حضور مشرف لـ"التحكيم العربي" في أغلب نسخ المونديال عبر التاريخ

2022/11/03
الحكم التونسي علي بن ناصر
الحكم التونسي علي بن ناصر

سجل التحكيم العربي حضورًا مشرفًا ولافتًا في أغلب نسخ بطولة كأس العالم لكرة القدم على مدى تاريخها، وأثبت العرب جدارتهم في قيادة العديد من المباريات في المونديال وصولا إلى بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022، التي تنطلق منافساتها يوم 20 نوفمبر الجاري.

وبدأت مشاركة الحكام العرب في كأس العالم لكرة القدم في النسخة الثانية من البطولة والتي أقيمت في إيطاليا 1934، عندما شارك الحكم المصري يوسف محمد، في إدارة مباراة تشيكوسلوفاكيا وسويسرا في الدور ربع النهائي حكم راية، ليكون أول حكم عربي يشارك في إدارة مباريات كأس العالم.

وبعد 32 عامًا من الغياب، وضع الحكام العرب قدما لهم في نهائيات كأس العالم في نسخة إنجلترا 1966، ولم يغيبوا عنها منذ ذلك الوقت، حيث عاد الظهور العربي بمشاركة الحكم المصري علي قنديل في نسخة 1966 في إنجلترا، ليكون أول حكم ساحة عربي، وأدار مباراة كوريا الشمالية وتشيلي يوم 15 يوليو 1966 لحساب المجموعة الرابعة، وهي المباراة التي انتهت بالتعادل بهدف لمثله وظهر قنديل بصورة مميزة.. قبل أن يعود قنديل للمشاركة في نسخة 1970 في المكسيك، عندما أدار مباراة صاحب الأرض منتخب المكسيك مع منتخب السلفادور في المجموعة الأولى، وقد انتهت المباراة حينها بفوز منتخب المكسيك برباعية نظيفة.

واستمر الحضور المصري في مونديال ألمانيا عام 1974 عندما قاد محمود مصطفى كامل مواجهة ألمانيا الغربية وأستراليا، أمام أكثر من 53 ألف متفرج في مدينة هامبورج، وهي المباراة التي حسمها أصحاب الأرض بثلاثية نظيفة لحساب المجموعة الأولى.

وفي مونديال الأرجنتين عام 1978، أصبح السوري فاروق بوظو أول حكم عربي يشارك في النهائيات من القارة الآسيوية، حيث أوكلت إليه مهمة إدارة المواجهة التي جمعت المنتخب الألماني حامل اللقب مع المكسيك في المجموعة الثانية، والتي انتهت بفوز عريض لمنتخب ألمانيا بستة أهداف دون رد.

وبدأت مرحلة النهضة لدى التحكيم العربي في الأعوام الأولى من ثمانينات القرن الماضي، حيث سافر إلى المونديال الإسباني عام 1982، ثلاثة حكام هم البحريني إبراهيم يوسف الضوي والليبي يوسف الغول والجزائري بلعيد لاكارن.

وأدار إبراهيم الضوي مباراة المجر والسلفادور والتي انتهت بفوز المجر بنتيجة كبيرة (10 -1) ضمن المجموعة الثالثة، بينما أدار يوسف الغول المباراة التي تغلب فيها منتخب الاتحاد السوفييتي بثلاثية نظيفة على نيوزيلندا في المجموعة السادسة، وأدار بلعيد لاركان المباراة التي شهدت فوز الأرجنتين على المجر بنتيجة (4 -1) في المجموعة الثالثة.

أول حكم سعودي

أما نسخة مونديال المكسيك 1986 فقد سجلت ظهور أول حكم سعودي في المونديال، وهو فلاج الشنار، إلى جانب السوري جمال الشريف، والتونسي علي بن ناصر.

وأدار الشنار مباراة كوريا الجنوبية وبلغاريا في مرحلة المجموعات، وأدار جمال الشريف لقاء المجر ضد كندا. وأصبح جمال الشريف أول حكم عربي يدير مباراتين في المونديال، وأول حكم عربي يدير مباراة في الأدوار الإقصائية، بإدارته لقاء إنجلترا ضد باراغواي.

وتولى التونسي علي بن ناصر إدارة مباراة بولندا والبرتغال في مرحلة المجموعات، ثم أدار المباراة الشهيرة بين إنجلترا والأرجنتين في ربع النهائي.. وتصدر المشهد في هذه المواجهة، الهدف الذي سجله النجم العالمي ولاعب منتخب الأرجنتين دييغو أرماندو مارادونا في مرمى إنجلترا بيده، في مرمى الحارس الإنجليزي بيتر شيلتون في ربع النهائي في وجود الحكم التونسي علي بن ناصر، الذي تعرض لانتقادات حادة من الإعلام الإنجليزي بعد فوز الأرجنتين بهدفين لهدف.

أما نسخة كأس العالم إيطاليا 1990، فقد شهدت مشاركة 4 حكام عرب، هم التونسي ناجي الجويني، والسوري جمال الشريف، والحكمين المساعدين الجزائري محمد حنصل والبحريني جاسم مندي، وأدار جمال الشريف مباراة أمريكا والنمسا في مرحلة المجموعات التي شهدت فوز أمريكا، كما أدار ناجي الجويني، مباراة البرازيل وكوستاريكا، التي انتهت بفوز منتخب البرازيل.

وفي نسخة أمريكا 1994، ظهر الحكم الإماراتي علي بوجسيم في كأس العالم إلى جانب استمرار جمال الشريف وناجي الجويني. وأدار جمال الشريف، مباراتي رومانيا أمام كولومبيا، وروسيا ضد الكاميرون في مرحلة المجموعات، كما أدار ناجي الجويني مباراة رومانيا وسويسرا، وأيضا لقاء بلغاريا ضد الأرجنتين في مرحلة المجموعات.

وأدار بوجسيم مباراة بلغاريا ضد اليونان في مرحلة المجموعات، كما تولى الشريف إدارة مباراة المكسيك وبلغاريا في ثمن النهائي.. ثم ظهر علي بوجسيم في مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع بين السويد وبلغاريا.

أما نسخة فرنسا 1998 فقد كانت استثنائية للتحكيم العربي في كأس العالم، والتي شهدت مشاركة 4 حكام، هم: المغربي سعيد بلقولة، والمصري جمال الغندور، والسعودي عبدالرحمن الزيد، والإماراتي علي بوجسيم.. وعرفت تلك النسخة، إنجازا تاريخيا بحضور الحكام العرب لأول مرة في إدارة اللقاء النهائي، بعدما تم اختيار بلقولة لإدارة مباراة فرنسا والبرازيل في نهائي المونديال، والتي انتهت بفوز فرنسا بثلاثية نظيفة، كما أدار بلقولة، مباراة أمريكا ضد ألمانيا، ومواجهة الأرجنتين وكرواتيا في مرحلة المجموعات أيضا.. فيما أدار بوجسيم مباراة المغرب واسكتلندا في مرحلة المجموعات، ومباراة فرنسا وباراغواي في ثمن النهائي، ثم لقاء البرازيل وهولندا في دور الأربعة.

وتولى جمال الغندور إدارة لقاء تشيلي والنمسا في مرحلة المجموعات، والبرازيل ضد الدنمارك في دور الثمانية، وأدار عبدالرحمن الزيد، مباراة باراغواي وبلغاريا في مرحلة المجموعات، ومباراة هولندا والمكسيك في نفس الدور.

وفي نسخة كوريا الجنوبية واليابان 2002، ارتفع عدد الحكام العرب إلى 5، حيث أدار الإماراتي علي بوجسيم مباراتين، من ضمنهما المباراة الافتتاحية بين فرنسا والسنغال، فيما أدار كل من المغربي محمد قزاز والتونسي مراد الدعمي مباراة واحدة في دور المجموعات.

أداء كويتي مميز

وشهدت هذه النهائيات مردودا مميزًا للحكم الكويتي سعد كميل الذي أدار 3 مباريات، منها فوز تركيا على كوريا الجنوبية في مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع، في الوقت الذي أدار فيه جمال الغندور مباراتين في دور المجموعات، إضافة إلى لقاء كوريا الجنوبية مع إسبانيا في ربع النهائي.

وفي نسخة ألمانيا 2006، تراجع حضور التحكيم العربي في المونديال بعد مشاركة حكم وحيد هو المصري عصام عبدالفتاح، والذي قاد مباراة وحيدة في دور المجموعات بين أستراليا واليابان لحساب المجموعة السادسة.

وشهد مونديال جنوب إفريقيا 2010، عودة التحكيم السعودي إلى هذا العرس العالمي، حيث كان خليل جلال الممثل الوحيد للتحكيم العربي بجنوب إفريقيا، وقد أوكلت إليه مهمة قيادة قمة فرنسا والمكسيك في المجموعة الأولى، والتي خسرها منتخب فرنسا بهدفين دون رد، إضافة إلى المباراة التي انتصر فيها منتخب تشيلي على سويسرا بهدف نظيف في المجموعة الثامنة.

وفي مونديال البرازيل 2014، تم اختيار الحكمين الجزائري جمال حيمودي والبحريني نواف شكر الله لإدارة مباريات بالبطولة. وأصبح الجزائري جمال حيمودي أكثر حكم عربي يدير مباريات في نسخة واحدة، عندما تم تعيينه لقيادة 4 مباريات في مونديال البرازيل 2014، من بينها مباراة بلجيكا والولايات المتحدة في الدور ثمن النهائي، والتي فازت فيها بلجيكا بهدفين مقابل هدف واحد بعد التمديد، والمباراة التي اكتسحت فيها هولندا البرازيل بثلاثية نظيفة، لتحديد صاحبي المركزين الثالث والرابع.

كما شهدت هذه النسخة مشاركة الحكم البحريني نواف شكر الله الذي أدار مواجهتي إسبانيا وأستراليا في المجموعة الثانية، والبرتغال وغانا في السابعة.

أما في نسخة روسيا 2018، فقد تم اختيار 5 حكام ساحة عرب، وهم السعودي فهد المرداسي، والإماراتي محمد عبدالله، في أول ظهور لهما بالمونديال، فيما حضر المصري جهاد جريشة والبحريني نواف شكر الله في ثاني مشاركة لهما، إضافة للجزائري مهدي شريف.

وستشهد بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022 مشاركة 13 حكمًا عربيًا (3 للساحة و7 مساعدين و3 للفيديو) وحكام الساحة هم: القطري عبدالرحمن الجاسم، والإماراتي محمد عبدالله حسن، والجزائري مصطفى غربال.

أما الحكام المساعدون فهم: القطريان طالب المري، وسعود أحمد، والمصري محمود أبو الرجال، والإماراتيان محمد الحمادي وحسن المهري، والجزائريان مقران قوراري، وعبدالحق إتشيالي.

أما حكام تقنية الفيديو VAR: فهم القطري عبدالله المري، والمغربيان رضوان جيد، وعادل زوراق.

ولأول مرة في تاريخ المونديال، ستشهد بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022 تواجد 6 حكمات سيدات في كأس العالم منهن 3 حكمات ساحة، هن: الفرنسية ستيفاني فرابار، والرواندية ساليما موكاسانغا، واليابانية يوشيمي ياماشيتا، بالإضافة إلى ثلاث حكمات مساعدات، هن: البرازيلية نويزا باك، والمكسيكية كارين دياز ميدينا، والأمريكية كاثرين نيسبيت.

المصدر: الدوحة - قنا

الكلمات الدلالية