وورش عمل يقدمها نخبة من المتحدثين والخبراء العالميين. كما يتيح للباحثين فرصة عرض أبحاثهم وتقديم نتائج دراسات حديثة يمكن تطبيقها في تطوير خدمات الرعاية الأولية داخل قطر وخارجها.
معرض الابتكارات الطبية
ويقام على هامش المؤتمر، الذي يستهدف المؤتمر الأطباء والممرضين والصيادلة وفنيي المختبرات وغيرهم من العاملين في منظومة الرعاية الصحية وطلاب الطب والمهتمين بتطوير مهاراتهم العلمية والعملية، معرض متخصص يعرض أحدث الابتكارات الطبية والتقنيات الصحية التي تقدمها المؤسسات المحلية والعالمية.
وأكدت الدكتورة مريم عبدالملك المدير العام لمؤسسة الرعاية الصحية الأولية، في كلمتها بالجلسة الافتتاحية للمؤتمر، أن انعقاد النسخة السادسة من هذا المؤتمر تحت شعار “نحو غدٍ مُلهم : قوة العمل المشترك في الرعاية الصحية الأولية” يجسّد التزام قطر الراسخ بتطوير قطاع الصحة، انطلاقًا من رؤية وطنية تضع الإنسان في صميم التنمية.

ولفتت إلى أن الرعاية الصحية الأولية في قطر أصبحت نموذجًا متقدمًا على المستويين الإقليمي والدولي، بفضل الاستثمار الاستراتيجي في صحة الإنسان، وبناء منظومة متكاملة تقدم خدمات وقائية وعلاجية وتأهيلية عالية الجودة في بيئة آمنة وتنافسية.
د. مريم عبدالملك: الجميع في قطر ينعم بمنظومةٍ صحيةٍ متقدمة
وأكدت أن الجميع في قطر ينعم بمنظومةٍ صحيةٍ متقدمة، معتبرة أن ما تحقق على مستوى خدمات الرعاية الصحية ينعكس بوضوح على رضا أفراد المجتمع، ومراجعي المراكز الصحية، في حين تُظهِره نتائج استبيانات قياس نسبة رضا المراجعين من تلقي الخدمات المتنوعة والشاملة لهم وصولها إلى 80 بالمئة.
منصة تُحفّز الإبداع
وشددت على أن هذه المؤشرات ليست إلا تجسيداً لأثر الجهود المشتركة في الارتقاء بالرعاية الصحية الأولية، قائلة " إن اجتماعنا اليوم ليس مجرد حَدَث علمي، بل منصة تُحفّز الإبداع، وتُلهِم فِرَق العمل الصحي ِلتَتَشَارك المعرفة والخبرات، وتَستَشرِف حلولاً مبتكرة تُسهم في ترسيخ منظومة صحية أكثر جاهزية ومرونة واستدامة، من أجل غدٍ أكثر صحة وازدهارا لوطننا ومجتمعنا".

وثمنت الجهود الحثيثة والاهتمام المتواصل من الدولة بالقطاع الصحي، لتعزيز صحة الإنسان بوصفه الثروة الحقيقية للوطن، مشيرة إلى أن الرعاية الصحية الأولية في قطر باتت نموذجاً يُحتذى به إقليمياً وعالمياً، بفضل الدعم الكبير الذي يحظى به هذا القطاع، والحرص على تمكين الإنسان وتوفير منظومة صحية متكاملة تُلبي الإحتياجات الوقائية والعلاجية والتأهيلية لجميع السكان، في بيئةٍ آمنة عالية الجودة.
المؤتمر يعكس روح الشراكة بين مؤسسة الرعاية الصحية الأولية ووزارة الصحة العامة
ونوهت إلى أن أعمال المؤتمر تعكس روح الشراكة بين مؤسسة الرعاية الصحية الأولية ووزارة الصحة العامة، وتأتي دعمًا للاستراتيجية الوطنية للصحة 2024-2030 ، التي تركز على تعزيز الوقاية، والاهتمام بالصحة النفسية، وتحسين تجربة المراجعين، وتطوير خدمات مستدامة تواكب طموحات الدولة.
وأوضحت المدير العام لمؤسسة الرعاية الصحية الأولية، أن المؤتمر يشكل مساحة علمية حيوية لمناقشة محاور رئيسية، من بينها التقنيات الناشئة والذكاء الاصطناعي، الابتكار في التعليم الطبي، وتعزيز التكامل بين التخصصات، وتطوير الحلول الرقمية لتحسين تجربة المريض، معربة في ختام كلمتها عن تقديرها لجهود فريق عمل المؤتمر وشركاء النجاح من المؤسسات الوطنية والدولية، وللرعاة الرسميين، مؤكدة أن هذا التعاون يعكس التزامًا وطنيًا مشتركًا بتطوير الرعاية الصحية الأولية في قطر.

بعد ذلك، قام سعادة وزير الصحة العامة بجولة في المعرض المصاحب للمؤتمر الذي يشارك فيه متخصصون متميزون في الرعاية الصحية، بما في ذلك شركات محلية ودولية، ومقدمو خدمات ومستلزمات وأجهزة طبية، لعرض أحدث ابتكاراتهم في قطاع الرعاية الصحية، إلى جانب جهات تعليمية وتكنولوجية متنوعة، ما يسهم في إثراء التجربة العلمية للمشاركين وفتح آفاق أوسع للتعاون وتبادل الخبرات.
