أشاد نجما الكرة العربية السابقان وسفيرا برنامج إرث قطر، وائل جمعة وعلي الحبسي، بالتنظيم المبهر لبطولة كأس العالم FIFA قطر 2022، التي تتواصل منافساتها حتى 18 ديسمبر الجاري، مؤكدين أن ما يحدث على أرض قطر يدعو للفخر، وإنجاز مشرّف للعالم العربي.
وأشار النجمان السابقان في حوار لموقع اللجنة العليا للمشاريع والإرث: إن استضافة المونديال أتاحت الفرصة لالتقاء المشجعين من جميع أنحاء العالم، وكسر الحواجز بين المنطقة العربية، وبقية بلدان العالم، للتعرّف عن قرب على الثقافة والتقاليد والتراث العريق في قطر والمنطقة.
و قال وائل جمعة، الفائز مع منتخب مصر بثلاثة ألقاب متتالية في كأس أمم إفريقيا: "لقد أكد نجاح قطر في استضافة المونديال قدرة عالمنا العربي على تنظيم أحداث رياضية عالمية المستوى، تفوق ما سبق من نسخ كأس العالم الماضية، كما أتاح لنا إبراز جانب مما تتميز به منطقتنا من قيم أصيلة، لمسها جمهور كرة القدم من كل مكان."
وتشهد قطر منذ 20 نوفمبر الماضي منافسات أول نسخة متقاربة المسافات في التاريخ الحديث لكأس العالم، حيث لا تتجاوز أبعد مسافة بين اثنين من استادات المونديال الثمانية 75 كلم، ما أتاح لجمهور البطولة حضور أكثر من مباراة في يوم واحد، وبفضل هذه الميزة يحصل لاعبو المنتخبات المشاركة على الوقت الكافي لنيل قسط من الراحة والتدريب استعداداً للمباريات، وقد أتيحت أمامهم الفرصة للبقاء في مقر إقامة واحد طوال فترة البطولة، دون الحاجة للسفر جواً داخل قطر، خلال فترة المشاركة في المنافسات.
امتزاج ثقافات
وفي هذا السياق قال علي الحبسي، حارس مرمى عمان السابق: "استمتع المشجعون من أنحاء العالم بميزة لم تتح من قبل في تاريخ البطولة منذ انطلاق نسختها الأولى، وتمثلت في إمكانية حضور مباراتين أو ثلاث في يوم واحد، وقد تابعنا قصصاً لمشجعين حضروا أربع مباريات في يوم واحد خلال دور المجموعات، وقد أسهم ذلك في خلق أجواء استثنائية في أنحاء الدولة المستضيفة لهذه النسخة التاريخية من البطولة.
وقد شهدت قطر امتزاج ثقافات متنوعة مع تقاليد كرة القدم التي تشاركها المشجّعون تحت مظلة اللعبة الأكثر شعبية في العالم." وأضاف: "من المؤكد أن الطبيعة متقاربة المسافات انعكست إيجاباً على أداء اللاعبين على أرضية الميدان، ففي قطر لم تعد المنتخبات بحاجة للانتقال من مقر إقامة إلى آخر طوال منافسات المونديال، كما أن ملاعب التدريب قريبة جداً من مقار الإقامة، ما أتاح الوقت الكافي للاعبين لأداء الحصص التدريبية والاستشفاء بعد كل مباراة، وقد شاهد المليارات من جمهور كرة القدم في أنحاء العالم جودة الأداء في منافسات البطولة، وما شهده المونديال من إثارة وحماس أمتع المشجعين في الاستادات وخارجها."
من جانبه قال وائل جمعة: "لا شك أن إقامة منافسات المونديال لأول مرة في فصل الشتاء، وفي منتصف الموسم الكروي لأهم الدوريات في العالم، قد انعكس على أداء اللاعبين خلال منافسات البطولة. فقد كانت النسخ السابقة من كأس العالم تقام عادة في شهري يونيو ويوليو، أي بعد انتهاء موسم كروي طويل ومرهق للاعبين، لكن هذه المرة اختلف الوضع، واستمتعنا بأداء لاعبين قدِموا مباشرة من المشاركة مع أنديتهم وهم في قمّة أدائهم الكروي، ليتنافسوا مع منتخباتهم للفوز بالكأس الأغلى في عالم كرة القدم."
مشاركة عربية مميزة
وأثنى سفيرا إرث قطر على حضور المنتخبات العربية الأربعة المشاركة في نسخة هذا العام من المونديال، بداية من تسجيل منتخب قطر، ممثل الدولة المستضيفة، أول ظهور له في منافسات كأس العالم، وتمكّن منتخب السعودية من إحراز فوز تاريخي على الأرجنتين بقيادة النجم العالمي ميسي، في استاد لوسيل، في أول مباراة للأخضر السعودي في دور المجموعات، وكذلك فوز تونس على بطل العالم فرنسا، إضافة إلى الإنجاز التاريخي لمنتخب المغرب، الذي نجح في تصدر مجموعته التي ضمت كرواتيا وصيف بطل العالم، ومنتخب بلجيكا صاحب المركز الثالث في مونديال روسيا.
وقال الحبسي، الذي يُعد أول لاعب عربي يفوز بكأس الاتحاد الإنجليزي، وخاض أكثر من مائة مباراة مع منتخب بلاده: "يعكس الحضور القوي للكرة العربية في منافسات البطولة تطوّر مستوى كرة القدم في المنطقة.
وحول مشاركة منتخب قطر في البطولة، أكد جمعة والحبسي أنه رغم انتهاء مشوار الفريق في دور المجموعات، وعدم تمكنه من تحقيق النتائج التي تطلع إليها جمهوره، إلا أن ظهور /الأدعم/ في منافسات كأس العالم لأول مرة في تاريخه محطة مهمة، ومرحلة محورية في تطور كرة القدم في قطر، مؤكدين أن مستقبلاً واعداً ينتظر المنتخبات العربية، خاصة مع الحافز والحماس الذي تتركه استضافة أكبر حدث كروي في العالم على أرض عربية.
المصدر: قنا