تعددت نجاحات بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022 منذ انطلاقها في 20 نوفمبر الماضي، وحتى قبل انطلاقها، وهذه المرة يأتي النجاح في كونها أول نسخة من نهائيات المونديال غيّرت "عادات سيئة" ظلت مرتبطة بمباريات كرة القدم، خاصة تلك التي تستهدف النساء، كما غيّرت مجموعة من الأفكار والصور النمطية التي لطالما التصقت بالتظاهرة الرياضية الأكبر في العالم.
ونقل تقرير لصحيفة "التايمز" البريطانية شهادات لمجموعة من المشجعات الإنجليزيات اللواتي رافقن منتخب بلادهن إلى الدوحة من أجل تشجيع "الأسود الثلاثة"، يؤكدن فيها عدم تعرضهن لأي مضايقات، ووصفن ملاعب قطر المونديالية بأنها ملائمة أكثر للنساء لمشاهدة المباريات مقارنة بما يجري في بلادهن.
وتحت شعار "إنها لعبتها أيضاً"، تقود الشابة البريطانية إيلي مولوسون "19 عاماً" حملة واسعة في بلادها من أجل جعل ملاعب الكرة أكثر ترحيباً بالنساء، وذلك بسبب المضايقات التي يتعرضن لها خلال المباريات.
ولفتت مولوسون إلى أنه قبل مجيئها إلى قطر من أجل دعم منتخب بلادها، طلبت من والدها أن يرافقها إلى الدوحة. غير أنها اعترفت في تصريح للصحيفة البريطانية أنها اكتشفت أنها "لم تكن في حاجة إلى إزعاج والدها، لأن ملاعب كأس العالم في قطر مختلفة عما هي عليه في بلادها، فلم تكن هناك هتافات ساخرة أو تمييز على أساس الجنس من أي نوع".
واعتبر التقرير أن ملاعب قطر وفرت أجواء مناسبة للنساء أكثر من تلك الموجودة في إنجلترا، وقالت مولوسون - وهي طالبة من نوتنغهام- "لم أعانِ من أي من المضايقات التي مررت بها في إنجلترا"، مضيفة "أنها بيئة رائعة حين قمت بتجربتها".
من جهته، أوضح والد مولوسون البالغ من العمر 49 عاماً ويعمل مدرساً، أنه جاء إلى قطر بهدف رعاية ابنته، لكنه اعترف بأنه اكتشف أنه لم يكن بحاجة للقيام بذلك بسبب ما وجده فيها.
بدورها، لم تخف المشجعة الإنجليزية جو غلوفر 47 عاماً والتي تحضر نهائيات كأس العالم منذ نسخة جنوب إفريقيا 2010، انبهارها بنسخة متميزة من المونديال على جميع المستويات في قطر، قائلة "الجو العام هنا أقل عصبية، فالجميع يرتدون ألوان منتخبهم، وليست هناك أي متاعب".
وإلى جانب شهادات المشجعات نقل تقرير الصحيفة البريطانية تصريحاً للاعبة الإنجليزية السابقة ليان ساندرسون 34 عاماً، ومقدمة برنامج "توك سبورت"، أشادت من خلاله بالأجواء التنظيمية في مونديال قطر.
وفي السياق نفسه، اعتبر ضابط كبير في الشرطة البريطانية أن عدم وجود أعمال شغب في قطر خلال منافسات المونديال هو دليل على أنه لا ينبغي للحكومة البريطانية تخفيف القيود المفروضة على الكحول في ملاعب كرة القدم، مضيفاً أنه يمكن للمملكة المتحدة أن تتعلم من التجربة في قطر وأن تتخلى عن تلك الأفكار.
وقال رئيس الشرطة مارك روبرتس المسؤول عن شرطة كرة القدم في المملكة المتحدة إن الأجواء في قطر كانت "ودية" على غرار نهائيات كأس أمم أوروبا 2022 للسيدات التي أقيمت الصيف الماضي.
ويبدو أن المشجعات في النسخة العربية للمونديال لا يلاحظن الفرق في المدرجات فحسب، ولكن داخل الملعب أيضاً، حيث أصبحت سانت أوشفاني فرابارت 38 عاماً أول امرأة تحكّم في كأس العالم للرجال في المباراة بين ألمانيا وكوستاريكا.
المصدر: قنا