1949 - 1960
الحاكم الرابع لقطر، جمع بين الحكمة في إدارة أمور البلاد وبين التواضع والحلم وحب الإحسان وفعل الخير، وقد أجمع معاصروه على سمّو صفاته الشخصية وعلى نبل شمائله وأخلاقه. وفي عهده دخلت قطر فعلياً عصر النفط بتصدير أول شحنة منه، ودخلت البلاد مرحلة جديدة من التطور الاقتصادي والاجتماعي.
ولد الشيخ علي بن عبد الله حوالي عام 1896، وأصبح حاكما لقطر يوم 20 أغسطس 1949 بعد تنازل والده له عن الحكم.
وفي 29 ديسمبر 1949 صُدَّرت أول شحنة من بترول الحقول البرية (منطقة دخان) في قطر من محطة مسيعيد.
وخلال تلك الفترة توثقت صلات قطر بعدة دول عربية وأجنبية، وتعززت مكانتها إقليميا ودوليا. وعُيّن أول مسؤول سياسي بريطاني في قطر سنة 1950.
وفي 1 سبتمبر 1952 وقّع الشيخ علي اتفاقية جديدة مع شركة بترول العراق (شركة بترول قطر فيما بعد)، وفي 29 نوفمبر من العام نفسه وقع اتفاقية أخرى مع شركة "شل" لاستكشافات ما وراء البحار المحدودة، لاستخراج البترول من الحقول البحرية، وبمقتضى الاتفاقيتين حصلت قطر على ٥٠% من أرباح تصدير البترول.
اتخذ الشيخ علي خطوات هامة لإنشاء نظام إداري فعّال، يتولى إدارة الاقتصاد البترولي ويشرف على مرحلة جديدة من التطور الاقتصادي والاجتماعي، كما عمل على رعاية الآداب والفنون والتعليم والثقافة، وأبدى اهتماما بالمثقفين والكتاب والشعراء.
وفي عهده تحسنت الظروف الاقتصادية والاجتماعية، وشهدت البلاد تطورا ملموسا في تنظيم الخدمات الصحية، وافتُتح مستشفى الرميلة عام 1957.
وشهد العقد الأخير من حكمه ظهور إنجازات ومعالم مهمة مثل برج السّاعة، وميناء السّفن، ودار الكتب (المكتبة الوطنية) والمطار، وأقيم نظام لتوصيل المياه الصّالحة للشّرب مجانا إلى المنازل.
وفي عام 1953 افتُتح أوّل "سنترال" للهاتف، وفي سنة 1954 تم بناء محطة لتحلية المياه، تلتها محطة لتوليد الكهرباء المجانية لجميع المواطنين.
وقد اشتُهر الشيخ علي بحب العلم وتقريب العلماء ومصاحبتهم والتشجيع على نشر العلوم والمعارف. وكان له الفضل في بناء وترميم العديد من المساجد في قطر وفي البلاد العربية والأوروبية التي اعتاد زيارتها والإقامة فيها.
توفي الشيخ علي بن عبد الله يوم 31 أغسطس 1974 في بيروت ودفن بالريان في قطر.