في النسخة الثانية من كأس العالم لكرة القدم، والتي أقيمت عام 1934 في إيطاليا، كان أصحاب الأرض يشاركون في البطولة للمرة الأولى، بعد رفضهم المشاركة في أول نسخة بأوروجواي، لاعتبارات كثيرة كان أبرزها طول مسافة السفر، ولعدم اكتراث البلدان الأوروبية آنذاك بالمشاركة في تلك البطولة الوليدة.
لكن بعد 4 سنوات فقط، سخرت إيطاليا كل إمكانياتها للتتويج باللقب، إذ عمد حاكمها الفاشي الشهير "موسيليني" إلى بذل كل شيء وبكافة الأساليب الممكنة لتحقيق ذلك الهدف، وصل الأمر إلى حد تهديد لاعبي منتخب إيطاليا بالقتل حال الإخفاق في الفوز بالبطولة، والهدف الأهم من وراء ذلك كان "الدعاية السياسية" للزعيم الفاشي ونظامه.
في نهاية المطاف، حصل موسيليني على ما أراد، بل وتكرر الإنجاز نفسه، في النسخة اللاحقة عام 1938 التي أقيمت في فرنسا، وحصدت إيطاليا في عهد موسيليني على اللقب مرتين على التوالي، وكان اللاعب الراحل أنجيلو سكيافيو أحد المساهمين بشكل مباشر في تحقيق ذلك الإنجاز في العام 1934، بيد أنه لم يحظ بالاهتمام اللائق من الإعلام.
سكيافيو، المولود في 15 أكتوبر 1905، كان صاحب هدف الحسم والفوز في نهائي كأس العالم 1934، على حساب تشيكوسلوفاكيا، بعد أن كادت المباراة أن تنتهي لصالح الفريق الأخير.
سيناريو نهائي 1934
في نهائي مونديال 1934 الذي جمع بين إيطاليا وتشيكوسلوفاكيا، كاد الفريق الأخير أن يخطف الفوز واللقب الغالي، عندما تقدم الفريق الضيف بهدف استمر حتى قبيل نهاية المباراة بـ9 دقائق.
الشوط الأول انتهى دون أهداف، كان على الحارس التشيكوسلوفاكي، فرانتيسك بلانيكا، التعامل مع عدد من الكرات المسددة من قبل الإيطاليين في منطقة مرماه (صندوق الـ18)، من جهة ثانية تغاضى حكم المباراة عن بعض التدخلات العنيفة من جانب لاعبي الأزوري، فقد اشتكى لاعبو تشيكوسلوفاكيا من عدم إطلاق الصفارات رغم تعدد التدخلات الصعبة.
واستمرت اللياقة البدنية في التصاعد مع استمرار المباراة، وفي منتصف الشوط الثاني، تم نقل لاعب من تشيكوسلوفاكيا وهو اللاعب "بوك" إلى خارج الملعب للإصابة، إذ لم يكن وقتها مسموحا بالتبديلات، لذا لعبت تشيكوسلوفاكيا بعشرة لاعبين حتى تمكن بوك من العودة إلى الملعب من جديد.
وبعد لحظات من السماح له بالعودة، سقطت الكرة عليه بعد ركلة ركنية، وتغلبت تسديدته الطويلة على قائد الفريق الإيطالي جانبيرو كومبي، ليذهل الجماهير الإيطالية قبل 19 دقيقة من النهاية بتسجيل الهدف الأول.
كان الوضع يائسًا أكثر فأكثر بالنسبة للإيطاليين، لكن في الدقيقة 81، سجل رايموندو أورسي أحد أكثر الأهداف الأسطورية في تاريخ البطولة، لكن على ما يبدو أنه قام بضرب أكثر من مدافع بقدمه اليسرى ثم سجل بيمناه.
#موندياليون_منسيون⌛️
— مرسال قطر (@Marsalqatar) October 30, 2022
المهاجم الايطالي أنجيلو سيكافيو 🇮🇹
🔸شارك في أول نسخة من #كأس_العالم عام 1934
🔹الهداف التاريخي لنادي بولونيا الايطالي #مرسال_قطر #حياكم_في_قطر #كأس_العالم_قطر_2022 pic.twitter.com/iZWf7v68vB
بهذا الهدف، وصلت المباراة إلى نهاية الوقت الأصلي بالتعادل، هنا أظهر مدرب إيطاليا "بوزو" فطنته التكتيكية وأمر أنجيلو سكيافيو وإنريكي جوايتا بتبديل موقعهما، كان هذا الثنائي هو الذي حسم المباراة، فقد أحرز الأزوري الهدف الثاني، وتوجت إيطاليا بالفعل بطلة مونديال 1934، بفضل الهدف الذي أحرزه سكيافيو في الدقيقة 95، أي بعد 5 دقائق من الوقت الإضافي.
مسيرة سكيافيو الكروية
قضى المهاجم الإيطالي أنجيلو سكيافيو حياته المهنية بأكملها مع نادي بولونيا الإيطالي، وقد فاز معه بـ4 ألقاب للدوري مع بولونيا، ويعد أفضل هداف في تاريخ الفريق، كما قاد تدريبه لاحقا، بعد إعلان اعتزاله اللعب.
أما مع المنتخب، فقد فاز سكيافيو بالبرونزية مع إيطاليا في الأولمبياد الصيفية عام 1928، ورغم قوة الفريق، إلا أنه رفض المشاركة في أول نسخة من كأس العالم عام 1934، وتوفي سكيافيو بعمر 84 عاما في 17 أبريل عام 1990، وكان آخر لاعب على قيد الحياة وقتها من جيل منتخب 1934 الفائز بكأس العالم.
المصدر: مرسال قطر