انطلقت اليوم الثلاثاء أعمال الدورة الثالثة للمدرسة الشتوية، التي ينظمها المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، تحت عنوان "الشعبوية: أنماط ونماذج"، وتستمر حتى الـ13 من يناير الجاري عن بُعد.
وتتناول هذه الدورة، التي يعرض فيها 18 باحثًا وباحثة مشاريعهم، موضوع الشعبوية من خلال دراسة أنماط ونماذج مختلفة عبر العالم، وتطرح عدّة أسئلة مركزية، منها: إلى أي مدى تعتبر التعريفات المتداولة للشعبوية كافية لمناقشة نماذجها المختلفة؟ وهل الأدوات المنهجية، بما في ذلك الكمية، كافية لدراسة التوجّهات والميول الشعبوية؟.
دور المدرسة الشتوية
وبدأت فعاليات اليوم الأول بكلمة ترحيبية ألقاها الدكتور محمد المصري، المدير التنفيذي للمركز العربي، أشار فيها إلى مساهمة المدرسة الشتوية في إنتاج معرفة معمقة ونقدية عن موضوعات مختارة في العلوم الاجتماعية والإنسانية، فضلًا عن إتاحة الفرصة للباحثين الشباب وطلبة الدكتوراه للتعرف على مقاربات مختلفة تساهم في تعميق المعرفة عن هذه الموضوعات.
وتحدث عن النجاح الذي حققته الدورة الأولى للمدرسة الشتوية حول موضوع الطائفية، والدورة الثانية حول موضوع الدولة وتحوّلاتها، مشيرًا إلى دور المركز ومساهمته في الإنتاج المعرفي والأكاديمي في المنطقة العربية، أو المنتج المعرفي حول العالم العربي، خاصةً وأن المركز نظم أكثر من مئة وثمانين مؤتمرًا بحثيًا منذ تأسيسه عام 2010، ونشر أكثر من 500 كتاب، ويصدر دوريات علمية محكمة تغطي سائر حقول العلوم الاجتماعية والإنسانية، وخصّ بالذكر دورية "المنتقى" التي تترجم وتنشر دراسات علمية محكمة، مما يُنشر في دوريات المركز ويقدَّم خلال مؤتمراته، من أجل إتاحة المنتج البحثي المعرفي العربي على اختلاف مصادره للباحثين في العلوم الاجتماعية والإنسانية غير الناطقين باللغة العربية.
سبب اختيار "الشعبوية"
بعد ذلك، ألقى الدكتور عبدالكريم أمنكاي، الأستاذ المساعد في برنامج العلوم السياسية والعلاقات الدولية بمعهد الدوحة للدراسات العليا وعضو اللجنة التحضيرية للمدرسة، كلمة أشار فيها إلى سبب اختيار "الشعبوية" موضوعًا للمدرسة الشتوية في دورتها الحالية وذلك انطلاقًا من أهمية المساهمة في اتّجاهات البحث المتنوعة حوله، فبعد عقودٍ من البحث في سياقَي أمريكا الجنوبية وأوروبا، حازت الشعبوية على اهتمام إضافي خلال السنوات القليلة الماضية، لا سيما بعد تصويت بريطانيا على مشروع الانسحاب من الاتحاد الأوروبي، وانتخاب دونالد ترامب رئيسًا للولايات المتحدة الأمريكية عام 2016، فضلًا عن صعود قيادات سياسية في الهند والبرازيل والفلبين.
وأشار إلى أن دراسة الشعبوية في العالم العربي لا تزال تعاني من فجوة معرفية، فلم تُدرس هذه الظاهرة بعمق في المنطقة العربية أو من جانب الباحثين العرب، وتعتبر الدورة الحالية للمدرسة الشتوية خطوة مهمّة لمعالجة هذا الخلل.
ويتضمن برنامج المدرسة محاضرات عامة لباحثين من المركز العربي ومن خارجه، ومتخصصين في موضوع الشعبوية، إضافة إلى محاضرات لعدد من الباحثين البارزين في دراسة الشعبوية عبر العالم.