عقد منتدى الدوحة بالتعاون مع معهد الشرق الأوسط في جامعة سنغافورة الوطنية، ندوة على شبكة الإنترنت "ويبينار" بعنوان /الوجود في أزمة وجودية: الاستجابة الآسيوية لتغير المناخ/ شاركت فيها عديد الشخصيات من آسيا والولايات المتحدة.
وقالت سعادة السيدة غريس فو، وزيرة الاستدامة والبيئة في سنغافورة، في كلمتها الافتتاحية للندوة التي أدار نقاشها سعادة السيد بلهاري كوسيكان رئيس معهد الشرق الأوسط بجامعة سنغافورة الوطنية، "إن سنغافورة مبصرة تماما لنقاط ضعفها وهي جادة في التعامل مع تغير المناخ.. وفي وقت سابق من هذا العام أقر برلمان سنغافورة الاقتراح الذي يقر بأن تغير المناخ يشكل حالة طوارئ عالمية وتهديدا للبشرية، وأكد من جديد التزامه ببذل جهود أعمق للتخفيف من حدة تغير المناخ والتكيف معه، بالشراكة مع القطاع الخاص والمجتمع المدني وأفراد الشعب".
وأوضحت سعادتها أن "الحلول الابتكارية التي نقدمها قد تكون ذات صلة ببلدان أو مدن أخرى تواجه تحديات مماثلة، بما في ذلك تلك الموجودة في الشرق الأوسط، بيد أن تغير المناخ هو في نهاية المطاف تحد عالمي لا تستطيع بلدان مثل سنغافورة وقطر حله بمفردها"، مركزة في كلمتها أيضا على مجالات الشراكة المحتملة بين سنغافورة ودولة قطر.
وأضافت "بينما تواصل سنغافورة مسيرتها نحو مستقبل أكثر استدامة، فإنها ترحب بفرص الشراكة مع دولة قطر وبلدان أخرى في الشرق الأوسط للتصدي جماعيا لتغير المناخ.. وبالرغم من أن ظروفنا قد تختلف، إلا أننا نواجه العديد من التحديات نفسها، بما في ذلك ارتفاع مستوى سطح البحر، وارتفاع درجات الحرارة، والتهديدات التي تجابه أمننا المائي والغذائي"، لافتة إلى أن سنغافورة تهدف إلى تطوير نفسها كمركز لتجارة الكربون والخدمات، وكمركز رائد للتمويل الأخضر لتسهيل عملية الانتقال في آسيا.
كما أشارت سعادة السيدة غريس فو إلى أنه "بوصف جهاز قطر للاستثمار عضوا مؤسسا لمبادرة صندوق الثروة السيادية لكوكب واحد، التي تقوم بتضمين تغير المناخ في عملية صنع القرار المالي، فإنها ستعزز التمويل الأخضر وهي تستكشف الفرص في آسيا".
وتضمنت الجلسة مداخلات لسعادة السيد راشمات ويتولير المبعوث الرئاسي السابق المعني بتغيير المناخ في إندونيسيا وسعادة السيد فام كوانغ فن السفير السابق في الولايات المتحدة، ونائب وزير الخارجية السابق في فيتنام وسعادة السيد كيوشي آندو كاتب أول وكاتب محرر في صحيفة /نيكي/ اليابانية وسعادة السيد ألبرت تشوا السكرتير الدائم لدى وزارة الاستدامة والبيئة في سنغافورة.
فقد سلط سعادة السيد راشمات ويتولير، في مداخلته، الضوء على أثر تغير المناخ في بلاده، مشيرا إلى أن جاكرتا تعد مثالا لذلك، حيث قال في هذا السياق "تواجه جاكرتا ارتفاعا في مستوى سطح البحر بينما تغرق أيضا في هذه اللحظة، إذ تجلس العاصمة الإندونيسية تحت مستوى سطح البحر، وهي إحدى أسرع المدن في معدلات منسوب الغرق في العالم، إذ تغرق بمعدل واحد إلى خمسة عشر سنتيمترا في السنة".
من جهته، سرد سعادة السيد فام كوانغ فن التحديات التي تواجه فيتنام، قائلا "بالنسبة لفيتنام يشكل الأمن المائي أكثر وأكبر الآثار المحتملة لتغير المناخ، لأن تغير المناخ يمكن أن يتسبب في ارتفاع مستوى سطح البحر، ولكن من شأنه أن يقلل من مستويات المياه في نهر ميكونغ، مما يؤدي إلى انسياب مياه البحر إلى الداخل".
ويعد منتدى الدوحة منبرا عالميا للحوار، يجمع بين القادة في مجال السياسات لبناء شبكات مبتكرة ومحفزة للعمل.