أعلن فريق بحثي روسي من جامعة سخالين الحكومية بالتعاون مع جامعة الشرق الأقصى الفيدرالية ومراكز تابعة لأكاديمية العلوم الروسية، عن تطوير مادة مبتكرة قد تؤسس لمرحلة جديدة في تكنولوجيا تخزين الطاقة.
يعتمد الابتكار على مركّب معدني يجمع بين الزنك والحديد، جرى تشكيله عبر تقنية تُستخدم لإنتاج هياكل مسامية عالية الكثافة تعرف بطريقة «السول-جل».
ويسمح هذا الهيكل -الذي يشبه الإسفنجة في قدرته على استقبال وتوجيه الشحنات- بمرور الأيونات بسرعة تتفوق على ما توفره البطاريات الحالية المعتمدة على الليثيوم.
ويؤكد الباحثون أن المادة الجديدة ليست فقط أكثر كفاءة، بل تتميز أيضاً بدرجة أمان أعلى، كون المعادن المستخدمة غير قابلة للاشتعال ورخيصة التكلفة مقارنة بالمواد المعتمدة في صناعة البطاريات الحديثة.
وصرّح الأكاديمي إيفان تاناناييف، نائب مدير مركز «كولسكي» للبحوث، أن التجارب لم تثبت فاعلية فيريت الزنك فحسب، بل مكّنت الباحثين أيضاً من تحديد أفضل مسار صناعي لإنتاجه بكفاءة، وهو ما يمهّد لتبنّي التقنية على نطاق واسع مستقبلاً.
وتوضح نتائج الاختبارات أن هذا المركّب الجديد يحقق توصيلاً كهربائياً يتفوق على نظيراته التقليدية، بينما تعاني بطاريات الليثيوم المتداولة من مشكلات بيئية وانخفاض في الكفاءة. كما أن مزيج الزنك والحديد يتميز بإمكانية التخلص منه بسهولة، إذ لا يحتاج إلى إجراءات خاصة عند التخلص منه أو تخزينه.
ووفقاً للعلماء، فإن هذه المادة قد تمهّد لظهور جيل جديد من البطاريات القابلة للاستخدام في الإلكترونيات المحمولة والمركبات الكهربائية، ما قد يشكل بديلاً عمليًا وأكثر أمانًا للتقنيات السائدة اليوم.
