شارفت بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022 على الانتهاء، إلا أن حسن تنظيمها ما زال حديث الشارع التونسي، إذ أجمعت الجماهير التونسية على أن مونديال قطر استثنائي بكل المقاييس. كما أجمع النقاد والرياضيون على نجاح دولة قطر في إبهار العالم بحسن التنظيم وكرم الضيافة، والدقة العالية في التسيير، وسهولة التنقل من وإلى الملاعب، وأشاد جميعهم بالأجواء الاحتفالية التي تشهدها الشوارع يومياً، ولم يغب عن الصحف التونسية والمؤسسات الإعلامية أيضاً الحديث بإطناب عن نجاح قطر في تنظيم أهم حديث رياضي عالمي. خصوصاً أن المنتخب التونسي شارك في منافسات هذه البطولة.
قطر استطاعت بفضل ما أنجزته أن تبقى حديث جميع الجماهير ليس التونسية فقط بل العالمية أيضاً
ويشير المحلل الرياضي علاء بن علي لوكالة الأنباء القطرية "قنا" إلى أن "قطر استطاعت بفضل ما أنجزته أن تبقى حديث جميع الجماهير ليس التونسية فقط بل العالمية أيضاً، فإلى اليوم ما زال العديد من الصحف العربية والعالمية يكتب عن نجاح قطر في تنظيم مونديال 2022 بشكل محكم وبنجاح باهر في وقت قياسي في تشييد أكبر وأروع الملاعب وأجملها".
وأضاف: "ما زالت أغلب الجماهير تتابع بشغف كبير المباريات، خصوصاً في الشارع التونسي الذي لا يغيب عن أي مباراة مهما كانت الفرق المتنافسة، ومازالت المقاهي تشهد إقبالاً كبيراً خلال المباريات، خصوصاً أن كأس العالم يُعتبر أكبر حدث رياضي في العالم زادته هذه المرة المنافسات العربية حماساً لدى الجماهير، لا سيما أن المنتخب المغربي ما زال يحقق نجاحات في هذه الدورة ونتمنى له الفوز بالكأس".
ما قامت به قطر إنجاز يشرّف كل العرب فكلّ شيء منظم بإتقان وحرفة كبيرة في التسيير
ويقول سيف الدين بن أحمد أحد المشجعين التونسيين لـ"قنا" إنه: "كان في قطر لمشاهدة مباريات تونس، سبق وسافر إلى عدّة دول نظمت كأس العالم أو كأس إفريقيا، لكنّه لم ير مثل التنظيم الذي شهده في قطر"، مضيفاً "ما قامت به قطر إنجاز يشرّف كل العرب، فقد نجحت فعلاً في وقت وجيز في إنجاز تنظيم باهر ستتحدث عنه الأجيال لسنوات. فكلّ شيء منظم بإتقان وحرفة كبيرة في التسيير، سواء على مستوى الملاعب وجاهزيتها أو على مستوى الإقامة والتنقل إلى الملاعب لمشاهدة المباريات، وحتى الاحتفالات في الشوارع كانت بالفعل راقية ومنظمة ولا تشوبها أي مشاكل أو مشاكسات بين المشجعين وجماهير الفرق المتنافسة".
ويشير سيف الدين إلى أنه عاد إلى تونس ولكنه ما زال يتابع جميع المباريات، متمنياً فوز المنتخب المغربي الذي حقق إنجازاً هو الآخر يشرف كل العرب.
وعلى الرغم من خيبة الأمل الكبيرة التي عاشها الجمهوري التونسي بعد خروج المنتخب من المنافسات، إلا أنه ما زال إلى اليوم يتابع جميع المباريات بالروح نفسها والشغف نفسه، فتجد المقاهي مكتظة قبل موعد المباريات بساعة، الجميع يحجز مكاناً له قبل انطلاق أي مباراة، فلكل منهم فريقه المفضل، بين من يشجع الأرجنتين أو إنجلترا وبين من يشجع البرازيل أو فرنسا، لكن وحده المنتخب المغربي من يوحد صفوف المشجعين في تونس، وكلما انتهت مباراة إلا وبدأت النقاشات والتحليلات حول مردود كل فريق وحظوظه في الترشح.
الشوارع التونسية تشهد احتفالات كبيرة أيضاً إثر كل مباراة يحقق فيها المنتخب المغربي الفوز في مونديال قطر
ولا تزال أغلب المقاهي مزينة بأعلام الفرق التي شاركت في منافسات مونديال قطر 2022. لتستقبل عشاق الكرة يومياً لمشاهدة جميع المباريات، وكما كانت الشوارع التونسية تشهد احتفالات كلما حقق منتخب عربي الفوز، لا تزال اليوم تشهد تلك الشوارع احتفالات كبيرة أيضاً إثر كل مباراة يحقق فيها المنتخب المغربي الفوز، لتجوب السيارات أغلب الشوارع الرئيسية للعاصمة وسط صخب جماهيري كبير يردد شعارات النصر ويتغنى بفريق "أسود الأطلس" الذي هزم أكبر الفرق العالمية.
وتحتفل الجماهير التونسية بكل فوز يحققه المنتخب المغربي، ولولا علم المغرب المرفوع لاعتقد المشاهد في الشوارع التونسية أن الجماهير تحتفل بفوز المنتخب التونسي، فبنفس الفرح والحماس يحتفل التونسيون مع الجالية المغربية في تونس بفوز منتخبهم بعد كل مباراة وترشحه.
ويشير عبدالكريم الشافعي أحد المغرمين بكرة القدم إلى أنه يشاهد جميع المباريات بعد الدوام، وتابع بعضها خلال العمل أيضاً، خصوصاً المباريات التي خاضتها الدول العربية، ويتابع اليوم بحماس كبير المباريات التي تخوضها المغرب.
وأضاف عبدالكريم: "الجماهير التونسية تتابع بشكل كبير جميع المباريات ولكل منا فريقه المفضل بعد المنتخب التونسي طبعاً، ولكن الجميع يتمنى اليوم فوز المنتخب المغربي بالكأس، لأنه يستحق ذلك بعد فوزه على أكبر المنتخبات العالمية، وما زاد هذه الدورة رونقاً هو استضافتها في بلد عربي شرّف كل العالم العربي، ومشاركة منتخبات عربية حققت فيها نجاحات لا تُنسى".
المصدر: قنا