أكد عدد من سفراء برنامج "إرث قطر" أن بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022 تركت بصمات إيجابية في العديد من النواحي، مشددين على أن جماهير كرة القدم تابعت نسخة استثنائية من المونديال، على الصعيد الفني في ظل المفاجآت الكبيرة التي سجلت في دور المجموعات وكذلك في الأدوار الإقصائية التي شهدت وداع منتخبات لها باع طويل في تاريخ المونديال.
وأشاروا، في تصريحات لوكالة الأنباء القطرية "قنا"، اليوم خلال الجلسة الإعلامية التي عقدت بالمركز الإعلامي للدولة المستضيفة في منطقة مشيرب، إلى أن قطر ماضية في الوفاء بكل الوعود مع وصول البطولة إلى مراحلها الحاسمة واقتراب إسدال الستار على الحدث الكروي الذي يقام للمرة الأولى في العالم العربي ومنطقة الشرق الأوسط، يوم الأحد المقبل في المباراة النهائية التي يستضيفها استاد لوسيل.
وفي هذا السياق أكد عادل خميس سفير برنامج إرث قطر، أن كأس العالم FIFA قطر 2022، التي وصلت لمراحلها الأخيرة، كانت مثيرة في تقلباتها ومفاجآتها.. مشيرا إلى أن متعة كرة القدم كانت حاضرة، وخصوصا من ناحية توديع العديد من المنتخبات الكبيرة والنجوم للبطولة بطريقة دراماتيكية لم تكن متوقعة.
وقال القائد السابق للمنتخب القطري، والذي توج معه بأول ألقابه في بطولة كأس الخليج عام 1992: "الإثارة بلغت ذروتها في المراحل النهائية للمونديال بعد نجاح المنتخب الأرجنتيني ببلوغ النهائي على حساب المنتخب الكرواتي ووداع المنتخب البرازيلي، إلى جانب المشوار الناجح للمنتخب المغربي والذي توجه بالوصول إلى الدور نصف النهائي ما أضفى نكهة خاصة على البطولة".
وأشار إلى أن ما حققته قطر خلال استضافة النسخة الـ22 من المونديال كان أمرا رائعا، وقد كانت المساعي كبيرة قبل انطلاق المونديال وخلال رحلة الاستضافة على أن قطر هاجسها الأول تقديم بطولة استثنائية وحرصها الكبير على أن تكون البطولة للتقارب بين الشعوب.
ومن جانبه، شدد إبراهيم خلفان سفير برنامج "إرث قطر" على أن دولة قطر أوفت بكل الوعود التي قدمتها منذ فوزها بشرف الاستضافة.
وقال لاعب منتخب قطر في كأس العالم للشباب 1981: "لا شك أن الإنجاز الاستثنائي الذي يتحقق الآن في قطر أرض المونديال هو نجاح لكل العرب، وفرصة مثالية لبلدان هذه المنطقة، للاحتفال بثقافتنا وتراثنا العريق، وشغفنا بكرة القدم".
ولفت خلفان إلى أن تنظيم قطر للمونديال أوجد الفرصة لتصحيح العديد من المفاهيم حول المنطقة العربية وتسليط الضوء على العديد من النواحي وقد رأينا الإشادات الكبيرة التي حظيت بها هذه النسخة من المونديال في الأوساط الكروية العالمية ومن العديد من رؤساء وفود المنتخبات المشاركة وكذلك الجماهير التي حصلت على تجربة استثنائية بزيارة منطقة الشرق الأوسط التي احتضنت المونديال لأول مرة، وتعرف الجميع على الثقافة العربية والعادات والتقاليد التي تميز المنطقة.
وبدوره، قال تيم كاهيل سفير برنامج "إرث قطر" ولاعب المنتخب الأسترالي السابق، إن المونديال عرف نجاحا كبيرا، سواء من ناحية التنظيم الرائع، أو الحضور الجماهيري الكبير والأرقام القياسية التي تحطمت من قبل نجوم اللعبة.
وأضاف كاهيل في تصريح خاص لوكالة الانباء القطرية "قنا": "بالتأكيد النتائج التي حققها منتخب المغرب كانت رائعة، في ظل تفوقه على منتخبات سبق لها التتويج بكأس العالم خاصة المنتخب الاسباني، وأيضا تمكن من إقصاء منتخب البرتغال وانتصر على كندا وبلجيكا وتعادل مع وصيف النسخة الماضية كرواتيا".
وتابع : "لقد سجل المونديال الحالي العديد من المفاجآت، وربما تستمر، وأعتقد أن وصول المنتخب الأرجنتيني إلى النهائي كان نتيجة طبيعية على اعتبار أن زملاء ميسي فرضوا إيقاعهم بقوة في البطولة بعد خسارتهم الافتتاحية أمام المنتخب السعودي وفرصتهم باتت كبيرة في تحقيق اللقب الثالث في تاريخ الأرجنتين".
واختار كاهيل قائد المنتخب الأرجنتيني ليونيل ميسي أفضل لاعب في البطولة بعد أن نجح في قيادة منتخب بلاده إلى النهائي وتسجيله لأهداف حاسمة مكنته من الاقتراب من نيل أول لقب مونديالي في مشواره.
من جهته، أكد أحمد خليل سفير برنامج "إرث قطر" وحارس المنتخب القطري السابق أن الانتقادات التي وجهت للبطولة وقطر قبل صافرة الانطلاق قد تبددت، وذلك بسبب النجاحات الكبيرة التي سجلت في مواقع المباريات والملاعب وأماكن الإقامة ومرافق التدريب.
وأضاف: "ربما المنتخب القطري لم يظهر بالصورة المأمولة في المونديال، ولكن أنا أؤكد أن المشاركة كانت إيجابية للغاية، حيث لابد من الاستفادة من هذه التجربة في تحفيز جيل جديد من اللاعبين يكون شاهدا على حضور الكرة القطرية في نسخ مونديالية مقبلة".
واعتبر خليل أن الأجواء في مونديال قطر كانت مميزة بشهادة الجماهير والمتابعين عن قرب للفعاليات والمباريات وكذلك لكل التفاصيل وقد حظي الجميع بفرصة التعرف على ثقافة الشعوب العربية وثقافة أهل الخليج وتكوين فكرة واقعية عن العادات والتقاليد والتنوع الحيوي الذي يميز دولة قطر.
وفي نفس السياق، قال مهدي مهديفيكيا سفير برنامج "إرث قطر" ونجم المنتخب الإيراني السابق، أن تنظيم قطر لكأس العالم يعد مفخرة حقيقية للكرة الآسيوية التي بدورها سجلت حضورا بارزا في هذه النسخة وأعطت انطباعات إيجابية من خلال ما قدمته منتخبات السعودية واليابان وكوريا الجنوبية.
وأضاف لاعب هامبورغ وبوخوم الألمانيين السابق: "بالنسبة لمشاركة المنتخب الإيراني أعتقد أنها جيدة بالنظر إلى المجموعة الصعبة التي ضمت منتخبات إنجلترا والولايات المتحدة وويلز، وقد أبلى بلاء حسنا لكن لم يحالفه الحظ في تحقيق النتائج المرجوة".
وأشار لاعب المنتخب الإيراني السابق إلى أن حظوظ المنتخب الأرجنتيني وافرة في تحقيق اللقب، مشيدا في الوقت ذاته بما فعله المنتخب المغربي في المونديال ونجاحه في اقتحام المربع الذهبي لأول مرة في تاريخ الكرة العربية والإفريقية.
وبدوره، أكد الإعلامي القطري محمد سعدون الكواري سفير برنامج "إرث قطر" أن البطولة أظهرت مستويات متقاربة بين المنتخبات في العديد من المباريات، إلى جانب تألق المنتخبات الآسيوية والإفريقية، بعد أن تمكن منتخب اليابان من التفوق على ألمانيا وإسبانيا، وانتصار منتخب السعودية التاريخي على الأرجنتين، وكذلك تونس على فرنسا، وفوز منتخب الكاميرون على البرازيل وقد أضافت هذه المفاجآت متعة كبيرة لدى الجماهير.
وأضاف:" لا شك أن مشاركة المنتخب القطري كانت دون مستوى الطموح، ولكن علينا أن نتحدث بواقعية فرغم الخسائر الثلاث كانت النتائج بفارق ضئيل من الأهداف، وإذا عدنا إلى الوراء وتحديدا إلى العام 2010 فقد كانت الفوارق كبيرة بين المنتخب القطري ومنتخبات بحجم هولندا والسنغال والإكوادور".
وأوضح الكواري: "لقد حققت قطر أهدافها في تنظيم المونديال حيث تعد البطولة مثالية وواحدة من أفضل نسخ كأس العالم، وكانت فرصة مهمة لإبراز الثقافة العربية وثقافة شعوب المنطقة ونقلها لباقي الشعوب التي زارت قطر وشاهدت على أرض الواقع، فضلا عن أن البطولة كانت مميزة سواء في توقيت إقامتها في منتصف الموسم، الى جانب قرب المسافات بين ملاعب البطولة الثمانية".
المصدر: قنا