يحظى منتخب البرازيل بأحد أقوى خطوط الدفاع في كأس العالم قطر 2022 حتى الآن، بالتوازي مع مخزون لا ينضب من المهاجمين في صفوفه، لدرجة أن حارس مرماه أليسون بيكر لم يقم بأي تصدٍ قبل مواجهة كوريا الجنوبية، الإثنين، في الدور ثمن النهائي على ملعب 974.
الإحصاءات تؤكد أنه في المباراتين اللتين انتهتا بفوز البرازيل على صربيا 2-0 ثم على سويسرا 1-0، لم يسدّد المنافسان أي كرة باتجاه عرين أليسون، ما سمح للبرازيل بحسم تأهلها إلى الدور التالي مبكرًا قبل خوض مباراتها في الجولة الثالثة ضد الكاميرون التي خسرتها 0-1، علمًا أنها لعبتها بالتشكيلة الرديفة.
في مواجهة الكاميرون، وخلف دفاع شهد إجراء العديد من التبديلات، شارك الحارس البديل إيدرسون، نجم مانشستر سيتي، وقد أبلى بلاء حسنًا في التصدي لهجمات المنتخب الأفريقي، لكن شباكه مُنيت بهدف في الوقت بدل الضائع، ولم يمنع هذا الهدف، البرازيل من أن تكون أفضل دفاع في المسابقة بالتساوي مع خمسة منتخبات.
التوازن هو المفتاح
لكن النقطة السوداء أن المنتخب البرازيلي هو أحد المنتخبات الأقل تسجيلًا برصيد 3 أهداف فقط، بعيدًا عن الأهداف التسعة التي سجلها كل من منتخبي إسبانيا وإنجلترا في دور المجموعات.
وكان مدرّب البرازيل تيتي قد أدلى بتصريحات في بداية البطولة: "لدينا فريق متوازن للغاية"، وأضاف: "تلقينا القليل من الأهداف في التصفيات ولا أخطّط لملء الملعب بالمدافعين. المفتاح هو إيجاد التوازن".
وبانتظار عودة نجمه نيمار الذي يتعافى من إصابة في أربطة الكاحل تعرّض لها أواخر المباراة ضد صربيا، يملك المنتخب البرازيلي البدائل في الهجوم، مثل فينيسيوس جونيور وريتشارليسون، ورودريغو غوس، ورافينيا دياز.
ورغم وفرة النجوم في الخط الأمامي، سيسعى منتخب "السامبا" للاستمرار في تحصين خط الدفاع كما يعترف كلاوديو تافاريل، حارس المرمى السابق بطل العالم 1994، وهو الفريق الذي كان يملك دفاعًا قويًا عندما توج باللقب، إذ يقول عن ذلك: "فريقنا يدافع بطريقة جيدة جدًا. الأمر لا يتعلق فقط بمدافعينا أو لاعبي الوسط، لأن المهاجمين يساهمون بذلك أيضًا وهذا أمر إيجابي، عندما نمنع الفريق المنافس من خلق الفرص فهذا يؤكد على قوتنا".
ومن المتوقع أن يستعيد أليسون مركزه الأساسي بين الخشبات الثلاث أمام كوريا الجنوبية على استاد 974، الإثنين، بالإضافة إلى ثنائي قلب الدفاع المخضرم ماركينيوس، والقائد تياغو سيلفا، وأمامهما لاعب الوسط الدفاعي الخبير كاسيميرو، وفي حالة فوز السامبا بهذا اللقاء فسيواجه المتأهل من مباراة اليابان وكرواتيا في ربع النهائي.
الحارس يشعر بالملل
وقال تافاريل مبتسمًا: "أعلم أن حارس المرمى يشعر بالملل في بعض الأحيان، ويريد المشاركة، لكن (أليسون) جاهز، رأيته شديد التركيز، منتبهًا جدًا للعبة، إنه شكل آخر من أشكال المشاركة، من خلال التواصل ومرافقة الحركة بنسبة مئة في المئة".
ويدرك بيكر، نجم ليفربول الإنجليزي، الذي اختاره الفيفا كأفضل حارس بالعالم في 2019، أنه سيكون لديه المزيد من العمل مع بداية مرحلة خروج المغلوب حيث يكتسب حراس المرمى أهمية متزايدة؛ لا سيما في حال الوصول إلى ركلات الترجيح.
المصدر: أ ف ب