أطلق برنامج الأعوام الثقافية وإدارة الفن العام في متاحف قطر مبادرة "جداري آرت" في بوينس آيرس، عاصمة الأرجنتين، وذلك ضمن العام الثقافي قطر - الأرجنتين وتشيلي 2025.
وجاء الإطلاق بعد أيام من تدشين البرنامج في تشيلي، ضمن رحلته في أمريكا اللاتينية، بهدف تحويل الفضاءات العامة إلى صالات عرض في الهواء الطلق تحتفي بالصداقة والضيافة ولغة الفن التي تخاطب الجميع.
وفي هذا السياق، عمل الفنانان القطريان عبدالله العمادي وعبدالله الصلات في أحد أحياء مدينة بوينس آيرس، وجسدت جدارية العمادي لقاء الثقافات الذي يمثله هذا التبادل، حيث تظهر شمس مايو - رمز الأرجنتين الوطني - تحت ظل نخلة قطرية، وعليها بشت قطري، وتتقاسم القهوة والمَتّه، المشروب العشبي المحبوب في أمريكا اللاتينية، مع طائر الهورنيرو، وهو الطائر الوطني للأرجنتين.
وقد وضع في طرف الجدارية كرسي فارغ يدعو المارة للانضمام إلى المشهد كرمز للترحيب والكرم والتواصل الثقافي.
وتطور العمل لاحقا إلى تعاون مشترك بين فناني البلدين، بانضمام الفنان الأرجنتيني لوتشو مونتوليفو، الذي يطلق عليه "أوليفو"، وأضاف شخصيته الشهيرة "الفتى المسافر"، مانحا الجدارية إحساسا بالترحال والسرديات المشتركة.
من جانبه، استلهم الفنان الصلات جداريته "من أجل الورود" من الفيلسوف ابن حزم الأندلسي، وقال إنها تشير إلى أن المعنى لا يطفو على السطح، بل يتمثل فيما يدركه من يبحث بصدق، كما تكشف القصيدة عن نفسها لكل قارئ بطريقة مختلفة، ولذلك تتيح هذه الجدارية للمشاهد اكتشاف نسخته الخاصة من حكايتها.
بدوره، قال ديميتري بوغارسكي، أخصائي تخطيط الفن العام في متاحف قطر، إن "مبادرة جداري آرت تتمحور حول خلق محادثات من خلال الفن، ومن خلال مبادرة الأعوام الثقافية، نأخذ هذا الحوار خارج قطر، لنمنح الفنانين فرصة للانغماس في بيئات جديدة وتبادل الأفكار مع المجتمعات المحلية".
وأضاف أن ما ترويه هذه الجداريات في الأرجنتين وتشيلي هو حكايات منسوجة بالألوان والأشكال، تعمق العلاقات الثقافية والدبلوماسية، وتوثق شراكات طويلة الأمد بنيت بفضل الأعوام الثقافية، معربا عن أمله في أن يفتح هذا التبادل الإبداعي أبوابا جديدة للبحث والتعاون وفرص الفنانين المستقبلية.
ومنذ أيام، أنجز الفنانان القطريان مبارك المالك وعائشة الفضالة، لوحات جدارية، في تشيلي، ضمن برنامج مبادرة الأعوام الثقافية الدولي لعام 2025، حيث عبرت أعمالهما عن العلاقة بين الثقافتين القطرية والتشيلية، برفقة طلاب من برامج الهندسة المعمارية والفنون البصرية في جامعة أوسترال.
يشار إلى أن مبادرة "جداري آرت" أعادت تعريف علاقة الفن بالفضاء العام في قطر، مزينة المدارس والشوارع والمدينة بشكل عام، ومع امتداد رؤيته إلى أمريكا اللاتينية، يرسخ المشروع أحد مبادئ الدبلوماسية الثقافية في قطر، وهو أن أقوى الروابط تُبنى عبر التجارب المشتركة.
وأطلقت متاحف قطر المبادرة عام 2020 لتجميل الأماكن العامة بلوحات جدارية أبدعها فنانون محليون ودوليون، وهو مشروع يسعى لتعزيز الحوار الثقافي ويعيد تشكيل الفضاءات العامة من خلال فن الجداريات.
