دشنت وزارة البيئة والتغيّر المناخي، اليوم، كتاب "الاستدامة البيئية في قطر 2025"، الذي يهدف إلى توثيق المسار الوطني في حماية البيئة وإدارة الموارد الطبيعية ومواجهة تحديات التغير المناخي، إلى جانب تعزيز ممارسات الاستدامة في مختلف القطاعات الحكومية والخاصة، وذلك بحضور ورعاية سعادة الدكتور عبد الله بن عبد العزيز بن تركي السبيعي، وزير البيئة والتغيّر المناخي.
وأكد المهندس أحمد محمد عبد اللطيف السادة، وكيل الوزارة المساعد لشؤون التغير المناخي، في كلمته الافتتاحية، أن دولة قطر تعمل على تحقيق التنمية المستدامة القائمة على التوازن بين النمو الاقتصادي وحماية البيئة وتحسين جودة الحياة، مشيرا إلى أن الاستدامة أصبحت نهجا وطنيا شاملا يوجّه السياسات والمشروعات المستقبلية لضمان انتقال مستدام نحو مستقبل منخفض الانبعاثات يدعم الأمن البيئي ويرتقي بواقع الأجيال القادمة.
مرجع وطني
ونوّه السادة، بأن إصدار الكتاب يشكل مرجعا وطنيا يوثق التزام المؤسسات الحكومية والخاصة بتطبيق أفضل الممارسات البيئية، ويبرز نجاح الدولة في دعم التحول نحو الاقتصاد الأخضر وتعزيز الوعي البيئي في المجتمع.
وذكر أن الدولة حققت خلال الأعوام الماضية تقدما نوعيا في تطوير السياسات والمشاريع البيئية وزيادة الاعتماد على الطاقة النظيفة، لافتا أن الوزارة تبنت عدة مبادرات لخفض الانبعاثات ومراقبة جودة الهواء ودعم المشاريع الابتكارية، إلى جانب تعزيز الشراكات مع الجهات الوطنية في القطاعين الحكومي والخاص، ترسيخا لمفهوم الاستدامة بوصفه ممارسة يومية في المجتمع.
م. أحمد السادة: الكتاب يرصد التزام القطاعات المختلفة بالمعايير البيئية ومتطلبات الاقتصاد الأخضر
وأوضح المهندس أحمد محمد عبد اللطيف السادة، وكيل الوزارة المساعد لشؤون التغير المناخي، أن كتاب الاستدامة البيئية في قطر، يعكس تجارب ناجحة وقصص إنجاز واقعية، ويرصد التزام القطاعات المختلفة بالمعايير البيئية ومتطلبات الاقتصاد الأخضر، مبينا أن المؤتمر المصاحب لتدشين الكتاب تضمن جلسات حول النقل المستدام، والقطاع العقاري الأخضر، ودور البنوك في دعم الاقتصاد الأخضر، ما شكّل منصة مهمة للحوار وتبادل الخبرات بين المتخصصين وساهم في صياغة توصيات تدعم التوجهات الوطنية نحو مستقبل أكثر استدامة.

ويأتي إصدار الكتاب انسجاما مع الاستراتيجيات الوطنية التي اعتمدتها الدولة خلال السنوات الماضية، ومنها استراتيجية التنمية الوطنية الثالثة، واستراتيجية وزارة البيئة والتغير المناخي 2024–2030، التي تشكل إطارا عمليا للحوكمة البيئية وتحسين التخطيط والإدارة المستدامة للموارد.
مشروعات نوعية
ويقدم الكتاب عرضا تفصيليا لبرامج الوزارة ومشروعاتها النوعية، بما في ذلك جهود خفض الانبعاثات، وتطوير منظومة الرصد والمراقبة وحماية التنوع البيولوجي، وتعزيز جاهزية الاستجابة البيئية، بالإضافة إلى المبادرات الوطنية في إدارة المياه والطاقة والنفايات، ومشاريع البنية التحتية الخضراء وحلول النقل المستدام.
كما يتناول ما تحقق في مجال حماية البيئة من مبادرات للحفاظ على الحياة البرية والبحرية، وبرامج لإعادة تأهيل البيئات المتضررة، ومشاريع لرصد الأنواع المهددة بالانقراض، إلى جانب الحملات الدورية لتنظيف الشواطئ وإدارة المحميات الطبيعية ورفع الوعي بأهمية حماية الأنظمة البيئية.
ويعرض الكتاب نماذج لمشاريع بحثية وميدانية أسهمت في تعزيز فهم البيئة المحلية وتقديم حلول علمية لحماية الموارد الطبيعية، إلى جانب إبراز الجهود المجتمعية والتطوعية في الحفاظ على البيئة.
إنجازات بيئية
كما يسلط الضوء على الإنجازات المتصلة بتطوير المدن القطرية وفق مبادئ الاستدامة، مثل التوسع في المساحات الخضراء، وتطوير الحدائق العامة، وتبني معايير البناء الأخضر، وتكامل أنظمة النقل المستدام بما يشمل النقل العام والمركبات الكهربائية ومسارات المشاة والدراجات الهوائية، فضلا عن المشاريع الكبرى التي أسهمت في رفع جودة الحياة ودعم التحول العمراني المستدام.

ويتضمن الكتاب كذلك، عرضا لمشاركة دولة قطر في الاتفاقيات والمبادرات الدولية الخاصة بالمناخ، واستضافتها للمعارض والمؤتمرات البيئية الكبرى، إلى جانب مساهمتها في دعم الدول النامية لمواجهة التحديات البيئية وتعزيز التمويل الأخضر.
وتؤكد الوزارة، أن تدشين كتاب "الاستدامة البيئية في قطر 2025" يعكس التزام الدولة بتعزيز مبادئ الاستدامة، وتوثيق الإنجازات الوطنية في هذا المجال، وتقديم صورة شاملة لمسار متكامل يوازن بين متطلبات النمو الاقتصادي والحفاظ على الموارد الطبيعية، بما يعزز الأمن البيئي المستدام للأجيال القادمة ويدعم تحقيق أهداف رؤية قطر الوطنية 2030.
