تضرب الأهداف العكسية التي يسجلها اللاعبون خطأ في مرمى منتخبات بلادهم، بجذورها في تاريخ بطولات كأس العالم لكرة القدم منذ النسخة الأولى، كظاهرة سلبية ترافق المسجل بتقليد تدوين اسمه على الهدف في السجلات الرسمية، رغم أنه يندرج تحت بند ما يعرف مجازا بـ "النيران الصديقة".
وظلت الأهداف العكسية جزءا مقبولا من اللعبة، قبل أن تأخذ منحى مغايرا بعدما أضحت ومنذ مونديال 1994 مدعاة لذكرى مؤلمة ستبقى عالقة في الأذهان عندما دفع الكولومبي أندريس اسكوبار حياته ثمنا لهدف عكسي سجله في مرمى منتخب بلاده أمام الولايات المتحدة الأمريكية صاحبة الأرض آنذاك.
ولقي اسكوبار حتفه على يد مشجع عقب العودة إلى العاصمة الكولومبية بوغوتا، نظرا لأن الهدف الذي سجله في مرمى بلاده كان سببا في خروج المنتخب من الدور الأول رغم الترشيحات التي أطلقها أسطورة كرة القدم البرازيلية بيليه متكهنا بفوز كولومبيا باللقب، عطفا على مستويات مذهلة قدمها في تصفيات كأس العالم، متفوقا على عملاقي أمريكا الجنوبية الأرجنتين والبرازيل.
تلك الحادثة تسببت في توجه قضى بإشباع الأهداف العكسية تحليلا من أجل درء شبهات تواطؤ تطلق جزافا، إلى جانب العودة إلى تاريخ تلك الأهداف في مختلف البطولات وأهمها كأس العالم كسرد يقف عند أهم الأهداف والتحولات التي أحدثتها على مستوى المسارات التنافسية وتأثيرها على النتائج من خلال محصلة رقمية تخص تلك الظاهرة.
52 هدفًا عكسيًا في تاريخ كأس العالم
ورغم الشهرة التي اكتسبتها الأهداف العكسية في نهائيات كأس العالم، لكنها رقميا لا توازي حجم الهالة التي رافقتها، على اعتبار أن نسبتها تعد ضئيلة جدا من أصل الأهداف المسجلة في 21 نسخة مضت من المونديال، والتي لا تتعدى 0.02 بالمئة، حيث إن مجمل الأهداف المسجلة بالخطأ 52 هدفا من أصل 2548 هدفا سجلت خلال بطولات كأس العالم منذ النسخة الأولى عام 1930، علما بأن الأهداف الـ52 سجلت خلال 51 مباراة.
تتوزع الأهداف العكسية ما بين الأدوار المختلفة، حيث تم تسجيل 41 هدفا في الأدوار المتقدمة من الدور الثاني حتى المباراة النهائية، في حين شهدت الأدوار الأولى (المجموعات) تسجيل 11 هدفا عكسيا فقط.
أول هدف عكسي في تاريخ كأس العالم
ويسجل التاريخ أن أول هدف عكسي في كأس العالم، كان في النسخة الأولى عام 1930 في الأوروغواي وتحديدا يوم 16 يونيو في مباراة أقيمت لحساب دور المجموعات بين تشيلي والمكسيك، وحمل الهدف اسم اللاعب المكسيكي مانويل روساس، والذي دون في الدقيقة الـ51، وهو الهدف الثاني لتشيلي، من أصل ثلاثية خسر بها منتخب بلاده.
ويعد مونديال روسيا 2018 أكثر نسخة شهدت أهدافا عكسية بمجموع 12 هدفا، كما أنها أول نسخة تشهد أهدافا عكسية في المباراة النهائية التي جمعت فرنسا وكرواتيا، عندما سجل الكرواتي ماريو مانزوكيتش الهدف الأول في المباراة خطأ في مرمى منتخب بلاده.
مباراة وحيدة شهدت هدفين عكسيين في المونديال
وكانت مباراة الولايات المتحدة الأمريكية والبرتغال في مونديال كوريا الجنوبية واليابان عام 2002 هي المباراة الوحيدة التي شهدت تسجيل هدفين عكسيين للمنتخبين المتباريين، حيث سجل لمنتخب أمريكا اللاعب البرتغالي جورج كوستا، وسجل للبرتغال اللاعب الأمريكي جيف أجوس.
أما أكثر هدف عكسي متأخر في تاريخ كأس العالم، فقد سجل في مباراة المغرب وإيران في مونديال روسيا 2018، عبر المغربي عزيز بوحدوز بالخطأ في مرمى منتخب المغرب في الدقيقة الخامسة من الوقت بدل الضائع 90 +5.
أسرع هدف عكسي في تاريخ المونديال
في المقابل، فإن أسرع هدف عكسي في تاريخ المونديال، كان قد سجل في مباراة البوسنة والهرسك ضد الأرجنتين في مونديال البرازيل عام 2014 عبر البوسني سياد كولاشيناتس في مرمى منتخب بلاده بعد دقيقتين و10 ثوان فقط.
ويعد الروسي سيرغي إيغناشيفيتش أكبر لاعب يسجل هدفا عكسيا في المونديال وذلك عندما سجل في مرمى منتخب بلاده أمام إسبانيا في مونديال روسيا 2018 وكان عمر اللاعب آنذاك 38 عاما.
في حين يعد اللاعب المكسيكي إديسون الفاريز أصغر لاعب يسجل هدفا عكسيا، وذلك في مباراة منتخب بلاده أمام السويد في مونديال روسيا 2018 حيث كان عمره آنذاك 20 عاما.
منتخب فرنسا أكثر المستفيدين من الأهداف العكسية
ويعد المنتخب الفرنسي أكثر المستفيدين من الأهداف العكسية بواقع ستة أهداف، كما أن المنتخب الفرنسي أكثر منتخب خاض مباريات في بطولات كأس العالم دون أن يسجل أهدافا عكسية في مرماه بواقع 66 مباراة، بالمقابل يعتبر المنتخب المكسيكي أكثر منتخب خاض مباريات دون أن يستفيد من الأهداف العكسية بواقع 57 مباراة.
وخاض المنتخب الكاميروني 23 مباراة في نهائيات كأس العالم دون أن يسجل في مرماه أو يستفيد من الأهداف العكسية.
فيما يعد المنتخبان البلغاري في نسخة 1966 والروسي في نسخة العام 2018 أكثر منتخبين سجلا أهدافا عكسية بواقع هدفين لكل منتخب في كل نسخة.
أول عربي يسجل هدفًا عكسيًا في كأس العالم
وكان أول لاعب عربي وإفريقي يسجل هدفا عكسيا هو المغربي يوسف شيبو في مونديال فرنسا 1998 أمام النرويج، أما أول لاعب آسيوي يسجل في مرماه بالخطأ فهو الإيراني اندريك اسكندريان أمام إسكتلندا في مونديال 1978 في الأرجنتين.
أما أول لاعب أوروبي يسجل هدفا عكسيا في مرماه فهو إرنست لويرتشر لاعب سويسرا في مباراة أمام ألمانيا في مونديال فرنسا 1938، أما أول لاعب أمريكي جنوبي يسجل في مرماه فهو الأورغواياني لويس كروز في مباراة منتخب بلاده أمام ألمانيا الغربية في مونديال 1954.
ولم تشهد خمس نسخ من كأس العالم أهدافا عكسية وهي نسخ: 1934 في إيطاليا، 1950 في البرازيل، 1958 في السويد، 1962 في تشيلي، 1990 في إيطاليا، فهل تلحق بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022 بالنسخ الخمس، أم ستحطم الرقم القياسي للأهداف العكسية، أم تشهد أهدافا عكسية قاتلة؟
المصدر: قنا