لم يحصل وليد الركراكي على الفرصة الكافية لإعداد الفريق بمعسكرات مختلفة أو خوض بطولات ومباريات كافية، لكن المدرب الوطني كان على موعد مع قيادة منتخب المغرب للإنجاز التاريخي في بطولة كأس العالم 2022.
وقاد الركراكي الذي لم يتجاوز الـ47 من عمره، منتخب بلاده إلى دور الثمانية في المونديال للمرة الأولى ليس في تاريخ المنتخب المغربي فحسب وإنما أصبح أول منتخب عربي يبلغ هذا الدور على مدار جميع نسخ المونديال منذ بداية البطولة في 1930.
وأصبح المنتخب المغربي رابع منتخب أفريقي يبلغ دور الثمانية بعد الكاميرون 1990 والسنغال 2002 وغانا 2010 لكن الركراكي أصبح أول مدرب عربي وأفريقي يحقق هذا الإنجاز.
والمثير أن إنجاز الركراكي لا يقتصر على ما حققه في المونديال، وإنما على كيفية تحقيق هذا؛ فقد تولى المدرب المسؤولية قبل وقت قصير من المونديال وفي ظروف صعبة، وكانت المهمة بمثابة مغامرة خاصة وأنه حل بديلا للمدرب البوسني وحيد خليلودزيتش الذي قاد الفريق للتأهل فعليا إلى المونديال.
وأصبح التحدي الذي ينتظر الركراكي في مهمته الأولى على مستوى المنتخبات هو كيفية تحقيق النجاح مع الفريق في المونديال علما بأن القرعة وضعت الفريق في مجموعة عصيبة للغاية تضم معه منتخبي كرواتيا وبلجيكا صاحبي المركزين الثاني والثالث في مونديال 2018 بروسيا كما أن المنتخب البلجيكي هو المصنف الثاني عالميا بعد سنوات من استحواذه على صدارة التصنيف.
كما ضمت المجموعة المنتخب الكندي العائد للمونديال بطموحات كبيرة بعد غياب طويل وبعدما تصدر بجدارة تصفيات اتحاد كونكاكاف (أمريكا الشمالية والوسطى والكاريبي) على حساب المنتخبين الأمريكي والمكسيكي.
وأسند الاتحاد المغربي المهمة للركراكي في نهاية أغسطس الماضي، قبل 11 أسبوعا فقط على ضربة البداية في المونديال لتكون بمثابة مغامرة أكثر منها مهمة.
وفطن الركراكي سريعا إلى ضربة البداية التي يجب أن يستهل بها عمله مع الفريق فأعاد اللاعب حكيم زياش إلى صفوف المنتخب المغربي بعدما كانت الخلافات بين زياش والمدرب السابق خليلودزيتش سببا في توتر الأجواء داخل الفريق خلال الفترة الماضية بل وأثرت على علاقة بعض اللاعبين الآخرين بالفريق وكذلك على دعم الجماهير لمنتخب بلادهم.
ومع عودة زياش، وسيادة الهدوء داخل الفريق على يد الركراكي، أصبحت الروح المعنوية والقتالية في الفريق أهم أسلحته في المونديال.
وبهذه الروح التي بثها الركراكي في الفريق، اجتاز المنتخب المغربي عقبة المجموعة الصعبة في الدور الأول من خلال التعادل مع كرواتيا والفوز على كل من بلجيكا وكندا قبل الفوز بركلات الترجيح على المنتخب الإسباني في الدور الثاني علما بأن المنتخب الإسباني كان أيضا من أبرز المرشحين للمنافسة على اللقب العالمي في هذه النسخة.
وبهذا، يكون الركراكي هو مهندس "لم الشمل" والإنجاز التاريخي للمنتخب المغربي في المونديال الحالي.
وقد تكون الفرصة سانحة أمامه لقيادة الفريق إلى إنجاز أكبر في المونديال من خلال المواجهة مع المنتخب البرتغالي في ربع النهائي بعد غد السبت.
المصدر: مرسال قطر - وام