يوسف النصيري يتجاوز الانتقادات ويتحول إلى بطل قومي في المغرب

2022/12/11
يوسف النصيري
يوسف النصيري

منح اللاعب يوسف النصيري المنتخب المغربي التأهل إلى نصف نهائي كأس العالم FIFA قطر 2022، للمرة الأولى في تاريخ مشاركات المغرب في نهائيات كأس العالم، بعدما أحرز هدف الفوز على منتخب البرتغال في الدور ربع النهائي محققا إنجازا عربيا وإفريقيا هو الأول من نوعه في تاريخ المونديال ليصبح بطلا قوميا في بلاده، بعد أن ارتفعت أصوات كثيرة تنتقده وتطالب بعدم استدعائه للمنتخب بسبب تراجع مستواه.

وكافأ النصيري، بمستواه العالي، مدربه ومواطنه وليد الركراكي على ثقته فيه ومنحه الفرصة بعد فترة من التخبط وتراجع المستوى والابتعاد عن تشكيلة فريقه إشبيلية الذي يحتل المركز الثامن عشر في الدوري الإسباني.

مهاجم هداف وشرس في الوقت عينه، هذا ما وجده الركراكي في النصيري صاحب البنية الجسدية القوية، الذي لا يضعف أمام صلابة المدافعين، وهو ما ظهر بقوة خلال نهائيات كأس العالم FIFA قطر 2022، خاصة بعد هدفه الأهم "يملك النصيري 17 هدفا في 55 مباراة دولية" في مسيرته الكروية بمرمى البرتغال، ليقود بلاده إلى الدور نصف النهائي في إنجاز هو الأبرز في تاريخ الكرة المغربية.

الهداف التاريخي للمغرب في كأس العالم

هدف النصيري في مرمى البرتغال جعله الهداف التاريخي للمغرب في نهائيات كأس العالم برصيد ثلاثة أهداف، متفوقا على كل من عبد الرزاق خيري وصلاح الدين بصير وعبد الجليل هدا "كماتشو" الذين سجل كل منهم هدفين، ثنائية لخيري في مونديال المكسيك 1986، وثنائية لكل من بصير وكماتشو في مونديال فرنسا 1998.

كما بات النصيري أول لاعب مغربي يسجل في نسختين متتاليتين من المونديال، فضلا عن أنه تساوى مع كل من السعودييْن سامي الجابر وسالم الدوسري والتونسي وهبي الخزري في لقب أكثر اللاعبين العرب تسجيلا في تاريخ المونديال.

وسجل مهاجم إشبيلية الإسباني هدفه المونديالي الأول قبل أربع سنوات في روسيا 2018 في مباراة المغرب وإسبانيا التي انتهت بالتعادل "2-2"، فيما جاء هدفه الثاني في النسخة الحالية، عندما سجل الهدف الثاني لبلاده في مرمى كندا في المباراة التي انتهت بفوز المغرب "2- 1" في دور المجموعات.

ويقوم النصيري البالغ من العمر 25 عاما، بمجهود رائع في هجوم المنتخب المغربي، ولا يعرف قيمته سوى الركراكي الذي دافع عنه أمام الانتقادات التي تعرض لها في الفترة الماضية في ظل تراجع مستواه بعد تعافيه من الإصابة، وإخفاقه في استعادة مركزه في التشكيلة الأساسية لفريق إشبيلية.

هدفان فقط هذا الموسم مع إشبيلية

ولم يسجل المهاجم المغربي هذا الموسم في مختلف المسابقات إلا هدفين فقط مع إشبيلية في دوري الأبطال الأوروبي، الأول في مرمى بوروسيا دورتموند الألماني خلال المباراة التي انتهت بخسارة فريقه "1- 4"، والثاني في مرمى كوبنهاغن الدنماركي عندما حقق فريقه الفوز "3- صفر"، فيما أخفق في التسجيل خلال 10 مباريات في الدوري الإسباني ومباراة في الكأس، ورغم ابتعاده عن التهديف خلال الفترة الماضية إلا أن الركراكي دافع عنه وآمن به ضد الأصوات المطالبة باستبعاده من التشكيلة الأساسية ومنح الفرصة للآخرين، وقد رد النصيري الجميل لمدربه وكان على قدر المسؤولية في قيادة هجوم المنتخب المغربي حتى الآن.

ويعتبر الركراكي أن النصيري لاعب من طراز فريد ينفذ ما يطلب منه، وموهبة لا يقدرها الكثيرون، لذلك فهو المهاجم الأساسي للمنتخب في تشكيلة جميع مدربيه السابقين، خاصة أنه لاعب لا غنى عن خدماته في التشكيلة.

وبدأ النصيري مسيرته الكروية في فريق المغرب الفاسي، وهو أبرز ناد من ناحية الألقاب في مدينة فاس المغربية التي ولد فيها اللاعب عام 1997، قبل أن يلتحق عام 2011 بأكاديمية محمد السادس في مدينة "سلا" المغربية التي تعنى بالمواهب الصغيرة، بعدما أعجب المدرب الفرنسي- المغربي ناصر لارغيت، الذي كان يدير آنذاك الأكاديمية، بضرباته الرأسية وتسديداته ولياقته العالية وقوته البدنية.

عرض الاحتراف الأول في الدوريات الأوروبية

وبسبب تميزه بين أقرانه تلقى المهاجم المغربي عرضا من نادي ملقا الإسباني في عام 2015، وقضى معه فترة مميزة وصلت إلى صيف 2018، من ثم تعاقد معه نادي ليجانيس الإسباني ليخوض هذه التجربة الجديدة، وبعدها انتقل لنادي إشبيلية عام 2020 مقابل 25 مليون يورو.

وخلال فترة تواجده في الدوري الإسباني قدم النصيري مستويات عالية متسلحا بالتركيز والعمل الجاد حتى بات أحد أهم اللاعبين المغاربة في أوروبا، الأمر الذي جعله أحد العناصر الأساسية في هجوم المنتخب المغربي خلال السنوات الأخيرة.

المصدر: قنا

الكلمات الدلالية