انطلقت اليوم الإثنين، فعاليات المؤتمر الدولي حول الترجمة وإشكالات المثاقفة، في نسخته الثامنة عبر الإنترنت، والتي ينظمها منتدى العلاقات العربية والدولية على مدى يومين، بمشاركة أكاديميين ومترجمين من مختلف دول العالم.
وافتُتح المؤتمر بكلمة للسيد رياض المسيبلي، الباحث في منتدى العلاقات العربية والدولية، تناول فيها أهمية المؤتمر وأهدافه ومنها أن يكون ملتقى ثقافيًا وفكريًا للمترجمين من مختلف أرجاء العالم، مشيرًا إلى أن جائحة كورونا كوفيدـ19 حالت للعام الثاني على التوالي دون انعقاده حضوريًا بالدوحة.
الترجمة بين العربية والصينية
وناقشت أولى جلسات المؤتمر قضية الترجمة العربية من اللغة الصينية وإليها، وأدارتها الدكتورة يو مي ماي الأستاذة بكلية الدراسات الأجنبية في بكين، وتضمنت مناقشة 5 ورقات بحثية، الأولى قدمها الدكتور لين فونغمين أستاذ الأدب العربي في جامعة بكين ورئيس الجمعية الصينية لدراسات الأدب العربي، وتناولت ترجمة الأدب العربي إلى اللغة الصينية حيث أشار إلى أن أقدم ترجمة للأدب العربي باللغة الصينية كانت عام 1866، وهي لبردة الإمام البوصيري الكواكب الدرية في مدح خير البرية.
كما ناقش تاريخ ترجمة الأدب العربي في الصين عبر أربع مراحل: الأولى من 1866 حتى 1950، والثانية من 1950 حتى 1980، والثالثة من 1980 حتى 2000، ثم المرحلة الأخيرة من 2000 وحتى الآن، حيث قدم اهتمام كل مرحلة من هذه المراحل وصولاً إلى الوضع الحالي والاهتمام الصيني بإنشاء برامج وأقسام لدراسة اللغة العربية، ما نتج عنه زخم في ترجمة الكثير من الإبداع العربي إلى اللغة الصينية من رواية وقصة وشعر ونثر.
وأشار فونغمين إلى أن أبرز الأعمال التي ترجمت إلى الصينية كانت ألف ليلة وليلة وأعمال جبران خليل جبران، ثم أعمال نجيب محفوظ، كما تناول أهم المشكلات التي تواجه ترجمة الأدب العربي إلى الصينية.
كلاسيكيات الثقافة الصينية
وفي ورقته تحدث وانغ يو يونغ أستاذ اللغة العربية وآدابها في جامعة شنغهاي الدولية للدراسات، عن ترجمة أمهات الثقافة الصينية إلى العربية، مضيفًا أن ترجمات العربية عن الصينية لا تتعدى حتى الآن 30 كتابًا من أهم كلاسيكيات الثقافة الصينية سواء بواسطة المترجمين الصينيين أو العرب، مطالبًا ببذل جهود مشتركة لتعريب كلاسيكيات الثقافة الصينية لتحقيق مزيد من التفاهم بين الثقافتين العربية والصينية.
وبدوره، قدم الباحث تشي شوي يي أستاذ اللغة العربية في جامعة شمال غربي الصين لانتشو والذي تتركز اهتماماته حول التراث الإسلامي، وهو مترجم صحيح البخاري وصحيح مسلم، ورقة بعنوان الترجمة الدينية الإسلامية في الصين وتحدث خلالها عن تجربته الشخصية، وعن ترجمة معاني القرآن الكريم التي ظهرت كاملة لأول مرة في التاريخ عام 1927، وكانت نقلاً عن اليابانية ثم في عام 1931 نقلا عن الإنجليزية، ليتولى المسلمون بعد ذلك ترجمة معاني القرآن لتصل حتى الآن إلى 17 ترجمة.
ولفت تشي شوي يي إلى أن بعض الترجمات تنقصها الدقة في التعبير، وأن أفضل نسخة لهذه الترجمات هي ترجمة الراحل محمد مكين وتميزت بأنها أقرب إلى نصوص القرآن وبلغة تجمع بين الإيجاز والسلاسة، إضافة إلى الدقة والأمانة في أداء المعنى، كما تحدث عن تاريخ ترجمة الحديث النبوي إلى اللغة الصينية، متناولاً أهم التحديات التي تواجه المترجمين في ذلك الشأن.