دولار أمريكي 3.63ريال
جنيه إسترليني 4.81ريال
يورو 4.21ريال

كأس العرب 2025| منتخب مصر يبحث عن "اللقب الثاني"

02/12/2025 الساعة 13:31 (بتوقيت الدوحة)
ع
ع
وضع القراءة

بعد ظهور مثالي في النسخة الماضية من كأس العرب 2021، يعود منتخب مصر من جديد إلى ساحة النسخة 2025 من البطولة، محملا بآمال الظفر باللقب الثاني.

ويخوض الفراعنة المنافسة هذه المرة عبر المنتخب الثاني، يقوده المدير الفني حلمي طولان، حاملًا معه طموحات كبيرة لإعادة المصريين إلى منصة التتويج، بعد مرور أكثر من ثلاثة عقود على إنجاز 1992 التاريخي.

البطولة التي تستضيفها قطر للمرة الثالثة في تاريخها بعد نسختي 1998 و2021، تمثل فرصة ذهبية للشباب المحلي، لإظهار إمكاناتهم وللمنتخب لإعادة تشكيل صورته، بعد سنوات من الغياب والتذبذب في النتائج.

يدخل منتخب مصر منافسات كأس العرب 2025 في قطر، وعينه على استعادة اللقب الغائب منذ أكثر من ثلاثة عقود، في بطولة تعود لتخطف الأضواء مجددًا، وتعيد فتح ملفات الطموح والتحدي أمام المنتخبات العربية.

لقب يتيم

وتعد العلاقة بين منتخب مصر وبطولة كأس العرب علاقة شائكة ومليئة بالمفارقات، فبينما يتربع الفراعنة على عرش القارة الأفريقية بسبعة ألقاب تاريخية، ويفرضون هيمنتهم الكروية كأحد أعرق المنتخبات في المنطقة، تقف خزانة بطولاتهم العربية عند لقب يتيم، تحقق قبل أكثر من ثلاثة عقود.

وعندما يشارك منتخب مصر في أي محفل عربي، فإنه لا يدخل بصفته منافسًا عاديًا، بل بصفته المرشح الدائم الذي لا يقبل جمهوره بغير الذهب بديلًا، ومع ذلك، إلا أن واقع الأرقام يشير إلى أن السيطرة المصرية الساحقة في أفريقيا لم تترجم بنفس القدر من الكثافة في المحيط العربي.

تاريخيًا، لم تكن البطولة دائمًا على رأس أولويات الأجهزة الفنية المتعاقبة، فتارة تشارك مصر بالمنتخب الأولمبي، وتارة بفريق "الرديف"، وتارة تعتذر؛ ولكن مع الاعتراف الرسمي الأخير من "الفيفا" بالبطولة، وتزايد التنافسية بين عرب آسيا وعرب أفريقيا، تحولت البطولة من نزهة ودية إلى معركة كروية تتطلب إثبات الذات.

على الرغم من كون منتخب مصر أحد القوى الكروية المهيمنة في أفريقيا، وصاحب الرقم القياسي في التتويج بكأس الأمم الأفريقية، ألا أن تاريخه في كأس العرب يبدو متواضعًا ومتقطعًا.

الظهور الأول

وتأخر الظهور الأول للفراعنة حتى النسخة الخامسة عام 1988 في الأردن، بعد غياب عن النسخ الأربع الأولى منذ انطلاق البطولة عام 1963، وفي تلك المشاركة الأولى، وصل الفريق إلى نصف النهائي، ليضع بصمته الأولى في سجلات البطولة.

وبالعودة بآلة الزمن إلى الوراء، وتحديدًا إلى النسخة السادسة التي استضافتها سوريا عام 1992، نجد الصفحة المضيئة الوحيدة للفراعنة في سجل الذهب العربي، دخلت مصر البطولة، وهي تعيش نشوة فنية وفترة استقرار، مدفوعة بروح قتالية عالية.

كان النهائي في مدينة حلب، وجمع بين القوتين العظميين وقتها، مصر ضد السعودية. لم تكن مجرد مباراة، بل كانت "كلاسيكو" مبكر أثبت فيه الفراعنة علو كعبهم. انتهت الملحمة بنتيجة 3-2 لصالح مصر، في لقاء تألق فيه النجم الأسطوري حسام حسن، الذي كان -ولا يزال- أيقونة الروح القتالية للمنتخب.

كان الفوز في 1992 بمثابة تأكيد على أن الكرة المصرية قادرة على الجمع بين الزعامة الأفريقية والعربية، رفع القائد الكأس، واحتفلت الجماهير المصرية من المحيط إلى الخليج، ظنًا منهم أن هذه الكأس ستكون الأولى في سلسلة طويلة من الألقاب العربية، لكن الأقدار والظروف كان لها رأي آخر.

سنوات الضياع

لم تستمر الصحوة المصرية طويلًا، إذ دخلت علاقة مصر بكأس العرب في نفق مظلم امتد لسنوات، يمكن وصفها بـ"سنوات الضياع"، في نسخة 1998 بقطر.

في تلك البطولة، خرج منتخب مصر من الدور الأول بعد أداء ضعيف لم يكن عند مستوى الطموحات، حيث شارك المنتخب الأولمبي في البطولة، واحتل الفريق المركز العاشر، بعد لعب مباراتين فاز في واحدة وخسر الأخرى، مسجلًا هدفًا واحدًا واستقبل خمسة أهداف.

وفي نسخة 2002 بالكويت، غابت مصر عن البطولة بالكامل، تاركة المجال للمنافسين العرب لتعزيز مواقعهم، قبل أن تعود مجددًا في نسخة 2012 بالسعودية، لكنها خرجت من دور المجموعات في المركز السابع، بعد لعب ثلاث مباريات، من دون أي انتصار، مسجلة هدفًا واحدًا واستقبال أربعة أهداف.

العودة القوية

أما نسخة 2021 في قطر، فقد شكلت نقطة تحول في علاقة مصر بكأس العرب، بعد غياب طويل، حيث عاد المنتخب للمشاركة بجدية عبر فريق يعتمد بشكل كبير على اللاعبين المحليين، تحت قيادة المدرب البرتغالي كارلوس كيروش، كانت البطولة فرصة لاختبار عمق التشكيلة واكتشاف نجوم جدد، قادرين على حمل راية الكرة المصرية في المستقبل.

وقدم المنتخب أداءً قويًا ومشرفًا، حيث تصدر مجموعته بعد فوزين على لبنان والسودان وتعادل مع الجزائر، قبل أن يظهر شخصية قتالية في ربع النهائي بالفوز على الأردن، بعد شوط إضافي ماراثوني؛ لكن حلم اللقب توقف في نصف النهائي بخسارة درامية أمام تونس بهدف عكسي، واختتم الفريق مشواره في المركز الرابع بعد الخسارة أمام قطر بركلات الترجيح.

رغم ذلك، كشفت البطولة عن مواهب مميزة مثل مهند لاشين، عمر كمال، أسامة فيصل والراحل أحمد رفعت، وأكدت أن اللاعبين المحليين قادرون على المنافسة على المستوى الدولي، مكتسبين خبرة ثمينة قبل تصفيات كأس العالم وكأس الأمم الأفريقية.

المصادر

جميع الحقوق محفوظة لمرسال قطر 2025

atyaf company logo