دولار أمريكي 3.64ريال
جنيه إسترليني 4.54ريال
يورو 3.93ريال

جامعة قطر.. دفعة جديدة وإنجازات واعدة

30/05/2021 الساعة 15:16 (بتوقيت الدوحة)
ع
ع
وضع القراءة

 احتفلت جامعة قطر، اليوم، بتخريج الدفعة الـ 43 (دفعة 2020)، من طلبتها، وهي الدفعة التي عايشت إنجازات نوعية للجامعة بالرغم من التحدي الذي فرضته جائحة كورونا /كوفيد-19/، ليتحول هذا التحدي إلى محفز للتطوير والابتكار على الصعيد الإداري والعلمي والبحثي في مرحلة جديدة من الإنجازات الواعدة لنهضة علمية متجددة.

تعليم نوعي ومتميز

ولم تتوان الجامعة، منذ تأسيسها عام 1977، في تقديم تعليم نوعي، متميز، مهما كانت الظروف والتحديات، بل إنها نجحت في استغلال التحديات لتطوير برامجها وخططها البحثية، كما أكد رئيسها سعادة الدكتور حسن الدرهم اليوم خلال حفل تخريج دفعة 2020، وهو يتحدث عن نجاح الجامعة في مواجهة تحدي كورونا.

وقال سعادته: "انطلقنا في جامعة قطر في تعاملنا مع هذه الجائحة بمنهجية التحدي والاستجابة، وهدفنا الحفاظ على المهام والأدوار أساسية للجامعة في التدريس، والبحث العلمي، وخدمة المجتمع، كما أدركت الجامعة مبكرا أن هذه الجائحة تخلق فرصا لتعزيز أدوارها عبر حشد طاقاتها وخبراتها العلمية، وفتح معاملها ومختبراتها مشاركة الدولة في جهودها لمكافحة هذا الوباء".

وأكد أن "الجامعة انتقلت بسلاسة ومرونة وفي زمن قياسي لنظام التدريس عن بعد، والتدريس المدمج. ساعدنا في ذلك وجود خطة مسبقة لتحويل الجامعة لحرم ذكي، مع توافر بنية تحتية تقنية استثمرت فيها الجامعة في الأعوام الأخيرة".

ويعكس هذا النجاح التزام جامعة قطر في أداء رسالتها بأرقى المعايير العالمية، حتى تضمن جودة التعليم المقدم، وتعتمد في ذلك، عدة استراتيجيات، من بينها الاهتمام بما يعرف بالتصنيف الدولي للجامعات، والاعتمادات الأكاديمية الدولية للكليات والبرامج المتعددة، والتي تستقطب حاليا نحو 25 ألف طالب وطالبة بينهم عدد كبير من الطلبة الدوليين.

كليات مختلفة

وتضم الجامعة اليوم عشر كليات، هي الآداب والعلوم، والإدارة والاقتصاد، والتربية، والهندسة، والعلوم الصحية، والقانون، والطب، والصيدلة، والشريعة والدراسات الإسلامية، وطب الأسنان، وتقدم خياراتٍ واسعة من البرامج الأكاديمية، تتمثل في 47 برنامجًا في مرحلة البكالوريوس، و58 برنامج دراسات عليا، تتألف من 20 برنامج دكتوراه، و29 برنامج ماجستير، و9 برنامج دبلوم، وشهادة "دكتور صيدلي" وهي شهادة مهنية في الصيدلة، وتأتي كافَّة هذه البرامج بما يُلبِّي احتياجات المجتمع القطري، علما أن عددا كبيرا منها حاصل على الاعتماد الأكاديمي من مؤسسات عالمية.

وتستعد الجامعة لافتتاح برامج جديدة، حيث وافق مجلس أمناء جامعة قطر مؤخرا على إنشاء برنامج بكالوريوس الآداب في الفنون الجميلة بكلية الآداب والعلوم، وإنشاء تخصصين فرعيين في كلية العلوم الصحية، وهما التخصص الفرعي في الصحة العامة والتخصص الفرعي في سلامة الأغذية، كما وافق المجلس على إنشاء تخصص فرعي في تحليلات الأعمال وتوسيع الطرح في التخصص الفرعي ريادة الأعمال والابتكار في كلية الإدارة والاقتصاد.

ومن البرامج الجديدة التي تستعد لها الجامعة، برنامج الماجستير في تغذية الإنسان، الذي يتوقع افتتاحه في الخريف المقبل، كما يجري العمل حاليا على تحضير مقترح مفصل لبرنامجين فرعيين جديدين هما برنامج فرعي في الصحة العامة وبرنامج فرعي في سلامة الأغذية، إلى جانب طرح /برنامج 4+1/ في الصحة العامة، وهو عبارة عن برنامج يحصل من خلاله الطالب على البكالوريوس والماجستير في خمس سنوات، إضافة إلى مقترح دكتوراه مهنية في المختبرات السريرية.

ووافق مجلس الأمناء في جامعة قطر على دمج البرنامج التعاوني الحالي في العلوم الصحية بثلاث درجات دكتوراه في العلوم الطبية الحيوية والعلوم الصيدلانية والعلوم الطبية في درجة دكتوراه واحدة في العلوم الصحية بمسارين: البحوث الطبية الحيوية والصيدلانية، والبحوث السريرية وصحة المجتمع، وذلك اعتبارا من خريف 2021.

نتاج جهد مشترك

وأطلق برنامج الدراسات العليا بتجمع التخصصات الصحية بجامعة قطر، برنامج ماجستير العلوم في تعليم المهن الصحية، ويعدُّ هذا البرنامج الأول من نوعه في قطر، وهو نتاج جهد مشترك لأعضاء تجمع التخصصات الصحية بجامعة قطر، وهي كلية العلوم الصحية، والصيدلة، والطب وطب الأسنان، بالتعاون مع كلية التربية، وعدد من الشركاء الخارجيين، منهم مركز حمد الدولي للتدريب، وإدارة التعليم الطبي في مؤسسة حمد الطبية.

كما أعلنت كلية الهندسة عن طرح برنامج جديد ضمن برامج الدراسات العليا وهو ماجستير هندسة الغاز وعملياته، ويعدُّ إضافة معنوية للجامعة ودعما لمشاريع الدولة في الصناعة والغاز.

ثقافة البحث العلمي

وعلى الصعيد البحثي، واصلت جامعة قطر خطاها في تطوير ثقافة البحث العلمي، الأمر الذي أكسبها سمعة عالمية انعكست على تصنيف الجامعة على المستوى العالمي، وزاد من حضورها المجتمعي، كما عزز تأثيرها في مختلف القطاعات الخدمية والاقتصادية في الدولة، في ضوء تركيزها على قطاعات ومجالات حيوية تشكل أولويات للدولة في مجالات البحث الأربعة: تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، والطاقة والبيئة، والصحة والعلوم الطبية الحيوية، والعلوم الإنسانية والاجتماعية.

وتسعى جامعة قطر في ضوء ذلك إلى أن تصبح رائدة التنمية الاقتصادية والاجتماعية في دولة قطر، وذلك من خلال التعاون والشراكات مع القطاعات الحكومية والصناعية والأوساط الأكاديمية وقطاع الأعمال والمجتمع المدني داخل دولة قطر وخارجها.

وعززت الجامعة خلال السنوات الماضية مرافقها البحثية في إطار مساعيها لتعزيز البحث العلمي، فأنشأت مجمعا للبحوث يضم 16 مركزًا بحثيًا متميزًا، تعمل على ما يفوق 400 مشروع بحثي تعاوني في أكثر من 130 دولة.

ولا شك أن هذه المرافق بدأت تؤتي ثمارها، فقد أعلن مكتب الابتكار والملكية الفكرية بجامعة قطر أواخر العام الماضي أنه نجح في تسهيل تسجيل 39 براءة اختراع لعدد من منتسبي الجامعة تشمل مجالات واسعة، ويعكف على دراسة 7 منها لتحويلها إلى شركات ناشئة تخدم الاقتصاد الوطني، بينما يصل عدد طلبات تسجيل براءات الاختراع إلى نحو 200 طلب.

ومن المؤكد أن هذه الإنجازات يقف خلفها نخبة من العلماء والباحثين والأكاديميين والخبراء من داخل قطر وخارجها اتجهت سمعتهم نحو العالمية بفضل أبحاثهم الرصينة التي تتسابق عليها أشهر المجلات العلمية وأعرقها في مختلف العلوم والفنون.

إنجازات

ومؤخرا، احتفت الجامعة بأكثر من 50 عالما متميزا من أعضاء هيئة التدريس، ممن بذلوا جهودًا بحثية عالمية متميزة وحققوا إنجازاتٍ تفخر بها جامعة قطر، وهم يُعدون من بين أفضل 2 بالمئة من العُلماء الأكثر استشهادًا بأبحاثهم على مستوى العالم، وذلك حسب القائمة الجديدة التي أصدرتها جامعة ستانفورد بالولايات المتحدة الأمريكية.

وعلى سبيل المثال، تمكنت جامعة قطر بفضل هؤلاء العلماء من المساهمة في جهود مواجهة الدولة لجائحة كوفيد-19، بل واكتساب سمعة عالمية في مجال البحث العلمي المخصص لتتبع الجائحة، وتداعياتها الصحية والاقتصادية والاجتماعية.

وفي هذا السياق يقول رئيس جامعة قطر إن باحثي الجامعة نشروا أكثر من مائتي دراسة علمية حول فهم فيروس كورونا وطرق مكافحته، لعل من أهمها الدراسة التي نشرها باحثو مركز البحوث الحيوية الطبية في مجلة New England Journal of Medicine حول رصد السلالات المتحورة لفيروس كورونا المستجد ومدى فاعلية لقاح (فايزر) في مكافحتها.

وقد أحدثت هذه الدراسة أصداء واسعة في الصحافة العالمية، كما تم الاستشهاد بها في إحدى الجلسات الخاصة في مجلس الشيوخ الأمريكي.

وقد انعكست هذه الإنجازات الأكاديمية والبحثية في تصنيف جامعة قطر عالميا لتحقق قفزات نوعية خلال الأعوام الماضية، بفعل ترابط إنجازاتها النوعية والكمية التي تدخل ضمن عمليات التقييم للجامعات، وكان العام الماضي شاهدا آخر على أهمية الإنجازات التي تحققت على مختلف المستويات.

وفي هذا السياق، أعلن رئيس جامعة قطر أن الجامعة انتقلت من المركز مئتين وستة وسبعين العام الماضي إلى المركز مئتين وخمسة وأربعين هذا العام، وفقا لتصنيف كيو إس العالمي. وحسب تصنيف التايمز للتعليم العالي تقدمت الجامعة تسعين مركزا خلال عام واحد محققة المركز ثلاثمائة وثمانية عشر هذا العام.

كما حققت جامعة قطر قفزة نوعية في تصنيفات مؤسسة تايمز للتعليم العالي (THE) للاقتصاديات الناشئة لعام 2021، واحتلَّت المركز 26 من بين 606 جامعات من 48 دولة من مختلف أنحاء العالم، ضمن دول الاقتصادات الناشئة، لتدخل جامعة قطر لأول مرة قائمة أفضل 30 جامعة عالمية.

ووفقا للتصنيف، فقد تقدَّمت جامعة قطر 12 مركزًا عن العام الماضي، وأظهرت تحسنًا قويًا منذ عام 2017، عندما دخلت التصنيف لأول مرة، حينها، واحتلت المركز 75، كما يظهر التصنيف أنه من بين 55 جامعة عربية، تحتل جامعة قطر المرتبة الثالثة على مستوى العالم العربي، وهو أمرٌ يدل على قوة تميزها في المنطقة. وتأتي الجامعة في المرتبة الثانية ضمن فئة مؤشرات البحث العلمي الذي يقيِّم مسح السمعة ودخل البحث والإنتاجية.

وما تزال جامعة قطر تحتل المرتبة الأولى ضمن فئة مؤشرات التوقعات الدولية، وهو ما يُشير إلى نجاحها في جذب الطلاب وأعضاء هيئة التدريس من جميع أنحاء العالم، وهو مُكونٌ رئيسي لأي جامعة تتطلَّع إلى إحداث تأثيرٍ عالمي.

وتتميز تصنيفات مؤسسة تايمز للتعليم العالي (THE) بتركيزها على الجامعات التي تركز على التعليم، والبحث العلمي، وتبادل المعرفة وسمعتها العالمية.

جميع الحقوق محفوظة لمرسال قطر 2024

atyaf company logo