مازالت الإشادات بالاستعدادات الكبيرة التي كشفت عنها دولة قطر لتنظيم بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022، تتواصل، وسط إجماع شبه تام على أن العالم سيكون على موعد مع مونديال استثنائي وفريد من نوعه سيقام للمرة الأولى في دولة عربية وشرق أوسطية.
كما رأى عدد كبير من الإعلاميين والمسؤولين الدوليين أن الحملات المغرضة التي تعرضت لها دولة قطر منذ فوزها بشرف تنظيم المونديال، لم تثنها عن المضي قدما في الإعداد لتنظيم البطولة، وإنجاحها.. مشيرين إلى أن تلك الحملات بنيت في الأصل على أسس خاطئة، وغير مبررة.
قطر تجاوزت كل العراقيل
وفي هذا السياق، نشرت صحيفة "دير تاغيس شبيغل" الألمانية تقريرا تحت عنوان الغرب يتجاهل ثقافة قطر، مستضيفة مونديال 2022، أشارت فيه إلى أن "جهل حقيقة الأوضاع في قطر، وحجم الأخبار الملفقة التي تداولتها وسائل الإعلام حولها، وحملة التشهير بسكان هذا البلد وبحكومته، قد تحولت إلى حملة شعواء، داست الحقائق بأقدامها".
ونقل التقرير عن السيد ديتمار شيفرز، نائب رئيس الاتحاد العالمي لنقابات عمال البناء (BDI)، القول إن القطريين "قد تعهدوا منذ عام 2008 على العمل على تحسين أوضاع العمال الأجانب في قطر"، وإنهم نجحوا في تحقيق تقدم ملموس في هذا المجال.. مضيفا: "رغم وجود بعض النقص، إلا أن معايير ظروف العمل والوقاية الصحية في قطر تشبه المعايير المعمول بها في كل من ألمانيا والولايات المتحدة الأمريكية".
وأضاف التقرير، الذي أعده يورغن هوغريفي عضو اللجنة التنفيذية لغرفة التجارة العربية الألمانية والمراسل السابق لمجلة دير شبيغل في الشرق الأوسط، أن البداية كانت بتقرير لصحيفة غارديان البريطانية، زعمت أن أكثر من 6500 عامل قد توفوا في قطر منذ منحها حق استضافة المونديال، ثم تحدثت وسائل الإعلام الألمانية عن وفاة آلاف العمال في ورش المونديال في قطر، وسرعان ما قفزت المنظمات غير الحكومية المعنية على هذا الموضوع.
وأشار التقرير إلى أنه لا توجد أدلة قاطعة على صحة المعلومات المتداولة عن عدد وفيات ورش المونديال، وهو ما تعترف به منظمة العفو الدولية نفسها.
واختتمت الصحيفة بالقول إن دولة قطر تجاوزت كل العراقيل التي وضعت في طريقها في السابق وفازت بحق استضافة بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022، كما تجاهلت كل حملات التشويه المغرضة التي تعرضت لها، وهي في طريقها الآن لتنظيم نسخة استثنائية من المونديال، بعد أيام قليلة.
من جهة أخرى، رأى روبرت شاطرجي، الكاتب وخبير شؤون الشرق الأوسط في مجلة زينيت الألمانية، أن قطر قد كسبت سمعة وثقة على المستوى الدولي "ولا أحد يمكنه بعد اليوم أن يستخف بمكانة دولة قطر ودورها المهم على الساحة الدولية".
رقم قياسي لبرنامج المتطوعين في كأس العالم
من جهة أخرى، سلط تلفزيون يورو نيوز Euro news في تقرير له، الضوء على الموارد البشرية التي وفرتها دولة قطر، من أجل تنظيم وتغطية الحدث الرياضي العالمي الذي يقام لأول مرة في دولة عربية.
وركز التلفزيون في تقريره على موضوع المتطوعين في المونديال، قائلا إن "الحديث عن الموارد البشرية يقودنا للحديث عن المتطوعين، الذين بلغ عددهم عشرين ألف متطوع سيكونون في قلب الحدث من أجل إنجاح العرس الكروي المرتقب".
وذكر التقرير، الذي ورد ضمن برنامج قطر 635 أن "قطر أطلقت برنامج المتطوعين لكأس العالم في مارس الماضي، بهدف تجنيد عشرين ألف متطوع سيدعمون 45 مجالا وظيفيا، ويؤدون أكثر من ثلاثين دورا مختلفا في الملاعب الثمانية التي ستحتضن مباريات كأس العالم"، مبينا أن برنامج المتطوعين لكأس العالم حقق رقما قياسيا من حيث عدد المتقدمين الذين بلغ عددهم 420 ألف مترشح من 209 جنسيات.
وأشار التقرير إلى أن المتطوعين تلقوا تدريبا في مركز يضم قاعات تدريس ومدربين يقومون بتدريس ما يصل إلى 750 متطوعا يوميا، لافتا إلى أن المرحلة الأخيرة قبل بداية كأس العالم شملت تدريبا خاصا في المواقع التي ستشهد حركة كبيرة مثل الملاعب ومناطق المشجعين والمركز الإعلامي.
وأضاف أنه "قبل أيام قليلة من انطلاق كأس العالم، يأمل بعض سكان قطر المشاركة في الحدث، وذلك من خلال ترك بصمتهم الخاصة، وقد استغل هؤلاء أماكن عملهم الخاصة لأداء دورهم في كأس العالم، مثل صانع الحلويات في جي الذي يعمل على صنع مجسم لملعب لوسيل من الشوكولاتة بوزن 35 كيلوغراما".
رغبة قطر في صناعة التاريخ
ومن ناحيتها، نشرت وكالة مهر الإيرانية تقريرا مصورا، أكدت فيه أن دولة قطر لديها دائما الرغبة في صناعة تاريخ لها، وأن الأجيال القادمة ستعتبر تنظيم كأس العالم FIFA قطر 2022 إنجازا مهما تفاخر به عندما تتحدث عن الماضي.
وأضاف التقرير، الذي حمل عنوان: تعرف على قطر البلد المضيف لكأس العالم 2022، أنه "في بلد يكثر شعبه الحديث عن ذكريات الماضي وعن تطلعاته المستقبلية وتعرض في متاحفه أعمال فنية من بلدان أخرى، هناك دائما رغبة في صناعة التاريخ".. مشيرا إلى أن قطر تسعى دائما "إلى كتابة اسمها بالخط العريض في ربوع العالم"، وها هي الآن تكتبه من خلال احتضانها لأهم حدث لكرة القدم في العالم، وهو دليل واضح على الطموحات التي لا تنتهي لدولة قطر.
وبدوره، قال محمد طاهر محمود أشرفي الممثل الخاص لرئيس وزراء باكستان في الشرق الأوسط ورئيس مجلس علماء باكستان، إن "الانتقادات الموجهة إلى قطر على خلفية استضافتها لكأس العالم لكرة القدم، غير مبررة".
وأضاف، في حديث لوكالة الأنباء الباكستانية، أنه "من دواعي الفخر للعالمين العربي والإسلامي أن تكون الدولة المضيفة لكأس العالم دولة إسلامية".. مشيرا إلى استعداد باكستان لتقديم كل أنواع الدعم لدولة قطر.
المصدر: قنا