منتخب قطر.. رحلة مجد بمحطات مضيئة وصولا إلى المونديال

2022/11/14
منتخب قطر
منتخب قطر

رحلة مجد خاضها المنتخب القطري لكرة القدم على مدار سنوات طويلة من أجل الوصول بأتم الجاهزية إلى اللحظة التاريخية المتمثلة بالظهور الأول في نهائيات كأس العالم FIFA قطر 2022.

وجاب "الأدعم" العالم كي ينهل من خبرات منتخبات في كل القارات بغية أن يُراكم اللاعبون تجارب تعينهم على مجاراة منافسين سيواجهونهم في المونديال الذي تستضيفه قطر للمرة الأولى في تاريخ المنطقة العربية والشرق أوسطية.

ولم تخل منافسة لم يشارك فيها المنتخب القطري في جل القارات تنفيذًا لبرنامج تحضيري أعد بإحكام من قبل المسؤولين وبالتنسيق مع خبراء فنيين، كي يصل اللاعبون إلى مستوى يقارب قيمة منتخبات من الصفوف الأولى في عالم الساحرة المستديرة، وهو الأمر الذي لن يتأتى سوى بتوفير الاحتكاك بمدارس كروية عالمية، دون الخشية من النتائج التي لم تكن بيت القصيد في المقام الأول، على اعتبار أن الهدف هو الارتقاء بالمستوى الفني وتوفير خبرات تنافسية من أجل ردم هوة طالما كانت تفصل المنتخبات في القارة الآسيوية عن نظيراتها خصوصا في أوروبا وأمريكا الجنوبية.

محطات كثيرة وكبيرة عرفها المنتخب القطري منذ أن تم اتخاذ قرار تسيير الإعداد بتلك الطريقة التي تختصر المسافات، ومع كل محطة مضيئة ونجاح يتحقق، يأتي التأكيد على صواب الفكرة من أساسها الذي انطلقت منه، بالتعويل على جيل جديد بقيادة فنية مختلفة.

5534

بداية القصة

القصة بدأت منذ شهر يونيو 2017 عندما نودي الإسباني فيليكس سانشيز - ذاك الاسم المغمور في عالم التدريب آنذاك - كي يتولى تدريب المنتخب خلفا للأوروغوياني الخبير بالكرة القطرية خورخي فوساتي، بيد أن الجزء غير المعروف من القصة، هو أن الرصد لم يكن لعناصر المنتخب التي كانت تخوض في تلك الفترة المرحلة النهائية من التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم في روسيا 2018، بل كانت الأنظار شاخصة على مجموعة من النشء الذي خط مسيرة رائعة سواء بالفوز بلقب كأس آسيا تحت 19 عاما في ميانمار عام 2014 أو ببلوغ نهائيات كأس العالم تحت 20 عاما في نيوزيلندا في العالم الموالي.

ولعل هذا ما يفسر استدعاء سانشيز لتدريب المنتخب الأول، وهو الذي كان قد أشرف على تدريب منتخب الشباب في العام 2013 وقاده إلى الريادة القارية، مع الأخذ بعين الاعتبار أن الرجل كان يعمل في أكاديمية التفوق الرياضي "أسباير" منذ العام 2006 ويعرف جل اللاعبين قبل الخطوة الكبيرة الموالية والمتمثلة بخلق توليفة جديدة تمزج بين عناصر شابة وأخرى خبيرة من لاعبي الصفوة الذين تواجدوا في تشكيلات المنتخب مع الأخذ بعين الاعتبار عامل السن حينها، لأن الهدف دائما هو بدء التحضير لكأس العالم FIFA قطر 2022.

ضربة البداية

ويمكن القول إن المباراتين الأخيرتين في التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى مونديال روسيا أمام كل من سوريا والصين يومي 31 أغسطس و5 سبتمبر من العام 2017، كانتا ضربة البداية الحقيقية للإعداد بعد التجديد، بعدما بدأت الأسماء الجديدة تغزو تشكيلات المنتخب رويدا رويدا حتى تبلور الشكل الجديد في المناسبات الموالية.

ولعل برنامج الإعداد تضمن نظرتين سارتا بالتوازي.. الأولى تمثلت بالتحضير للمحطات التنافسية التي يقبل عليها المنتخب، والثانية هي الوضع في الاعتبار أن الغرض الرئيس هو التجهيز للمونديال، ووفقا لذلك، بدأ الاتحاد القطري وبالتنسيق مع إدارة المنتخبات، في توفير الاختبارات الودية التحضيرية خلال فترات التوقف المدرجة على أجندة الاتحاد الدولي، استعدادًا للحدث المقبل آنذاك وهو نهائيات كأس آسيا 2019، بعدما ضمن المنتخب مسبقا التأهل إليها من خلال الدمج الذي يتبعه الاتحاد الآسيوي بين تصفيات آسيا وتصفيات المونديال، وبالتالي فإن خوض المنتخب القطري المرحلة النهائية من تصفيات مونديال روسيا، يعني ضمان التأهل لكأس آسيا 2019.

555534

أول الغيث كأس آسيا

وبدأت أولى ثمار نجاح المشروع عندما رحل المنتخب القطري إلى الإمارات للمشاركة في النهائيات القارية، دون أن يكون مرشحا للمنافسة أو حتى الذهاب بعيدا، بواقع التجديد الذي طرأ على التشكيلة بتواجد عدد كبير من اللاعبين الذين يخوضون البطولة الآسيوية للكبار للمرة الأولى في تاريخهم، خاصة النجوم الجدد القادمين من منتخب الشباب ثم المنتخب الأولمبي الذي أشرف عليه سانشيز وحل ثالثا في كأس آسيا تحت 23 عاما عام 2018 وبذات التوليفة التي باتت تهيكل المنتخب الأول مع دعمه بأسماء وازنة أيضا.

وفي الإمارات صنع المنتخب القطري الحدث وحقق المجد القاري الأول، وقدم للقارة الآسيوية نجوما بات يشار إليهم بالبنان، فالمحصلة كانت مذهلة على كل المستويات بدءا من الدور الأول حتى المباراة النهائية التي ما زالت عالقة في أذهان القطريين والعرب، بعدما كان المنافس منتخب ياباني عنيدا ويملك الخبرة والتجربة والتقاليد الكروية الكبيرة في القارة الصفراء.

واستهل "الأدعم" المنافسة القارية بالفوز على لبنان بهدفين دون رد، ثم حقق فوزا آخر عريضا على كوريا الشمالية بسداسية، قبل أن يتجاوز المنتخب السعودي بهدفين دون مقابل ويتصدر المجموعة الخامسة، ثم كبرت التحديات حيث مواجهة منافسين أقوياء في الأدوار الموالية، لكن المنتخب القطري شق طريقه بثبات وتجاوز العراق في دور الـ16 بهدف دون رد، ثم كوريا الجنوبية في ربع النهائي بالنتيجة ذاتها، قبل أن يفوز على المنتخب الإماراتي صاحب الأرض برباعية مدوية، وصولا إلى ملحمة النهائي التي تجاوز فيها المنتخب الياباني بثلاثة أهداف لهدف، ناشرا الفرح بالإنجاز التاريخي الأول.

الأرقام المذهلة للمنتخب القطري في كأس آسيا، تجسدت بالفوز في المباريات السبع وتسجيل 19 هدفا مقابل استقبال هدف وحيد، في حين توج اللاعب المعز علي هدافا للنسخة والأكثر تسجيلا للأهداف في نسخة واحدة في تاريخ المسابقة برصيد 9 أهداف متجاوزا رقم الإيراني علي دائي، واختير المعز أيضا أفضل لاعب في البطولة، فيما كان زميله أكرم عفيف أفضل ممرر وكان سعد الشيب أفضل حارس.

وبعد التتويج بلقب كأس آسيا بات المنتخب القطري غير ذاك الذي كان قبلها، فالأنظار أضحت مسلطة عليه بشكل كبير، وبات وما زال بطلا للقارة الصفراء، وأصبح نجومه ومدربه مثار إعجاب وتقدير كبيرين، هذا إلى جانب قيمة عالمية بالقفزة الهائلة التي تحققت على مستوى تصنيف الاتحاد الدولي لكرة القدم FIFA بالتقدم 38 مركزا، حيث انتقل من المركز 93 إلى المركز 55 في التصنيف الصادر في شهر فبراير من العام 2019.

وفتح الفوز باللقب، الآفاق أمام المنتخب القطري إلى خط مسيرة مختلفة في التحضير، متمثلة بالانطلاق بكل ثقة نحو معتركات قارية أخرى، حيث تبددت بعد التتويج القاري كل المخاوف من تلبية الدعوة التي وجهها اتحاد أمريكا الجنوبية لكرة القدم "كونميبول" للاتحاد القطري من أجل مشاركة المنتخب في النسخة الـ46 من كوبا أمريكا التي استضافتها البرازيل خلال شهري يونيو ويوليو من العام نفسه، ذلك أن الدعوة كانت، في أبريل 2018، على هامش النسخة الـ68 من "الكونغرس" اللاتيني، بالعاصمة الأرجنتينية بوينس آيرس، ليكمل "الأدعم" إلى جانب المنتخب الياباني عقد المنتخبات الـ12 المشاركة في البطولة التي تعد الأقدم على صعيد المنتخبات في العالم.

5353534.jpeg

"كوبا أمريكا" الثرية

التجربة في كوبا أمريكا كانت ثرية وحققت أهدافها المرجوة، خصوصا أن القرعة أوقعت المنتخب القطري في المجموعة الثانية، إلى جانب منتخبات الأرجنتين وكولومبيا وباراغواي وهي منتخبات تملك تاريخا كبيرا وتقاليد عريقة، فلم يكن بطل آسيا صيدا سهلا بعدما أظهر شخصية قوية خصوصا في المباراة الأولى التي اكتفى فيها بالتعادل مع الباراغواي بهدفين لمثلهما وكان قريبا جدا من تحقيق الفوز، قبل أن يخسر أمام كولومبيا والأرجنتين بنتيجة "صفر/ 1" و"صفر / 2" تواليا.

وعاش المنتخب القطري فترة صعبة خصوصا في ظل جائحة كورونا التي أثرت بشكل كبير على سير برنامج التحضير، حيث قضت الجائحة بتأجيل كوبا أمريكا المقررة عام 2020 إلى العام 2021 حيث كان من المقرر أيضا أن يشارك بها المنتخب القطري، لكن التأجيل أجبر الاتحاد القطري ولجنة المنتخبات على تغيير الخطة والاعتذار عن تلك النسخة.

تحدٍّ جديد

ورغم التحديات الكبيرة التي فرضتها الجائحة، عادت رحى الإعداد إلى طبيعتها بالنسبة لرجال المدرب فيليكس سانشيز مع استحقاق التصفيات المؤهلة إلى نهائيات كأس آسيا 2023 المدمجة أصلا مع تصفيات مونديال قطر 2022 .. قبل أن يأتي التحدي القاري الجديد المتمثل بالمشاركة في الكأس الذهبية 2021 التي أقيمت في الولايات المتحدة الأمريكية بدعوة من اتحاد أمريكا الوسطى والكاريبي "كونكاكاف".

وكان ظهور المنتخب القطري في الكأس الذهبية مغايرا بتأثيرات إيجابية تركتها المحطات السابقة خصوصا كوبا أمريكا، ليقدم "الأدعم" مستويات راقية عكست التطور اللافت الذي أصاب المنتخب، ليبلغ الدور نصف النهائي، وكان على أعتاب خوض المباراة النهائية في المشاركة الأولى لمنتخب عربي في البطولة، وثاني مشاركة لمنتخب آسيوي بعد كوريا الجنوبية التي شاركت في نسختي 2000 و2002.

وتجسدت المسيرة المثالية للمنتخب القطري بالعبور أولا إلى الدور ربع النهائي متصدرا المجموعة الرابعة برصيد سبع نقاط، جمعها من فوزين على غرينادا "4 / صفر"، وهندوراس "2 / صفر" وتعادل في الافتتاح أمام بنما "3-3"، قبل أن يعبر إلى الدور نصف النهائي بتجاوز منتخب السلفادور بثلاثة أهداف لاثنين، ضاربا موعدا تاريخيا مع منتخب الولايات المتحدة الأمريكية، حسمه أصحاب الأرض بهدف دون رد، بعد سوء طالع لازم رفاق القائد حسن الهيدوس بإهدار ركلة جزاء، ليخسر المنتخب القطري المباراة ويكسب احترام الجميع في البطولة، خصوصا أنه سجل رقما قياسا بعدما بات أكثر ضيف على البطولة يسجل أهدافا في نسخة واحدة بتاريخ الكأس الذهبية برصيد 12 هدفا، محطما الرقم القياسي السابق، والذي كان مسجلا باسم البرازيل بـ10 أهداف في نسخة 1996.

المعز علي

المعز الذهبي

كما ضرب هداف المنتخب وآسيا المعز علي موعدا جديدا مع التألق بتتويجه بجائزة هداف بطولة الكأس الذهبية مسجلا أربعة أهداف، وبات أول لاعب في التاريخ يتوج هدافا لقارتين بعد أن حاز على لقب هداف كأس آسيا 2019، علما بأنه سطر مجدا آخر بعدما أضحى الوحيد في العالم الذي يسجل في ثلاث بطولات قارية، حيث سبق أن سجل في كوبا أمريكا 2019.

العنابي يغزو أوروبا

ولم يكتف المنتخب القطري بالتجربتين الأمريكيتين، ذلك أنه خاض تجربة أوروبية فريدة قد لا تسنح لأي منتخب في العالم، من خلال المشاركة في المجموعة الأولى من التصفيات الأوروبية المؤهلة إلى كأس العالم FIFA قطر 2022 بصفة اعتبارية دون احتساب النتائج بعد الدعوة التي تلقاها الاتحاد القطري من نظيره الأوروبي.

التجربة كانت قوية خصوصا أن المجموعة ضمت منتخبات كبيرة على غرار البرتغال بطلة أوروبا 2016 وصربيا وأيرلندا ولوكسمبورغ وأذربيجان، ورغم توزيع المنافسات على مساحة زمنية امتدت من شهر مارس إلى نوفمبر من العام 2021.. إلا أنها كانت مضغوطة حيث كان المنتخب يخوض ثلاث مباريات في كل فترة توقف لا تزيد على تسعة أيام.

ولم تكن النتائج هي المقصد في المقام الأول، بل التجربة والاحتكاك والاستفادة من منتخبات منها من هو في الصف الأول أوروبيا، ورغم ذلك سجل المنتخب القطري استهلالا مثاليا بالفوز على لوكسمبورغ وأذربيجان والتعادل مع أيرلندا، قبل أن تزداد المباريات صعوبة، لتأتي المحصلة بالفوز في مناسبتين والتعادل في ثلاث والخسارة في خمس مباريات منها أربعة أمام المنتخبين الصربي والبرتغالي "ذهابا وإيابا"، وخسارة أمام أيرلندا "إيابا"، لكن الفوائد التي جناها المنتخب القطري كانت كثيرة وكبيرة خصوصا في رحلة التحضير للمونديال.

53434

كأس العرب

وفي ظل التنوع الكبير في برنامج التحضير لكأس العالم FIFA قطر 2022، إلا أن الدخول في منافسة مباشرة مع منتخبات إفريقية هو ما كان ينقص المنتخب القطري الذي وجد ضالته بعد ذلك في بطولة كأس العرب FIFA قطر 2021 التي كانت بمثابة بروفة لنهائيات كأس العالم بعدما أقيمت على ستة من ملاعب المونديال وبحضور جماهيري غفير.

وسجل "الأدعم" حضورا قويا، سيما وأنه دخل المنافسة كأحد المرشحين لنيل لقب البطولة التي حظيت للمرة الأولى في تاريخها بالصفة الدولية بإقامتها تحت مظلة FIFA، فكان الاستهلال بالفوز على المنتخب البحريني بهدف دون رد ضمن المجموعة الأولى قبل أن يحقق العلامة الكاملة بتجاوز المنتخبين العماني بهدفين لهدف والعراقي بثلاثية نظيفة تواليا.

وضرب المنتخب القطري موعدا مع المنتخب الإماراتي في ربع النهائي وحقق فوزا كبيرا بخماسية نظيفة ليبلغ الدور نصف النهائي الذي خسره أمام المنتخب الجزائري بهدف لاثنين، لكنه تمكن من الحصول على الميدالية البرونزية في البطولة إثر تغلبه على المنتخب المصري بركلات الترجيح 5 / 4 بعد تعادلهما سلبا في الوقتين الأصلي والإضافي من مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع في مواجهة تألق فيها الحارس مشعل برشم وحرم منتخب مصر من هز الشباك، وصد ركلتين ترجيحيتين.

وعاد اللاعبون الدوليون بعد كأس العرب إلى الأندية وأكملوا الموسم الماضي محليا وقاريا قبل أن يخلدوا لفترة راحة طويلة بعد رحلة مضنية وشاقة عرفت التواصل في عامين متتاليين دون فترات راحة كافية، وخاضوا العديد من البطولات الرسمية والمباريات الودية.. ووفقا لبرنامج التحضير تم إعفاء اللاعبين الدوليين من المشاركة مع الأندية في الجولات السبع الأولى من الدوري القطري "دوري نجوم QNB" لكنهم دخلوا منذ شهر يونيو في فترات تحضير مختلفة عبر معسكرات أوروبية.

رحلة الإعداد لمونديالنا

وخاض المنتخب القطري منذ شهر يونيو 2022 معسكرا في مدينة ماربيا الإسبانية، الغرض منه كان إعادة تهيئة اللاعبين بدنيا بعد فترة الراحة الطويلة عقب نهاية الموسم الماضي والتي قاربت الشهر، قبل أن تأتي المرحلة التالية في شهر يوليو بمعسكر آخر في النمسا، تخللته مباريات ودية غير رسمية مع أندية أوروبية إذ تعادل مع انتويرب البلجيكي بهدفين لمثلهما ومع ريال مايوركا الإسباني سلبا، ثم واجه أندية إيطالية، ففاز على اودينيزي بهدفين لهدف وتعادل مع لاتسيو وفيورنتينا سلبيا، وفاز على كولتورال ديبورتيفو ليونيسا الإسباني بثلاثية نظيفة.

وتواصلت التحضيرات بمعسكر جديد في النمسا شهر أغسطس خاض خلاله المنتخب القطري، دورة رباعية ودية بمشاركة منتخبات غانا، وجامايكا، والمغرب للمحليين، فاز فيها على غانا بهدفين لهدف وتعادل مع المغرب بهدفين لمثلهما، وتعادل مع جامايكا بهدف لمثله، قبل أن يلعب مجددا مع ناديين من سلوفاكيا هما بارتيزان دومانيزا وسامورين وانتصر في المباراتين 2 - صفر و3 - صفر تواليا.

واستثمر المنتخب القطري فترة التوقف الرسمية المدرجة على أجندة الاتحاد الدولي لشهر سبتمبر الماضي لخوض اختبارات قوية، حيث التقى منتخب كندا وخسر بهدفين دون رد، ثم واجه منتخب تشيلي وتعادل بهدفين لمثلهما، علما بأنه استهل تلك الفترة بمواجهة منتخب كرواتيا للمحليين وخسر بثلاثية نظيفة.

ودخل "الأدعم" المرحلة الأخيرة من التحضير بمعسكر محلي مطلع أكتوبر الماضي في الدوحة استمر خمسة أيام، قبل أن يعود إلى مدينة ماربيا الإسبانية لخوض عديد الاختبارات غير الرسمية لعدم وجود فترة توقف فعلية من قبل الاتحاد الدولي لشهر أكتوبر، حيث لعب خمس مباريات حقق فيها الفوز جميعا، إذ انتصر على هندوراس وألبانيا بالنتيجة نفسها وبهدف دون رد وتفوق على نيكاراغوا وبنما بهدفين لهدف في كلتيهما، وعلى غواتيمالا بهدفين دون رد.

وعادت بعثة المنتخب القطري إلى الدوحة اليوم، حيث سيضع المدرب فيليكس سانشيز اللمسات الأخيرة على التحضير قبل استهلال كأس العالم FIFA قطر 2022 بمواجهة المنتخب الإكوادوري في الافتتاح على استاد البيت ضمن منافسات المجموعة الأولى التي تضم السنغال وهولندا.

وكان سانشيز قد أعلن عن القائمة النهائية التي تضم 26 لاعبا للمشاركة في المونديال، حيث تواجدت في القائمة كل الركائز الأساسية التي طالما اعتمد عليها المدرب.

5543

القائمة المونديالية

وجاءت القائمة على النحو التالي: حراسة المرمى: سعد الشيب ومشعل برشم "السد" ويوسف حسن "الغرافة".

الدفاع: بيدرو ميغيل، ومصعب خضر، وطارق سلمان، وبوعلام خوخي، وعبد الكريم حسن "السد"، وبسام الراوي، وإسماعيل محمد "الدحيل"، وهمام الأمين "الغرافة"، وجاسم جابر "العربي".

الوسط: مصطفى طارق، وعلي أسد، ومحمد وعد، وسالم الهاجري، وحسن الهيدوس "السد"، وكريم بوضياف، وعاصم مادبو "الدحيل" وعبدالعزيز حاتم، ونايف الحضرمي "الريان"، وخالد منير "الوكرة".

الهجوم: أحمد علاء الدين "الغرافة"، وأكرم عفيف "السد"، والمعز علي، ومحمد مونتاري "الدحيل".

وتأتي رحلة التحضير التي انطلقت فعليا شهر يونيو من العام 2017 واستمرت لما يزيد على 5 سنوات وتضمنت العديد من المحطات التنافسية والتحضيرية، بهدف كتابة التاريخ في أولى مشاركاته في بطولات كأس العالم FIFA قطر 2022، وهو الأمر الذي إن تحقق، فسيجعل من تجربة الإعداد تلك نموذجا يحتذى للطامحين في خط مسيرة مغايرة، واختصار المسافات.

وينتظر الإسباني فيليكس سانشيز أن يظهر أبناء المنتخب القطري بالشكل الذي يتمناه في أول مونديال يسجل حضور الكرة القطرية عبر التاريخ، وتبرز مجموعة من الأسماء في تشكيلة المدرب سانشيز، والذي حافظ على القوام الأساسي الذي صنع الفرحة وأهدى قطر أول كأس آسيوية في النسخة التي استضافتها الإمارات في العام 2019.

ومما لا شك فيه أن مدرب المنتخب القطري أراد الإبقاء على أكبر قدر ممكن من العناصر الأساسية في القائمة المونديالية، نظرا للخبرات الكبيرة التي حصلوا عليها طيلة السنوات الماضية، بجانب معرفتهم ودرايتهم الكبيرة بفلسفته وإستراتيجيته.

54443

الهيدوس القائد

وعلى الرغم من بلوغه عامه الـ31 فقد تمكن حسن الهيدوس من حجز مكان له في تشكيلة المدرب فيليكس سانشيز الأساسية سواء خلال المباريات الودية الماضية التي خاضها المنتخب في معسكري فيينا وماربيا، أو في البطولات القارية التي لعبها "الأدعم" في أوروبا والكونكاكاف وكوبا أمريكا.

قائد المنتخب القطري كان حاضرا في أكثر من مركز طيلة المرحلة الماضية وفق الرؤية الفنية التي احتاجها سانشيز سواء كلاعب محوري في وسط الملعب أو في مركز الجناح الأيمن، وبجانب ذلك فقد نجح الهيدوس في تسجيل العديد من الأهداف الحاسمة، الأمر الذي يؤكد بنسبة كبيرة أنه مرشح ليكون قائدا للمنتخب في أول مباراة مونديالية يخوضها في 20 نوفمبر الجاري على استاد البيت.

الهيدوس الذي استهل مشواره مع المنتخب القطري في عمر 17 عاما وثمانية أشهر، أي قبل 14 عاما من الآن، اكتسب العديد من الخبرات طوال فترة التحضير السابقة وهو يدرك جيدا أن دخوله التاريخ من أوسع أبوابه سيكتمل حين يساهم في صناعة إنجاز جديد في المونديال الأول في الوطن العربي والشرق الأوسط.

أعمدة العنابي

وفي هذا الصدد يشكل وسط المنتخب القطري قوته الضاربة بوجود العديد من الأوراق التي تمكنت من ترك بصمة كبيرة في السنوات الماضية، ويعد عاصم مادبو أحد أهم الأوراق التي حققت إضافة كبيرة لوسط بطل آسيا وتمكن اللاعب البالغ من العمر 26 عاما من تدوين اسمه في قائمة أبرز لاعبي خط الوسط الذين مروا على الكرة القطرية.

وكان لاعب وسط الدحيل واحدا ممن ساهموا بالتتويج بلقب كأس آسيا، وكذلك في البطولات القارية التي شارك بها "الأدعم" خاصة كوبا أمريكا حين أوقف مادبو العديد من اللاعبين الكبار وواجه نجوم منتخبات البرازيل والأرجنتين، ما أكسبه خبرة كبيرة ستجعله يخوض مباريات المونديال بثقة كبيرة عندما يلعب ضد دفاعات منتخبات مثل هولندا والسنغال والإكوادور.

على الصعيد ذاته، يضم خط الوسط في المنتخب القطري العديد من الأسماء التي نضجت كرويا خاصة عبد العزيز حاتم الذي يعد إحدى الركائز الأساسية في حسابات المدرب سانشيز، بجانب كريم بوضياف الذي حافظ على بقائه في قائمة المنتخب طوال السنوات الماضية، ويعد لاعب وسط الدحيل أحد الخيارات التي يعتمد عليها مدرب المنتخب القطري في تغيير أسلوب اللعب والتحولات، فضلا عن نجاحه بتأدية المهام الخاصة التي توكل إليه.

وفي ظل الحديث عن العناصر التي كانت الأكثر تأثيرا على أداء المنتخب القطري، لا بد من التعريج على الظهير الأيسر عبدالكريم حسن البالغ من العمر 28 عاما، الذي تصاعد مستواه بشكل لافت في السنوات الأخيرة ولعب دورا فاعلا في تحقيق "الأدعم" للقب أمم آسيا في العام 2019 بفضل توغلاته وكراته الحاسمة إلى المهاجمين.

خريج أكاديمية التفوق الرياضي "أسباير" لم يقيد نفسه في مركز الظهير الأيسر ونجح في أكثر من مناسبة من شغل مهام إضافية وفق رؤية المدرب سانشيز الذي حاول إشراكه في مركز قلب الدفاع الأيسر، وقد أبلى فيه "حسن" بلاء حسنا، واكتسب عبدالكريم حسن خبرات كبيرة سواء مع فريقه السد أو في التجربة الاحترافية التي خاضها في بلجيكا مع فريق أوبين.

ولطالما كانت هواجس المدرب الإسباني للمنتخب القطري مرتكزة على التنظيم الدفاعي، لذا فضل الحفاظ على أبرز الأسماء التي اكتسبت خبرات كبيرة في المحافل القارية، ويعد بوعلام خوخي من أهم الأوراق التي ستعطي القوة لدفاع بطل آسيا، خاصة أن المنتخب القطري سيواجه نماذج مختلفة من أبرز المهاجمين على مستوى العالم لاسيما في المنتخبين الهولندي والسنغالي.

64553

عفيف والمعز يقودان الهجوم

وفي الخطوط الأمامية سيتكفل أكرم عفيف البالغ من العمر 25 عاما بقيادة هجوم "الأدعم" ويحسب للاعب امتلاكه المهارة العالية والقدرة على تغيير اتجاهات اللعب، وقد نجح في المحافظة على كونه أفضل اللاعبين في الدوري القطري في المواسم الماضية ونافس العديد من المحترفين والهدافين.

عفيف صنع لنفسه بريقا خالدا وبات أحد أفضل المهاجمين الذين مروا على المنتخب القطري وقد ساعدته خبرة اللعب في أوروبا بعد أن خاض تجارب عديدة في فياريال الإسباني في العام 2016 و مواطنه سبورتينغ خيخون وكذلك في فريق الشباب في نادي إشبيلية وحصل على العديد من العروض لكنه فضل التمسك بالبقاء في نادي السد.. خريج أكاديمية "أسباير" يعرف جيدا أن اللعب في المونديال مختلف عن كل البطولات السابقة، وهو حلم راوده منذ الصغر بعد أن حقق إنجازات كثيرة.

أفضل لاعب في آسيا في العام 2019 يمني النفس بأن يكون أحد صناع الفرح للجماهير القطرية ويقود منتخب بلاده إلى إنجاز كبير بعبور دور المجموعات ورسم صورة تبقى خالدة في الأذهان طويلا.. وعفيف يجيد اللعب كجناح أيسر وأيمن وحتى رأس حربة في بعض الأحيان، بفضل الأداء الفردي المميز والقدرة على تسجيل أنصاف الفرص.

خط هجوم المنتخب القطري يملك ورقة هجومية مميزة، بوجود الهداف المعز علي الذي استطاع أن يخلد اسمه في تاريخ القارة الآسيوية ويكسر رقم هداف المنتخب الإيراني علي دائي خلال النسخة الأخيرة في العام 2019.

المعز الذي سجل حضوره الأول مع المنتخب تحت قيادة المدرب الأوروغوياني دانييل كارينو في أغسطس 2016 وحينها كان عمره 20 عاما و6 أيام. تعول عليه آمال كبيرة في تقديم أداء تليق باسم بطل آسيا، ويسعى اللاعب إلى إضافة رصيد جديد من الأرقام القياسية التي دونها في الآونة الأخيرة.

المهاجم الذي اقترن تألقه محليا مع الدحيل يملك العديد من المزايا التي ترشحه للتألق المونديالي بعد أن اكتسب خبرات كبيرة خلال المشاركات الدولية والمباريات التحضيرية، وبلا شك المدرب الإسباني سانشيز لديه رؤية كافية ووافية عن المهام التي سيمنحها لهداف المنتخب في مواجهات المونديال.

 

المصدر - قنا

الكلمات الدلالية