العنابي يتسلح "بروح الإصرار" لكتابة التاريخ في كأس العالم

2022/11/12
منتخب قطر
منتخب قطر

بعزيمة وروح أبنائه وإصرارهم على كتابة التاريخ، يدشن المنتخب القطري مشواره المونديالي الأول، بمواجهة منتخبات قوية في بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022، على رأسها منتخب هولندا صاحب التاريخ الكبير، والإكوادور القوة الناشئة في قارة أمريكا الجنوبية، والسنغال بطلة القارة الإفريقية.

ورغم عدم تأهل قطر لأي نسخة من بطولات كأس العالم في تاريخها، فإنها تبقى بطلة آسيا، والمنتخب المتميز في القارة الصفراء الذي يسير على استراتيجية ناجحة وتخطيط سليم أمام مرأى من العالم، الأمر الذي ينم عن احترافية في تطوير كرة القدم ساهمت فيها أكاديمية التفوق الرياضي "أسباير".

10 سنوات من العمل تمنح العنابي ميزة خاصة في المونديال

طموح التأهل للدور الثاني دائماً يصاحب الدول المستضيفة لكأس العالم، خاصة إن كانت من خارج القوى الكروية الكبرى، وفي حالة قطر فإن منتخبها يملك عاملاً لا يملكه منتخب آخر في مجموعته، وهو النشأة الصحيحة على علوم كرة القدم، فضلاً عن أن غالبية عناصره تعمل في انسجام تام مع بعضها البعض منذ 10 سنوات، هذا الانسجام التام بين اللاعبين جعل منهم منتخباً صلباً تحدى الصعاب في سن الشباب ليتوج بكأس آسيا عام 2015 في ميانمار، ومن ثم التأهل إلى كأس العالم للشباب في نيوزيلندا.

وتأكيداً لامتداد العمل المؤسسي والتكوين الرياضي على المنهج الصحيح، واصل هذا المنتخب القطري بغالبية عناصره، ليأخذ فرصة الترقي في المستوى، حيث نافس على التأهل لأولمبياد ريودي جانيرو بالبرازيل 2016، غير أنه خسر فرصته أمام نظيره العراقي.

ولم يتوقف الطموح العنابي عند المنتخب الشاب الذي تنتهي مسيرته بانتهاء بطولاته السنية على نحو ما يحدث في العديد من الدول، حيث منح الثقة للمشاركة في البطولة الآسيوية تحت 23 سنة، وأحرز المركز الثالث في إنجاز يؤكد صحة مساره.

وبذات الرؤية الفنية التي تقف عليها عقول قطرية متفردة في التخطيط والإعداد، تم تصعيد المدرب الإسباني فليكيس سانشيز الذي أشرف على اللاعبين في سن الناشئين والشباب، لينتقل معهم ويتولى قيادة المنتخب الأول، الأمر الذي أسفر عن تطور أداء اللاعبين في العديد من الاستحقاقات الإقليمية والدولية، حتى كان النجاح في حصد لقب بطولة كأس آسيا 2019، وسط أداء مميز وطموح غير محدود وإرادة صلبة في تحقيق الانتصارات.

منتخب قطر قادر على تحقيق مفاجأة في مونديال 2022

ويملك المنتخب القطري "العنابي" القدرة على تحقيق المفاجآت في كأس العالم، مثلما صنعها في نهائيات كأس آسيا 2019، وانطلق بها في نفس العام للمشاركة في بطولة كوبا أمريكا التي تعتبر معقل أبطال كأس العالم، فخاض التجربة وأذهل العالم بمستويات وقدرات مميزة.

وبينما يتحدث العالم بإعجاب عن منتخب قطري مشرف لكل العرب، جاءت مشاركة المنتخب القطري في التصفيات الأوروبية المؤهلة لكأس العالم FIFA قطر 2022 مع منتخبات أوروبية قوية، هي: البرتغال، وإيرلندا، وصربيا، ولوكسمبورغ، وأذربيجان، ليخرج من هذه التجربة بمكاسب فنية كبيرة.

وأعاد المنتخب القطري تميزه في أن يكون أول منتخب عربي يشارك في بطولة الكأس الذهبية التي ينظمها اتحاد دول أمريكا الشمالية والوسطى والكاريبي المعروف بالكونكاكاف.

وصال لاعبو قطر وجالوا في البطولة مقدمين أروع المستويات والأهداف وكادوا يعانقون الكأس الذهبية لكنهم خرجوا برأس مرفوعة من الدور نصف النهائي، وكانوا أبطالاً في نظر كل من يعرف كرة القدم ويحترم الطموح والإرادة.

منتخب صنع برؤية قطرية وأياد إسبانية

وتعول قطر في تجربتها المونديالية الأولى، كثيرا على عناصرها الواعدة التي تشربت الإبداع من أكاديمية أسباير وملاعب قطر المميزة، فضلا عن أنديتها التي تزخر بثقافة الاعتزاز بالهوية الوطنية.

وتضم تشكيلة العنابي الذي صنع برؤية قطرية وأياد إسبانية، مجموعة لاعبين تأسسوا صغارا ونضج عودهم فصاروا كبارا يحسنون الإبداع في أرض الملعب منذ سنوات وهم: أكرم عفيف، والمعز علي، وعاصم ماديبو، وعبدالكريم حسن، ويوسف حسن، وبسام الراوي، وعبدالعزيز حاتم، وحسن الهيدوس، وبيدرو ميغيل، وهمام الأمين ومصعب خضر ومشعل برشم والحارس سعد الشيب وصمام الأمان بوعلام خوخي وكريم بوضياف وإسماعيل محمد، فضلا عن عدد من العناصر الواعدة التي تحمل الكثير وتنتظر فرصة الظهور في المونديال.

وتقف قطر على إرث من البطولات والإنجازات على المستويين القاري والإقليمي، وتبحث بمنتخبها الطموح بعناصره الشابة عن أفضل المستويات أمام أعين العالم على أرضها وبين جماهيرها.

ويجسد المنتخب القطري رؤية المسؤولين عن الرياضة في البلاد، فحينما أعلن عن فوز قطر بتنظيم كأس العالم 2022، كان التركيز على حسن التنظيم وإبهار العالم بالقدرات الوطنية وتكوين منتخب يتواءم مع النهضة الرياضية التي سيعرفها العالم عن قرب في المونديال الذي ينتظره العالم.

ورصيد قطر من الإنجازات والبطولات لم يتجاوز القارة الآسيوية، لكنه رصيد كبير وغني بالعطاء والأداء البطولي من خلال الفوز بكأس الخليج، وبطولة غرب آسيا، وبطولة أمم آسيا، وتبقى الإرادة القطرية حاضرة في المونديال.

مجموعة منتخب قطر في كأس العالم

ووضعت قرعة كأس العالم FIFA قطر 2022 المنتخب القطري في المجموعة الأولى برفقة منتخبات: هولندا أحد أقوى منتخبات الفئة الثانية والتي خسرت نهائي المونديال ثلاث مرات، والسنغال بطلة إفريقيا أقوى منتخبات الفئة الثالثة، والإكوادور أقوى منتخبات الفئة الرابعة والساعية لتحقيق الإنجاز.

ويمتلك العنابي فرصة التأهل للدور الثاني، ومن ثم الذهاب بعيدا في البطولة، نظرا لعدم التباعد في المستوى بين فرق المجموعة إلى حد ما، وسيكون الطموح والعمل والأداء على الأرض بمثابة العامل الفاصل في تحديد هوية المتأهلين عن المجموعة إلى الدور ثمن النهائي.

ويبدو مسار المباريات جيدا للمنتخب القطري لكونه سيتجنب لقاء هولندا أقوى منتخبات المجموعة أولا، الأمر الذي يعطيه الفرصة من أجل تحسين وضعه في المجموعة قبل هذه المواجهة، إلا أنه في الوقت نفسه لن تكون مواجهتا الإكوادور والسنغال في الجولتين الأولى والثانية بالأمر السهل.

وسيكون التحدي الأول لـالأدعم أمام الإكوادور في المباراة الافتتاحية لكأس العالم يوم 20 نوفمبر الجاري على استاد البيت، في مواجهة صعبة يبحث خلالها كلا الفريقين عن النقاط الثلاث للهروب من الدخول في دوامة الخروج مبكرا.

وسواء نجحت قطر في حصد النقاط الثلاث كاملة أو فقدتها أمام الإكوادور، فأمامها فرصة أخرى أمام المنتخبين: السنغالي في الجولة الثانية يوم 25 من نفس الشهر على استاد الثمامة، والهولندي يوم 29 على استاد البيت، ولكن وقتها المهمة ستزداد صعوبة.

أبرز نجوم منتخب قطر في المونديال

وسيعتمد الأدعم خلال مشاركته الأولى في المونديال على الروح المعنوية المرتفعة لمعظم اللاعبين، والمستوى الطيب الذي قدمه معظم أعضاء الفريق خلال الموسم الحالي خاصة أكرم عفيف لاعب السد وأفضل لاعب آسيوي عام 2019، والمعز علي لاعب الدحيل، وحسن الهيدوس، حيث تعقد الجماهير آمالا عريضة على خبرة هؤلاء اللاعبين في تقديم مستوى جيد والوصول لأدوار متقدمة.

ويعد أكرم عفيف صانع ألعاب فريق السد وصاحب الأداء الثابت والوافر طوال الفترة الماضية من أبرز نجوم المنتخب القطري، وقد انضم للمنتخب الأول بعد تألقه في قيادة منتخب الشباب لكأس آسيا للمرة الأولى عام 2014، ولكن مستواه تطور تحت قيادة فيليكس سانشيز في المنتخب الأول، بعد تقديمه عروضا مبهرة ليساهم مع بقية زملائه في حصد لقب أمم آسيا للمرة الأولى عام 2019.

ويبرز المعز علي ضمن صفوف منتخب قطر هدافا من طراز رفيع، إذ يملك القدرة على التسجيل من أقل الفرص، وساهم بأهدافه التسعة في فوز قطر باللقب الآسيوي وتوج هدافا للبطولة، كما حصد لقب هداف بطولة الكأس الذهبية برصيد 4 أهداف، وهي البطولة التي شاركت فيها قطر وخرجت من الدور نصف النهائي.

وسيكون سعد الشيب الحارس الأمين لـالأدعم في كأس العالم FIFA قطر 2022، بعدما ظهر في مناسبات كثيرة بمستويات عالية، أبرزها بطولة أمم آسيا التي حصد لقب أفضل حارس خلالها، حيث لم يدخل مرماه إلا هدف واحد.

وبعيدا عن الثلاثي توجد مجموعة مميزة في جميع الخطوط، ففي الخط الخلفي يوجد عبدالكريم حسن وخوخي بوعلام وبسام الراوي وبيدرو ميغيل، أما في خط الوسط فيتمركز الثنائي الرائع عبدالعزيز حاتم وكريم بوضياف، ومن أمامهما حسن الهيدوس وإسماعيل محمد، إلى جانب محمد مونتاري.

واختار الاتحاد القطري فندق العزيزية بوتيك مقرا لإقامة المنتخب خلال فترة كأس العالم، على أن يخوض تدريباته على الملعب رقم 3 في ملاعب أسباير زون.

أبرز إنجازات المنتخب القطري

وتملك قطر العديد من الألقاب، منها الفوز بكأس الخليج ثلاث مرات أعوام 1992، و2004، و2014، وبطولة غرب آسيا عام 2014، ودورة الألعاب الآسيوية عام 2006، وبطولة الأمم الآسيوية للرجال 2019 ، وبطولة آسيا للشباب 2015.

أما على الصعيد العالمي، فقد كان الإنجاز الأبرز للكرة القطرية هو تحقيق المركز الثاني في بطولة العالم للشباب بأستراليا عام 1981، عقب خسارتها أمام ألمانيا الغربية في المباراة النهائية.

وقدمت كرة القدم القطرية مجموعة مميزة من اللاعبين طوال تاريخها، أبرزهم منصور مفتاح، وإبراهيم خلفان، ومبارك مصطفى، وعادل خميس، وخالد سلمان، وعادل مال الله، وعبيد جمعة، وماجد الصايغ، وبدر بلال، ومحمود صوفي، وعادل الملا، وجفال راشد، وأحمد خليل، ويونس علي، وحسين الرميحي، وخلفان إبراهيم.

 

المصدر: قنا

الكلمات الدلالية