استضافت سفارة دولة قطر في المملكة المتحدة ندوة افتراضية حول "الرياضة من أجل التنمية والسلام" بمناسبة اليوم الدولي للرياضة من أجل التنمية والسلام.
تحدثت الندوة عن تأثير الرياضة على التنمية الدولية والسلام، مع تركيز المتحدثين على الرياضة كعامل تمكين لبناء السلام وجهود التنمية من خلال إشراكها للمجتمعات المهمشة وتمكينها من تحقيق إمكاناتها الكاملة.
وأشاد المشاركون بجهود دولة قطر في هذا المجال، مؤكدين أنه منذ أن مُنحت حقوق استضافة كأس العالم 2022 لها، بذلت جهودا مهمة لاستخدام الرياضة كمحفز للسلام والتنمية.
وفي بداية الندوة أشار البروفيسور سيمون تشادويك، مدير مركز صناعة الرياضة الأوروبية الآسيوية وأستاذ صناعة الرياضة الأوروبية الآسيوية في مدرسة إمليون للأعمال في فرنسا إلى أن قطر تعمل مع شركاء دوليين لتمكين اللاجئين والمهمشين اقتصاديا، وتجري إصلاحات على سوق العمل فيها.
من جانبها، قالت السيدة ريم الحرمي، سكرتير ثان في سفارة دولة قطر لدى المملكة المتحدة، إن "لدى الرياضة القدرة على تقوية المجتمعات والروابط بين الأمم"، كما أكدت على أهمية الرياضة في تعزيز الشعور بالانتماء للمجتمع، وخاصة لدى المتضررين من العنف والنزاع وكذلك على أهميتها في الاستجابة للوباء.
وتطرق السيد ماركو تيكسيرا، منسق البرنامج العالمي لتنفيذ إعلان الدوحة، مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة إلى عمل الأمم المتحدة في استخدامها الرياضة "كوسيلة للوصول إلى الشباب" ولاستهداف الأسباب الجذرية للعنف والجريمة وحماية الشباب من خلال برنامجها "Line up Live Up".
وشرح تيكسيرا نهج "المناطق الخمس" لمكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة لمنع التطرف العنيف، والذي يتضمن الرياضة.
وقال ماسيميليانو مونتاناري، الرئيس التنفيذي للمركز الدولي للأمن الرياضي، إن المناقشة حول الرياضة والسلام والتنمية تركز عادة على الأنشطة المنفذة على الأرض، والتي هي المنتج النهائي لسلسلة طويلة من الأنشطة والمبادرات التي تؤدي لحدوثها في نهاية المطاف، كما رحب بأن المجتمع الدولي، مقارنة بالعقود الماضية، لديه الآن نهج مشترك تجاه الرياضة والسلام، مما يخلق تآزرا بين المجتمعات ويؤدي إلى نتائج أفضل في الرياضة والمشاريع المتعلقة بالتنمية.
وأشاد بصندوق قطر للتنمية (QFFD) ومشروع دارفور الذي تقوده قطر الخيرية كمبادرة ناجحة كانت جزءا من أهداف السياسة الخارجية الأوسع لقطر لتعزيز السلام في المنطقة، وأشاد أيضا بمساهمات قطر الأوسع في رعاية الرياضة والتنمية، مضيفا أنه كلما تواصلت مؤسسته مع المؤسسات القطرية للحصول على عروض شراكة، "لا أحد يقول لا".
وسلط دانييل رايش، أستاذ مشارك زائر، جامعة جورج تاون بالدوحة، الضوء على منجزات برنامج Generation Amazing حول كأس العالم 2022 وأثنى عليه، وذلك بإشراك المجتمعات المهمشة مثل اللاجئين في الدول النامية وإحداث تأثير إيجابي على مجتمعاتهم من خلال رعاية الرياضة والتنمية، وأضاف أن التحدي يكمن في الحفاظ على هذه الأنشطة بعد البطولة وأن قطر ستقوم "بعمل استثنائي" إذا تمكنت من الحفاظ على نهجها المبادر في هذا المجال.
وتطرق إلى التقارير الانتقادية لوسائل الإعلام الدولية حول وضع العمال المهاجرين في قطر، مضيفا أن "بعض هذه التقارير لم يكن عادلا وبعضها لم يكن دقيقا"، وأشار رايش إلى أن قطر عالجت هذه القضايا ووضعت حدا أدنى للأجور وأجرت العديد من التحسينات الأخرى للعمال المهاجرين.
وأوضح السيد علي عبد الله، نائب مدير عام التخطيط بصندوق قطر للتنمية أن الرياضة لديها القدرة على تعزيز الحوار والتفاهم المتبادل والاندماج الاجتماعي والسلام، مشيرا إلى أنها تضفي قيمة كبيرة على عمليات التنمية والسلام.
وأضاف أن الرياضة تتجاوز الحدود وتربط الناس من خلفيات مختلفة، وأشار إلى أنه في عام 2018، وقع صندوق قطر للتنمية اتفاقية مع شركائه الاستراتيجيين لمساعدة النازحين داخليا في دارفور لتوفير بيئة آمنة وداعمة للنازحين داخليا ولإعادة بناء الثقة.
وناقشت السيدة روضة إبراهيم النعيمي، رئيس الشراكات الاستراتيجية في صندوق قطر للتنمية أهمية "تداخل الروابط" بين التنمية والرياضة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة وركزت بشكل ملحوظ على عمل صندوق قطر للتنمية في دارفور.
وسلطت الضوء على المهرجان الرياضي الذي نظمه صندوق قطر للتنمية في دارفور للأطفال، الذين انضم إليهم رياضيون مشاهير، حيث قالت إنه أعطى الأطفال "إحساسا بالتضامن" وكان "فرصة لتوفير بيئة آمنة" تسمح لهم ببناء قدراتهم وتعزيز رفاهيتهم الجسدية والعقلية موضحة بأن الرياضة "مجال فريد" في قدرته على تطوير المهارات الحياتية الأساسية وتنمية العلاقات بين الناس.