بحضور معالي الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني، رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، انطلقت اليوم، فعاليات مؤتمر "وول ستريت جورنال تك لايف" قطر 2025، الذي تستضيفه دولة قطر للمرة الأولى في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، خلال الفترة من 2 إلى 4 ديسمبر الجاري.
ويعد مؤتمر "تك لايف" أبرز الفعاليات التكنولوجية التي تنظمها "وول ستريت جورنال"، ويشكل منصة عالمية رفيعة المستوى، لمناقشة دور التكنولوجيا المتسارع في تشكيل مستقبل الأعمال والسياسات التنظيمية والابتكار، ويشارك فيه أكثر من 200 شخصية قيادية من كبار الرؤساء التنفيذيين، المدرجين ضمن قائمة (فورتشن 500)، والمستثمرين وقادة قطاعات التكنولوجيا والإعلام والترفيه والتمويل من أنحاء العالم.
وانطلق برنامج المؤتمر بجلسة حوارية لمعالي رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، أدارها السيد ألمار لاتور، الرئيس التنفيذي لشركة "داو جونز"، المالكة لصحيفة "وول ستريت جورنال"، تناولت مسارات التحول الرقمي والتنويع الاقتصادي ودور التكنولوجيا في تعزيز تنافسية القطاعات المختلفة في دولة قطر.
رئيس الوزراء: اشتهرت قطر خلال العقود الماضية بدورها كحلقة وصل بين الشرق والغرب
وقال معالي الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني: "اشتهرت دولة قطر خلال العقود الماضية بدورها كحلقة وصل بين الشرق والغرب، ومركزا إقليميا في مجالات الخدمات اللوجستية والطيران والسياسة والدبلوماسية والوساطة، فضلا عن حضورها المؤثر في قطاع الطاقة عبر الوصول إلى مختلف دول العالم. ويسعدنا أن تكون الدوحة أول محطة لهذا المؤتمر خارج الولايات المتحدة، بما يعكس تطلعات الدولة لتعزيز تنويع اقتصادها وترسيخ ثقافة الابتكار".

وأضاف معاليه: "استضفنا سلسلة من الفعاليات التكنولوجية في الآونة الأخيرة؛ من المؤتمر العالمي للهاتف الجوال إلى قمة الويب التي استضفناها لعامين متتاليين ونستعد لاستضافتها مجددا العام المقبل، وهدفنا من إنشاء هذه المنصات هو جمع المشاركين من مختلف أنحاء المنطقة واستقطاب آخرين من الولايات المتحدة وأوروبا وأمريكا اللاتينية للتعرف على ما تقدمه آسيا وإفريقيا في هذا المجال".
وأوضح أن تنويع الاقتصاد الوطني وجعله أكثر مرونة وحيوية يعد أحد أهم الأولويات، منوها بأنه رغم أن قطر معروفة كاقتصاد هيدروكربوني، إلا أن بيانات السنوات الأخيرة تظهر أن القطاعات غير الهيدروكربونية باتت تقود النمو، وهو ما تعمل عليه الدولة منذ سنوات طويلة، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن جهاز قطر للاستثمار يشكل إحدى أهم الأدوات في هذا المسار، على مستوى تنويع مصادر الدخل وتوسعة قاعدة الاقتصاد نحو قطاعات جديدة.
قطر تسعى إلى إرساء أساس قوي في قطاع التكنولوجيا
كما أكد معاليه سعي دولة قطر إلى إرساء أساس قوي في قطاع التكنولوجيا، بوصفه قطاعا يمكن مختلف القطاعات الأخرى، وقال: "بالنظر إلى القطاعات الأساسية في حياة الناس اليومية، مثل الصحة والتعليم والخدمات اللوجستية والخدمات المالية، فإنه يمكن تعزيزها من خلال التمكين التكنولوجي. ونتطلع كدولة إلى أن نصبح اقتصادا خدميا، وروادا في مجال التكنولوجيا".
وأوضح أن دولة قطر تمكنت خلال العقود الماضية من بناء كيانات وطنية أصبح لها حضور عالمي؛ حيث برزت الخطوط الجوية القطرية كعلامة دولية مرموقة في قطاع الطيران، وتحولت قطر للطاقة إلى لاعب عالمي في مجال إمدادات الغاز، ويواصل بنك قطر الوطني حضوره الممتد إلى جنوب شرق آسيا، وتعمل شركة "أريد" في أكثر من 20 دولة.
رغم صغر مساحة قطر إلا أن بصمتها على الساحة العالمية كانت مؤثرة للغاية
وقال معاليه: "رغم صغر مساحة قطر، إلا أن بصمتها على الساحة العالمية كانت مؤثرة للغاية. واليوم، فإن إضافة بعد التكنولوجيا إلى هذا المشهد سيعزز أداءنا الاقتصادي ويطوره، ويشكل بناء كيانات وطنية في هذا القطاع أولوية بالنسبة لنا.
وهذا ما يسهل علينا تطوير البنية التحتية الرقمية وجعلها بيئة مهيأة للتكنولوجيا، فضلا عن أن شبكة الجيل الخامس في الدولة تعد من بين الأكثر تقدما عالميا. ومن شأن الاستفادة من هذه المقومات إحداث تحولات واسعة في حياة الناس وفي مسار الأعمال وفي مختلف المجالات".
وأضاف: "استثمارات جهاز قطر للاستثمار في شركات التكنولوجيا خارج البلاد تعد واحدة من الأدوات التي ستسهم في بناء بيئة متكاملة داخل الدولة تتيح ازدهار قطاع التكنولوجيا، بما يعزز قدرة الشركات المحلية على النمو والمنافسة عالميا".
ونوه معالي رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية بأن الذكاء الاصطناعي سيصبح خلال العامين المقبلين ضرورة حتمية، وليس مجرد خيار، موضحا أن الدولة بدأت بالفعل اعتماد هذه التقنيات داخل الجهات الحكومية.
وأضاف في هذا الصدد: "وقعنا اتفاقيات مع شركات دولية لتطوير تطبيقات للذكاء الاصطناعي في الخدمات العامة. ونأمل بحلول عام 2029 أن نطور 50 خدمة ضمن الخدمات الحكومية تعتمد على الذكاء الاصطناعي.
كما نعمل على إدخال تحولات جوهرية في القطاعات التي نمتلك فيها كيانات وطنية رائدة، مثل قطاع الطيران، لاستكشاف كيف يمكن للذكاء الاصطناعي إعادة تشكيل هذا القطاع".
من جانبه، أكد السيد ألمار لاتور، الرئيس التنفيذي لشركة "داو جونز"، أن دولة قطر تلعب دوراً محورياً في تطوير مجال الذكاء الاصطناعي على مستوى المنطقة، مبيناً أن هذا أحد أسباب تنظيم مؤتمر وول ستريت جورنال تك لايف في قطر لاستشراف ملامح المستقبل معاً.
تأثير الصحافة
وقال لاتور في افتتاح فعاليات مؤتمر "وول ستريت جورنال تك لايف" قطر 2025، الذي تستضيفه دولة قطر للمرة الأولى في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا : "خلال الأيام المقبلة، سترون مزايا هذا الحدث وتأثير الصحافة التي تقدمها وول ستريت جورنال، وهي أمور تزداد أهميتها في الآونة الأخيرة. كما سترون بكل تأكيد شغف دولة قطر بالاستثمار في صناعة المستقبل".
وأضاف: "نقف اليوم عند نقطة التقاء عالمية صاعدة تجمع بين رأس المال والتكنولوجيا والمواهب سواء في هذه المنطقة أو خارجها. ومن زار هذا البلد يدرك أن قطر أصبحت مركزاً للتعليم والتكنولوجيا والفنون والعمارة والرياضة، ولا يزال أمامها المزيد من الإنجازات في المستقبل".
ويشهد المؤتمر، على مدار أيامه الثلاثة، سلسلة من الجلسات رفيعة المستوى، بمشاركة نخبة من كبار قادة الشركات والمستثمرين على مستوى العالم، من بينهم أسطورة التنس العالمية سيرينا ويليامز، ومايكل روبين المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة "فاناتكس"، وديفيد كرامر الرئيس التنفيذي لوكالة "يونايتد تالنت"، وجيمي سالتر المؤسس ورئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لمجموعة "أوثنتيك براندز"، وأليكسيس أوهانيان المؤسس المشارك لمنصة "ريديت" والمؤسس والشريك العام لشركة "سيفن سيفن سيكس"، وأليكس رودريغيز رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة "إيه رود كورب" والرئيس المشارك لنادي "مينيسوتا تمبروولفز ولينكس".
وتتناول محاور النقاش الرئيسية عدداً من القضايا التي ترسم ملامح مستقبل الصناعة الرقمية، وتشمل مستقبل الرياضة والألعاب والإعلام، ومستقبل الخصوصية والتنظيم وثقة المستهلكين، وتطور المواهب والإعلام والترفيه. كما تتناول الجلسات أحدث الابتكارات في مستقبل التكنولوجيا المالية والعملات المشفرة والرقمية، بالإضافة إلى استعراض التحولات في مستقبل الفضاء والتقنيات الدفاعية.
يشار إلى أن مؤتمر "تك لايف" يقام ضمن شراكة استراتيجية ممتدة بين مكتب الاتصال الحكومي وشركة "داو جونز"، وهو ما يعكس الثقة الدولية في قطر كوجهة محورية لاستضافة كبرى الفعاليات العالمية المتخصصة، ويمنح الشركات والمواهب المحلية فرصة للوصول إلى شبكة عالمية من صنّاع القرار، والمستثمرين، وروّاد التكنولوجيا.
