أطلقت مكتبة جامعة قطر لجنة التأريخ الشفوي لتسجيل الذاكرة الوطنية، عبر تسجيل شهادات لشخصيات بارزة عاصرت أو شاركت في صنع أحداث مهمة في المجتمع، لتمثل إضافة فعالة من المكتبة في مجال إنتاج التاريخ الشفوي في دولة قطر.
وذكرت جامعة قطر في بيان اليوم الأربعاء، أن المشروع بدأ بإجراء مقابلات مع عدد من الأفراد ذوي بصمة مهمة ومؤثرة في مجال التعليم في دولة قطر، كما أجرت مقابلات مع أشخاص عاصروا وشهدوا على الأحداث التاريخية ومجريات الحياة اليومية في الماضي، حيث يُعتبر تسجيل المقابلات وسيلةً للتواصل مع أفراد المجتمع المحلي كما هو وسيلةٌ لتوثيق تجاربهم ونقل معارفهم إلى الأجيال اللاحقة.
وفي هذا الإطار أجرت مكتبة جامعة قطر، لقاءً مع الدكتور عبدالله الكبيسي رئيس جامعة قطر الأسبق، سلط الضوء خلاله على قطاع التعليم والتعليم العالي في دولة قطر، حيث تناول نمط التعليم في دولة قطر والنهضة التعليمية في الدولة في الماضي من خلال مشاركة تجربته بتدرجه الدراسي في مدارس قطر، إضافة الى تجربته في الدراسة الجامعية والابتعاث الخارجي، كما تطرق إلى تاريخ جامعة قطر ونشأتها وانتقالها من مبنى مدينة خليفة الجنوبية الى المبنى الحالي، وغيرها من المواضيع.
مشروع التاريخ الشفوي
وضمن مساعي مكتبة جامعة قطر بالعمل على مشروع التاريخ الشفوي لتوثيق وحفظ وإتاحة الاحداث التاريخية والتقاليد في دولة قطر، أجرى أعضاء لجنة التأريخ الشفوي بالمكتبة مقابلة مع الدكتور مصطفى عقيل أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر لدول الخليج، والذي تحدث عن رحلته التعليمية بدءًا من الدراسة الابتدائية ثم المعهد الديني في المرحلتين الإعدادية والثانوية ثم الالتحاق بجامعة الأزهر ليتخصص في دراسة التاريخ، ثم الحصول على الماجستير من جامعة عين شمس ومن بعدها الدكتوراه من جامعة السوربون، وكذلك الدكتوراه من جامعة عين شمس أيضا، كما تحدث عن رحلته العملية بدءًا بالتدريس في مدرسة روضة راشد ومدرسة عثمان بن عفان، ثم عمل معيدًا بكلية التربية ثم مدرسًا، وألف العديد من الكتب التي تعنى بشؤون منطقة الخليج وقطر، وكان أول دكتور قطري يقوم بالتدريس في جامعة قطر، ليتقاعد عن العمل في عام 2010.
أسماء البوعينين: إقامة مشروع التاريخ الشفوي يأتي في ضوء الحاجة الماسة إلى توثيق الذاكرة الوطنية القطرية
وأوضحت الأستاذة أسماء البوعينين، مديرة مكتبة جامعة قطر، أن إقامة مشروع التاريخ الشفوي يأتي في ضوء الحاجة الماسة إلى توثيق الذاكرة الوطنية القطرية وتسليط الضوء على قطاع التعليم في دولة قطر في حقبات زمنية مختلفة، حيث جاءت فكرة هذا الاهتمام من المكتبة بتوثيق التاريخ الشفوي من منطلق اهتمام دولة قطر بتوثيق التاريخ الشفوي.
وقالت إن الخدمات التي يقدمها التاريخ الشفوي للباحثين والدارسين تأتي كون المشروع يوفر للباحثين المعلومات والمعارف التي هم بحاجة إلى معرفتها وعن مواضيع دقيقة وتفاصيل عميقة لن يمكن لهم الحصول عليها إلاّ عبر الرجوع إلى محتويات الوثائق الشفوية حيث أصبح التأريخ الشفوي مرجعا هاما للباحثين في الآونة الأخيرة.
البحث عن شخصيات مهمة
وأشارت الشيخة مريم آل ثاني، رئيس قسم الخدمة المرجعية والمعلوماتية إلى أن منهجية العمل في مشروع التاريخ الشفوي ركزت على البحث عن شخصيات مهمة والتواصل معها ممن عاصروا الفترات المهمة وشهدوها بالإضافة الى قراءة سيرهم الذاتية واستقصاء المعلومات من مختلف المصادر والمراجع كالمخطوطات والوثائق والكتب أو الصحف والدوريات والأفلام والصور والبرامج الوثائقية ومن خلال اللقاءات التسجيلية، لافتة إلى أنه تم إجراء أول مقابلة في مكتبة جامعة قطر في نوفمبر الماضي.
وأكدت أن هذه المقابلات تكللت بالنجاح وأنها تعتبر إضافة قيمة الى المشروع، مشيرة إلى استمرار المكتبة في التوسع في مشروع التاريخ الشفوي من خلال عقد عدد من المقابلات مع الشخصيات التي شهدت حقبات زمنية مختلفة ومهمة في تاريخ الدولة.