أكدت السيدة ريم المنصوري وكيل الوزارة المساعد لشؤون الصناعة الرقمية بوزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، أن دولة قطر ماضية بثبات نحو تعزيز جاهزيتها للذكاء الاصطناعي وترسيخ ريادتها المستقبلية في هذا المجال، مستندة إلى رؤية وطنية واضحة واستثمارات استراتيجية طويلة الأمد في البنية التحتية الرقمية.
وقالت المنصوري، في الكلمة الرئيسية، التي جاءت تحت عنوان "جاهزون للمستقبل، والريادة في المستقبل: تحول قطر في مجال الذكاء الاصطناعي"، إن الذكاء الاصطناعي لم يعد تقنية ناشئة بل تحول إلى عامل حاسم في تجديد الاقتصاد وتحويل المؤسسات وتسريع التطور المجتمعي، مشيرة إلى أن تبني هذه التقنيات يشهد تسارعا غير مسبوق على مستوى العالم.
وأضافت أن التطورات المتسارعة خاصة في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي تدفع الحكومات والقطاعات الاقتصادية إلى إعادة تصور طرق العمل والحَوْكمة وتقديم الخدمات، لافتة إلى أن ذلك يحمل فرصا كبيرة تترافق معها مسؤوليات كبيرة.
وأوضحت أن توجه دولة قطر في هذا المجال يرتكز على الاستراتيجية الوطنية للتنمية والأجندة الرقمية 2030، اللتين تحددان رؤية موحدة تقوم على تطوير القدرات البشرية، وتعزيز البحث والابتكار، وتوجيه الذكاء الاصطناعي لدعم تنويع الاقتصاد وتحسين جودة الحياة.
وذكرت أن نجاح قطر في مجال التحول الرقمي هو ثمرة عقود من الاستثمارات في البنية التحتية الرقمية والاتصال والطاقة الموثوقة، إلى جانب الشراكات العالمية، مما جعل الدولة مركزا تنافسيا لأعمال الحوسبة عالية الأداء وابتكارات الجيل الجديد من الذكاء الاصطناعي.
وبينت أن قطر تتبنى نهجا قائما على الأثر في توظيف الذكاء الاصطناعي، مع التركيز على القطاعات القادرة على تحقيق قيمة وطنية وإقليمية، منوهة بأن برنامج الذكاء الاصطناعي الحكومي الذي تقوده الوزارة يعد إطارا موحدا يمكن الجهات الحكومية من تحديد واختبار وتطبيق حلول مبتكرة بالتعاون مع شركاء التكنولوجيا العالميين.
واعتبرت أن رأس المال البشري يمثل المحرك الرئيسي للتحول الرقمي، مشيرة إلى أن جهود الدولة ستسهم في خلق 26 ألف وظيفة في قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بحلول عام 2030، وبناء اقتصاد متين قائم على المعرفة.
وأردفت السيدة ريم المنصوري، في سياق متصل، أن قطر تبني منظومة للذكاء الاصطناعي قائمة على الشفافية والأمن والمسؤولية الأخلاقية، مع الالتزام بحماية الخصوصية وتعزيز الشمول وضمان استفادة جميع فئات المجتمع من هذه التقنيات، منوهة إلى أن الذكاء الاصطناعي يعيد تشكيل العالم بسرعة غير مسبوقة، وداعية الحكومات والقطاع الخاص والمجتمع العلمي إلى التعاون برؤية مشتركة لضمان مستقبل أكثر استدامة وتقدما.
