احتفلت اللجنة الوطنية القطرية للتربية والثقافة والعلوم بالتعاون مع مكتب منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو" الإقليمي بالدوحة والمدارس المنتسبة لليونسكو عن بعد، باليوم الدولي للتعليم، تحت شعار "تغيير المسار، إحداث تحول في التعليم".
ويحتفل العالم في الرابع والعشرين من شهر يناير كل عام باليوم الدولي للتعليم الذي أقرته الأمم المتحدة عام 2018.
حصة الدوسري: الاحتفاء بهذه المناسبة يتم في ظل ظروف استثنائية يواجهها التعليم في جميع أنحاء العالم
وقالت السيدة حصة الدوسري رئيس قسم اليونسكو باللجنة الوطنية إن الاحتفاء بهذه المناسبة يتم للسنة الثانية على التوالي في ظل ظروف استثنائية يواجهها التعليم في جميع أنحاء العالم، وذلك جراء تفشي جائحة كورونا "كوفيد-19" التي تسببت في أكبر انقطاع لنظام التعليم في التاريخ، واضطراب للعملية التعليمية من إغلاق المدارس والجامعات والمؤسسات التعليمية.
ونوهت الدوسري في كلمتها خلال الاحتفال الى أن من أهم التحديات التي أفرزتها الجائحة، صعوبة التدريس المباشر للطلبة، أو ما يعرف بالتعليم النظامي التفاعلي في المدارس والجامعات، وذلك لخطورة التقارب الجسدي بين الطلبة والقائمين على العملية التعليمية، ما يثبت بدوره وبصورة كبيرة أهمية أن تستند الأنظمة التعليمية على إستراتيجيات تقنية مبتكرة، وطرائق تعليم وتعلم فعالة وغير تقليدية.
العديد من الدول ومن ضمنها قطر توجهت الى نظام "التعليم عن بعد" و"التعليم المدمج"
وأوضحت أن العديد من الدول ومن ضمنها قطر توجهت الى نظام "التعليم عن بعد" و"التعليم المدمج"، لافتة الى الخطط والبدائل الفعالة العديدة التي وضعتها وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي لمختلف المستويات والفصول الدراسية، لضمان استمرار الطلبة لتعليمهم وعدم التخلف عن إتمام عامهم الدراسي، وأكدت عدم انقطاع الطلبة عن التعليم بدءا من مرحلة رياض الأطفال إلى المرحلة الثانوية "الحكومي والخاص" وكذا مرحلة التعليم الجامعي.
واستعرضت جهود الوزارة لاستمرار العملية التعليمية في جميع منذ بداية الأزمة، بما في ذلك الطلبة من ذوي الاحتياجات الخاصة، وتنفيذ خطتها للتعليم بهذا الخصوص، بالتناوب ما بين التعليم عن بعد والتعليم وبحضور الطلبة في المدارس، وهو ما يعرف بالتعليم المدمج، والتعليم حضوريا بالمدارس اعتبارًا من يوم غد الأحد، مؤكدة أهمية التعاون التام وتعزيز الجهود البشرية والتقنية كافة من أجل التعليم، للوصول لجيل متميز مسلح بالعلم والمعرفة والتكنولوجيا، قادر على استشراف المستقبل وريادته باقتدار.
د.آنا باوليني: قطر أنشأت عدة منصات لتوسيع نطاق التعلم الإلكتروني خلال مواجهتها لجائحة "كوفيد-19"
من ناحيتها قالت الدكتورة آنا باوليني، مديرة مكتب اليونسكو الإقليمي بالدوحة، إن العالم يقف عند نقطة تحول مفصلية تشهد اتساعًا في حالات عدم المساواة وأضرار كبرى على كوكب الأرض، إلى جانب ارتفاع وتيرة الاستقطاب، فضلا عن الأثر المدمر الذي خلفه الوباء على العالم، ما يضع الجميع أمام خيار "إما الاستمرار في هذا المسار غير المستدام أو تغييره جذريًا".
وأضافت أن دولة قطر، خلال مواجهتها لجائحة "كوفيد-19" أنشأت عدة منصات لتوسيع نطاق التعلم الإلكتروني، بحيث تمكن المعلمون والمعلمات في المدارس الحكومية من التكيف بسرعة بفضل برامج التدرب على التدريس التي قدمت لهم قبل انتشار الوباء، إلى جانب تقديم دعم إضافي لضمان أن لجميع الطلبة طاولات وشبكة إنترنت في المنزل، كما ثمنت الاهتمام الخاص الذي أولته دولة قطر باستمرار تعلم الطلبة ذوي الاحتياجات الخاصة خلال الأزمة.
ونبهت آنا باوليني الى أن الأزمة سلطت الضوء على الدور الحيوي للمدارس والمؤسسات التعليمية والمعلمين الذين لا غنى عنهم، لكنها شددت على أن الحاجة تستدعي أيضا توسيع نطاق المكان والوقت الذي يحدث فيهما التعلم، وقالت إن ذلك يشمل إتاحة فرص للتعلم مدى الحياة عبر شبكات مدن التعلم.
أسماء الكبيسي: احتفال العالم باليوم الدولي للتعليم يؤكد دوره المهم في تحقيق السلام والتنمية
وتحدثت السيدة أسماء الكبيسي، مديرة مدرسة البيان الإعدادية للبنات، إحدى المدارس القطرية المنتسبة لشبكة اليونسكو، وقالت إن احتفال العالم باليوم الدولي للتعليم كل عام، يؤكد أهمية التعليم في التنمية الاجتماعية والاقتصادية وضرورة تحسين جودته ومخرجاته وحماية حقوق كل طالب وطالبة في كافة بقاع الأرض، سيما وأن للتعليم دور مهم في تحقيق السلام والتنمية، والقضاء على الفقر، وتمكين الأشخاص المتعلمين من الحصول على ظروف معيشية أفضل.
عروض وحلقة نقاشية
تضمن الحفل عروضًا للمدارس المنتسبة لليونسكو، بالإضافة إلى حلقة نقاشية بعنوان "مستقبل التعليم: التربية والتعليم في عالم ما بعد "كوفيد-19" تطرقت الى أهمية الالتزام بالعمل على تعزيز التعليم باعتباره صالحًا مشتركًا أو منفعة مشتركة، وتوسيع نطاق تعريف الحق في التعليم، وتعزيز مشاركة الطلاب والشباب والأطفال وحقوقهم، وحماية المحافل الاجتماعية التي توفرها المؤسسات التعليمية.