ينتظر عشاق كرة القدم بفارغ الصبر انطلاق كأس العالم لكرة القدم قطر 2022، النسخة التاريخية والاستثنائية من المونديال، والتي يتوقع لها الجميع أن تكون الأفضل في تاريخ البطولة.
وعلى مدار تاريخه منذ النسخة الأولى عام 1930، لا يمنح كأس العالم مباريات لا تُنسى ولاعبين يصنعون التاريخ ونتائج غير متوقعة فقط، بل يمنحنا أيضًا أحداثًا غريبة ومواقف وذكريات ستبقى معنا إلى الأبد.
وتنطلق بطولة كأس العالم لكرة القدم قطر 2022 يوم 20 نوفمبر المقبل وتستمر حتى يوم 18 ديسمبر، وقبل انطلاق البطولة الأهم في عالم الساحرة المستديرة، نستعرض في سلسلة من التقارير أهم المواقف واللحظات التي حدثت في النسخ السابقة من المونديال.
النتيجة الأكبر في تاريخ كأس العالم
لم يحالف الحظ منتخب السلفادور في قرعة نهائيات كأس العالم 1982، حيث وقع مع حاملة اللقب الأرجنتين وبلجيكا وصيفة أوروبا والمجر الذي كان أحد أقوى المنتخبات في ذلك الوقت، ورغم ذلك لم يتوقع أي سلفادوري أن يتلقى منتخب بلادهم الهزيمة الأكبر في تاريخ المونديال.
وخسر منتخب السلفادور مباراته الأولى في كأس العالم أمام منتخب المجر، بعشرة أهداف مقابل هدف واحد، وهي أكبر نتيجة في تاريخ البطولة، ويأتي خلفها فوز المجر على كوريا الجنوبية في سويسرا عام 1954 (9-0)، ثم فوز يوغوسلافيا على زائير «الكونغو الديمقراطية حاليًا» (9-0) في ألمانيا 1974.
أغرب إهدار للوقت في كأس العالم 1974
في كأس العالم 1974 التي أقيمت فيما كان يعرف آنذاك بجمهورية ألمانيا الاتحادية، شارك منتخب زائير «الكونغو الديمقراطية حاليًا» للمرة الأولى في البطولة، وكان أول فريق من جنوب الصحراء الكبرى بالقارة السمراء يشارك في المونديال.
وخسر منتخب زائير مباراته الأولى في المونديال أمام اسكتلندا بهدفين دون رد، وتلقى هزيمة قاسية أمام يوغوسلافيا بتسعة أهداف دون مقابل في الجولة الثانية، وهو ما جعل رئيس البلاد موبوتو سيكو في ذلك الوقت يهدد اللاعبين بعدم العودة إلى البلاد حال الهزيمة بأكثر من 4 أهداف أمام البرازيل في الجولة الثالثة.
وأمام المنتخب البرازيل تأخر منتخب زائير بثلاثة أهداف دون رد، وحصل منتخب السامبا على خطأ في الدقائق الأخيرة، وفي موقف هو الأطرف في المونديال خرج أحد مدافعي المنتخب الإفريقي من حائط الدفاع وركل الكرة بعيدا بهدف تضييع الوقت.
وبالطبع كان الموقف طريفًا وغريبًا للجميع داخل الملعب، إلا أن مدافع زائير لم يهمه كل ذلك، بل كان كل هدفه هو منع البرازيل من تسجيل أهداف أخرى، وذلك حتى يتمكن من العودة إلى بلاده.
فان بيرسي الطائر في مونديال البرازيل 2014
في واحدة من أفضل المباريات في مونديال البرازيل 2014، واجه منتخب هولندا نظيره منتخب إسبانيا، وبالطبع كان لدى الهولنديين رغبة في الانتقام لهزيمتهم في نهائي النسخة السابقة أمام الأسبان، وضياع فرصة تحقيق اللقب الأول في تاريخهم.
ونجح منتخب هولندا بالفعل في الانتقام لخسارته المباراة النهائية في جنوب إفريقيا 2010، وانتصر على منتخب إسبانيا، بخمسة أهداف مقابل هدف، وبالطبع هي نتيجة لن تمحى من تاريخ المونديال، وسيظل الهولنديون يفتخرون بها إلى الأبد.
وبجانب النتيجة الكبيرة، هناك شيء آخر لن تنساه جماهير الساحرة المستديرة، وهو الهدف الرائع الذي أحرزه روبن فان بيرسي في شباك الحارس إيكر كاسياس، بعدما طار في الهواء ووضع الكرة في مرمى المنتخب الإسباني من مسافة بعيدة وسط ذهول كل من في الملعب.
مباراة القرن في مونديال المكسيك 1970
في نصف نهائي مونديال المكسيك 1970، قدما منتخبا ألمانيا وإيطاليا واحدة من أفضل المباريات في تاريخ كأس العالم، والتي يرى بعضهم أنها الأفضل بالفعل، وذلك بسبب أحداثها الدرامية وغزارتها التهديفية.
وبعد التعادل 1-1 في الوقت الأصلي، كان لا بد من اللجوء إلى الوقت الإضافي، والذي بدأت معه الإثارة والمتعة داخل أرض الملعب، حيث شهدت الأشواط الإضافية تسجيل خمسة أهداف، لتنتهي المواجهة بانتصار الطليان بأربعة أهداف مقابل ثلاثة.
وفي واحدة من أكثر الذكريات التي لا تنسى في ذلك اليوم الرائع، كانت شجاعة الأسطورة الألمانية فرانز بيكنباور، الذي لعب وهو يعاني من خلع في الكتف الأيمن، وذلك لأن التبديلات المسموح بها كان قد تم إجراؤها بالفعل، والأجواء والأحداث التي شهدتها هذه المباراة جعلتها واحدة من أكثر المباريات إثارة في القرن العشرين.
اغتيال مدافع بعد كأس العالم 1994
الهدف العكسي الذي أحرزه الكولومبي أندريس إسكوبا لصالح الولايات المتحدة بالخطأ في مرماه هو بلا شك أحد أكثر اللحظات شهرة في كرة القدم، حيث انتهى الأمر باغتيال اللاعب على يد أحد المشجعين.
وبعد الإقصاء المبكر لفريقه من كأس العالم 1994 وتحميله المسؤولية بعد الخطأ الذي ارتكبه أمام المنتخب الأمريكي، تم اغتيال المدافع بعد أيام من عودته إلى بلاده ، حيث قام المشجع بإطلاق 12 رصاصة على إسكوبار.