دولار أمريكي 3.69ريال
جنيه إسترليني 4.64ريال
يورو 3.83ريال

تقوم على الثقة والاحترام المتبادل والمنافع المشتركة

قطر والولايات المتحدة.. نصف قرن من العلاقات الاستراتيجية

30/01/2022 الساعة 17:14 (بتوقيت الدوحة)
ع
ع
وضع القراءة

في إطار العلاقات الاستراتيجية المتنامية والتشاور المتواصل بين الدوحة وواشنطن، بدأ حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، زيارة عمل للولايات المتحدة الأمريكية الصديقة، حيث سيلتقي سموه خلالها مع فخامة الرئيس جو بايدن رئيس الولايات المتحدة الأمريكية في البيت الأبيض لبحث أوجه تطوير التعاون الاستراتيجي القائم بين البلدين في مختلف المجالات، وتبادل الآراء حول قضايا المنطقة وأبرز المستجدات على الساحة الدولية.

محطة جديدة

وتشكل هذه الزيارة محطة جديدة على طريق بناء وتعزيز التعاون الاستراتيجي والتشاور المتواصل بين القيادتين والبلدين الصديقين بما يخدم أهدافهما ومصالحهما المشتركة، ويسهم في تحقيق الاستقرار والأمن الإقليمي والسلام العالمي، في مؤشر واضح على الدور المتميز الذي تنهض به دولة قطر تحت قيادة سمو الأمير على الساحة الدولية.

وتتزامن زيارة سموه للولايات المتحدة مع استعداد البلدين للاحتفال بالذكرى الخمسين لقيام العلاقات الدبلوماسية بينهما عام 1972، علماً بأن الجذور التاريخية للعلاقات غير الرسمية بينهما، تعود إلى ثلاثينيات القرن الماضي مع بدايات ظهور النفط بمنطقة الخليج العربي.

وقد ظلت العلاقات الثنائية منذ ذلك التاريخ ودية ووطيدة وتقوم على الثقة، والاحترام المتبادل والمنافع المشتركة، وفي تطور مستمر خدمة لمصالح البلدين والمنطقة والسلام والاستقرار العالمي والإقليمي.

ولتعزيز هذه العلاقات أصبحت زيارات حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى للولايات المتحدة، دائمة ومتواصلة وتحظى بقدر كبير من الأهمية والترحيب من مختلف الأوساط الأمريكية، كما يتبادل الزيارات كبار المسؤولين والشخصيات من الطرفين بشكل منتظم، لمتابعة آفاق التعاون الثنائي على كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية والتجارية والاستثمارية والصحية والثقافية وغيرها.

قاعدة متينة

وأرست الدولتان قاعدة متينة لعلاقات سياسية إقليمية ودولية متميزة، بالإضافة إلى تفاهمات واتفاقيات وشراكة اقتصادية واستثمارية وأمنية ومجتمعية عميقة، وباتت الدوحة مركزاً لا غنى عنه في الاستراتيجية الأمريكية بالشرق الأوسط وشبه الجزيرة العربية والمحيط الهندي.

ويعتبر التشاور المستمر سمة مميزة لعلاقات البلدين الصديقين، ودائما ما تشيد الأوساط الأمريكية بالمكانة التي تتمتع بها قطر والأدوار المحورية التي تلعبها بالمنطقة لصالح الاستقرار الإقليمي والدولي وتعزيز السلم والأمن الدوليين.

توطيد العلاقات

وقد توطدت العلاقات الثنائية وازدادت قوة وعمقاً خلال العام الماضي، نتيجة جهود الإجلاء التي قامت بها دولة قطر من أفغانستان، فقد عملت عن كثب مع الولايات المتحدة وغيرها من الشركاء الدوليين على مدار الساعة لإجلاء عشرات الآلاف من أفغانستان، بمن في ذلك مواطنون أمريكيون وطالبات وموظفون أفغان وعائلاتهم وصحفيون من جميع أنحاء العالم.

ويعتبر الحوار الاستراتيجي القطري الأمريكي والذي عقدت منه حتى الآن أربع جولات، أقوى المؤشرات على متانة وخصوصية العلاقات بين الجانبين والحرص والرغبة القوية في دعمها وتعزيزها في كافة المجالات.

وقد شكلت الجولة الرابعة التي عقدت بواشنطن خلال نوفمبر الماضي علامة فارقة أخرى في الشراكة التاريخية القوية بين البلدين، وصداقتهما العميقة، كما دللت على أن الطرفين شركاء بالدفاع والأمن والاستثمارات والتعليم والطاقة، ومكافحة الإرهاب.

محاور مختلفة 

وتضمن الحوار جلسات حول بطولة كأس العالم /FIFA قطر 2022/ بالدوحة، وقضايا العمال وحقوق الإنسان والإتجار بالبشر، والتعاون العسكري والأمني، ومسائل التأشيرات والقنصلية، والمناقشات الإقليمية والعالمية، والطاقة وتغير المناخ، والتعاون الثقافي والتعليمي، وشراكة إنفاذ القانون ومكافحة الإرهاب، والتعاون الصحي، والتعاون الاقتصادي والتجاري.

وقد أثبتت الشراكة القوية التي تجمع بين الدوحة وواشنطن، وعملهما المشترك، مدى أهميتها في تحقيق السلام والاستقرار بالمنطقة، حيث أظهرت العديد من الأزمات الإقليمية والدولية ضرورة هذه الشراكة والدور الحيوي لدولة قطر من خلال دبلوماسيتها النشطة وسياساتها الحكيمة الساعية للسلام والازدهار بالمنطقة.

العلاقات الاقتصادية

وتربط دولة قطر بالولايات المتحدة علاقات اقتصادية واسعة النطاق كونها أكبر مستثمر أجنبي في قطر، وواحدة من موردي المعدات الرئيسية لصناعة النفط والغاز القطري، وتلعب الشركات الأمريكية دورا هاما في تطوير قطاع النفط والغاز والبتروكيماويات بالدولة خاصة في السنوات الأخيرة، حيث تربعت دولة قطر (بفضل الله) على عرش صناعة الغاز الطبيعي المسال بالعالم.

ويتجاوز حجم الشراكة الاقتصادية بين البلدين مائتي مليار دولار، وقد استثمرت دولة قطر مئات المليارات من الدولارات في الاقتصاد الأمريكي والتي تترجم بتوفير عشرات الآلاف من الوظائف في جميع أنحاء الولايات المتحدة، وتعمل بالسوق القطرية أكثر من مائة وعشرين شركة مملوكة بالكامل للجانب الأمريكي، إلى جانب ستمائة وأربعين شركة أقيمت بالشراكة بين الجانبين القطري والأمريكي، حيث تعتبر الولايات المتحدة خامس شريك تجاري لدولة قطر.

العام الثقافي 

وقد نظمت خلال العام الماضي فعاليات العام الثقافي /قطر-الولايات المتحدة الأمريكية 2021/ بهدف مد الجسور وتعزيز التبادل الثقافي والفني، بين الدولتين وشعبيهما الصديقين، في تأكيد على التزام الطرفين القوي والمتجدد بتعزيز التفاهم المتبادل والحوار بين الثقافات.

وتستقبل الجامعات الأمريكية المئات من الطلاب القطريين كل عام، وقد افتتحت ست منها فروعا لها بالمدينة التعليمية بالدوحة، ومنها جامعة وايل كورنيل، وجورج تاون، وكارنيجي ميلون، ونورثويسترن.

ومن المؤكد أن زيارة حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى للولايات المتحدة والمباحثات التي ستجرى خلالها ستشكل نقلة جديدة لعلاقات التعاون والتنسيق بين الطرفين، وستصب نتائجها وحصادها في خدمة مصالح الدولتين وشعبيهما الصديقين وفي صالح إقرار الأمن والاستقرار والازدهار والسلام بالمنطقة والعالم. 

 

جميع الحقوق محفوظة لمرسال قطر 2024

atyaf company logo