عادة ما يخطف نجوم مثل ليونيل ميسي وكيليان مبابي ونيمار جونيور الأضواء، لكن ذلك لم يقلل على الإطلاق من أهمية ما قدمه حراس المرمى الذين زاحموا أشهر المهاجمين على النجومية والأضواء في كأس العالم قطر 2022، بأدوارهم الرئيسية في حسم المباريات لمنتخباتهم وتألقهم في التصدي لركلات الترجيح.
وبرزت إحصائية توضح أهميتهم الكبيرة في المونديال حيث جرى التصدي بنجاح لربع ركلات الجزا، أي 5 من أصل 20 محاولة، مقابل 4 من 29 في روسيا 2018، في دلالة على دورهم اللافت في المسابقة.
وكان كل من ياسين بونو (المغرب) ودومينيك ليفاكوفيتش (كرواتيا) وإميليانو "ديبو" مارتينيز (الأرجنتين) وأندريس نوبرت (هولندا) والقائد الفرنسي المخضرم هوغو لوريس عناصر حاسمة في هذه النهائيات.
وقال الحارس الدولي الكولومبي السابق فريد موندراغون، عضو مجموعة الدراسات الفنية في الاتحاد الدولي "فيفا"، إنها "كأس عالم استثنائية لحراس المرمى. كان حماة العرين الأربعة الذين قادوا فرقهم إلى الدور نصف النهائي، حاسمين جميعًا وعازمين من خلال تصدياتهم، لكن أيضًا في مساهمتهم ببناء (الهجمات)".
ياسين بونو يصنع التاريخ مع المغرب
ونال بونو إشادة كبيرة بعدما تألق مع المغرب سواء في دور المجموعات أو الأدوار الإقصائية وكان سببًا في إقصاء إسبانيا بركلات الترجيح، كما أن شباكه استقبلت هدفًا واحدًا فقط حتى دور الثمانية من البطولة، لا سيما أن الهدف الوحيد جاء عن طريق زميله نايف أكرد بالخطأ.
واستقبلت شباك بونو هدفين من فرنسا في الدور نصف النهائي في الوقت الذي فيه فرصة لحارس المغرب لأن يثبت بتألقه قدرة بلاده على نيل الميدالية البرونزية غدًا أمام كرواتيا على ملعب خليفة الدولي.
مارتينيز ولوريس يقودان الأرجنتين وفرنسا للنهائي
وساهم مارتينيز مع الأرجنتين في تفوق بلاده بركلات الترجيح أمام هولندا في الدور ربع النهائي، في حين كانت الدقائق الأخيرة من لقاء أستراليا في ثمن النهائي عصيبة حيث أتيحت أكثر من فرصة للكانغرو لكنه كان لها بالمرصاد.
أما ليفاكوفيتش فأصبح عنصرًا مميزًا مع كرواتيا بعدما تسبب في إقصاء البرازيل بركلات الترجيح، بينما أظهر هوغو لوريس حارس مرمى فرنسا تألقه في مواجهة إنجلترا، وحطم رقم ليليان تورام بخوض 143 مباراة مع منتخب فرنسا كأكثر لاعب دولي، ما يؤكد خبراته الكبيرة وقدرته على مواصلة مساره.
وحرص لويس فان غال المدير الفني لمنتخب هولندا على استبعاد ياسبر سيليسن من حساباته قبل بداية كأس العالم نتيجة تراجع مستواه، وراهن على أندريس نوبرت حارس هيرنيفن وهو ما نجح فيه، من خلال الوصول إلى دور الثمانية لمواجهة الأرجنتين ولكن لم يوفق اللاعب البالغ من العمر 28 عامًا في التصدي لبعض ركلات الترجيح، رغم تألقه في حماية مرماه من الكرات الخطرة خلال مشاركته مع الطواحين في البطولة.
المصدر: أ ف ب