أثنى سعادة السيد خوسيه مانويل ألباريس وزير خارجية مملكة إسبانيا على الدور الذي تلعبه دولة قطر في الوساطة الدولية وجهودها المحورية في حل النزاعات حول العالم في وقت تتزايد فيه الحاجة إلى حلول دبلوماسية فعالة لاحتواء الحروب التي تهدد الأمن الدولي.
وقال سعادته في جلسة نقاشية عقدت بعنوان "الوساطة في زمن التفكك" ضمن أعمال منتدى الدوحة اليوم السبت، إن الحروب لا تحل الخلافات ولذلك فإن وساطة دولة قطر في الملفات الحساسة باتت نموذجا يحتذى في دعم الحلول السلمية.
وثمن سعادة وزير الخارجية الإسباني تنظيم دولة قطر لمنتدى الدوحة في نستخة الـ23، ووصف المنتدى بالمنصة المهمة التي تناقش مستقبل النظام العالمي وآليات منع النزاعات في شتى بقاع العالم وبأنه فرصة أيضا لتسليط الضوء على مستقبل الأمن في أوروبا.
وأشار إلى أن أوروبا اليوم في ظل الظروف العالمية ومنها الحرب الروسية الأوكرانية مطالبة بتحديد رؤيتها الأمنية بعيدا عن الاعتماد على أي طرف آخر، خاصة وأن هذه اللحظة تعتبر صعبة في تاريخ البشرية.
وحذر من أن بعض الدول تعتبر الحرب مسألة طبيعية في سياستها الخارجية الأمر الذي يمثل خطرا على استقرار القارة الأوروبية وسيادة الدول، مشددا على رفضه المساس بسيادة أي دولة والاعتداء عليها.
وفي معرض حديثه عن الإنفاق الدفاعي ومدى مساهمة بلاده في حلف الناتو، أعرب سعادته عن رفض إسبانيا رفع نسبة الإنفاق الدفاعي إلى 5 بالمائة من الناتج المحلي، حيث يمكنها إنفاق 2.1 بالمائة من الناتج المحلي فقط، مؤكدا أن إسبانيا تفي بكل التزامتها داخل حلف الناتو وتساهم بفاعلية بعدد من جنودها في مهام الحلف وكذلك تؤمن سلامة الأجواء في البلطيق بالطائرات العسكرية وغيرها من أشكال المساهمة والدعم.
وسلط وزير الخارجية الإسباني الضوء على اعتراف بلاده بالدولة الفلسطينية، وقال إن هذه الخطوة أكسبت إسبانيا أوراق قوة إضافية في جهودها الرامية لتحقيق السلام في الشرق الأوسط.
وشدد على أن اعتراف إسبانيا بدولة فلسطين والذي تبعته موجات من الاعترافات الأوروبية والدولية لم يكن خطوة منفردة بل بداية لتحرك أوسع يؤكد على قناعة عالمية بأن حل الدولتين هو المسار الحقيقي الوحيد لتحقيق السلام والاستقرار.
وقال "اعترفنا بفلسطين من أجل العدالة، ومن أجل السلام، ولأننا لا نقبل بأن يبقى الشعب الفلسطيني الشعب الوحيد في العالم المحكوم عليه بأن يكون شعبا من اللاجئين إلى الأبد".
وأضاف أن السلام الدائم يتطلب عدة عناصر أهمها وضع حد لعنف المستوطنين ووقف تمدد المستوطنات غير القانونية، وإعادة إعمار غزة، ووجود سلطة فلسطينية موحدة تفرض سيطرتها في الضفة الغربية وغزة، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية تعيش في حسن جوار وسلام مع إسرائيل.
وأعلن عن زيارة سيقوم بها الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى إسبانيا يوم الأربعاء المقبل، حيث ستكون فرصة للتأكيد على موقف مدريد الداعم لإقامة دولة فلسطينية.
وأكد على أن الدبلوماسية هي المسار الوحيد للسلام العادل والمستدام، وأن على أوروبا أن تلعب دورها الكامل في دعم القانون الدولي، مجددا الثناء على دور قطر كوسيط فاعل في عالم تتسارع فيه الأزمات.
